كل ما آمله بخصوص ما يحدث الآن في لبنان، أن يلتزم قادته المختلفون، بمقولتهم التي طالما عبروا عنها وأكدوا عليها، والتي تقول: إن الحرب الأهلية خط أحمر. وأتمنى ألا يكون هذا الخط الأحمر قد زال الآن. وألا يكون لبنان قد اشتعل، لأن الاشتعال يتبعه الحريق. ولن تخلّف النيران وراءها إلا الرماد.
بسبب ما حدث ويحدث في العراق، وبسبب تردي العلاقات العربية الإيرانية، وما نتج عن ذلك من تنامي المشاعر الطائفية المذهبية. فإن ما حدث في لبنان قد يترك جرحا عميقا في نفوس اللبنانيين جميعا، كما قال الرئيس عمر كرامي في مؤتمره الصحفي (الأحد 11 أيار).
وإذا تحول هذا الصراع السياسي المسلح- إن لم يكن قد تحول بالفعل- إلى حرب دينية مذهبية بين اللبنانيين، فإن إعصارها سيجرف الجميع، ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يغلق أبواب الجحيم. وسيُجبر الناس على الاصطفاف مع طوائفهم. وستكون لهذه الحرب الدينية تداعيات كثيرة وخطيرة على المستوى اللبناني أولا، بسبب التداخل السكاني ل اللبنانيين من مختلف الطوائف مع بعضهم بعضا، وبسبب تجاور قرى السنة مع قرى الشيعة مع قرى الدروز مع قرى المسيحيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. ولن يكون في هذه الحرب منتصر. فمن ينتصر اليوم قد يخسر غدا، ومن ينتصر عسكريا قد يخسر سياسيا. ومن ينتصر شمالا قد يخسر جنوبا، وهكذا.
كما ستكون لهذه الحرب إن استمرت، وتحولت لحرب دينية مذهبية، تداعيات خطيرة على المستوى العربي والإقليمي. ولا نستبعد تدخلا خارجيا، وأخص بالذكر إسرائيل التي بالرغم من رغبتها وسعيها لتمزيق المجتمعات العربية، وإحداث صراعات محلية داخل الدول العربية، إلا أنه لن يناسبها تغيير موازين القوى في لبنان، وأن تصبح بين فكي كماشة حماس من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وما لهذا الحزب من علاقات معروفة مع إيران.
كذلك لا يخفى على أحد أن تدويل أزمة لبنان، وقدوم قوات عسكرية دولية تحت أي مسمى كان، سيكون له عواقب خطيرة جدا، أولها تدفق مسلحي القاعدة وحلفائهم إلى لبنان- إن لم يكونوا قد أعدوا العدة لذلك الآن- وما سيتبع ذلك من اقتتال شعبي طائفي، رأيناه بوضوح في العراق.
لا يمكن لحزب الله إلا أن يستميت في الدفاع عن سلاحه، لأن هذا السلاح بالنسبة إليه، هو بمثابة الروح من الجسد. وبدون هذا السلاح فإن الحزب سيفقد تألقه في الساحة، وسمعته كحزب مقاوم. وسيفقد قدرته على تحقيق أهدافه وتنفيذ مخططاته في مقارعة إسرائيل التي قهرها في حرب تموز. كما سيفقد- بدون سلاحه- امتيازاته كزعيم للطائفة الشيعية في لبنان. وسيتحول إلى حزب عادي إلى جانب أحزاب أخرى قد تنشأ ضمن هذه الطائفة.
إن الأوضاع في الدول العربية، والتاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي للشعوب العربية والإسلامية، يدل أن هذه الشعوب ما زالت ترفض الآخر، وتعمل بمفاهيم الماضي، وتعيش في غياهب الماضي، وتتمسك بقوانين الماضي. ولا تقبل إلا بخضوع الضعيف للقوي، والأقلية للأكثرية، ولا تعرف منطقا سوى منطق السيف والعصا. وإن هذه الشعوب غير قادرة على استيعاب ثقافة التنوع والتعدد، وغير قادرة على ممارسة الحوار السلمي مع الآخر. فلا وجود في ثقافتها إلا لرأي واحد، ولفكر واحد، ولحزب واحد، ولسلاح واحد. أي أنها غير قادرة على مواكبة قيم العصر، ولا تعترف بحق الإنسان في التعبير والاختيار، والعيش حرا مستقلا آمنا مطمئنا.
إن ل لبنان وضعية خاصة مختلفة عن كل الدول العربية. وطوائفه شاءت أم أبت مجبرة على التعايش مع بعضها بعضا. ولن يكون لبنان ملكا لأبنائه ومواطنيه ما لم يشعر الجميع، ومن مختلف الانتماءات والتوجهات أن لهم حصة وكرامة في هذا الوطن. وإن بقاء لبنان موحدا هو اختبار لقدرة الإنسان العربي على التعايش مع الآخر، وقدرة الأحزاب السياسية والطوائف الدينية العربية على الحوار والتمسك بالحلول السلمية لحل النزاعات الداخلية، وقدرتها أيضا على قبول شعار: الدين لله والوطن للجميع.
[email protected]
بسبب ما حدث ويحدث في العراق، وبسبب تردي العلاقات العربية الإيرانية، وما نتج عن ذلك من تنامي المشاعر الطائفية المذهبية. فإن ما حدث في لبنان قد يترك جرحا عميقا في نفوس اللبنانيين جميعا، كما قال الرئيس عمر كرامي في مؤتمره الصحفي (الأحد 11 أيار).
وإذا تحول هذا الصراع السياسي المسلح- إن لم يكن قد تحول بالفعل- إلى حرب دينية مذهبية بين اللبنانيين، فإن إعصارها سيجرف الجميع، ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يغلق أبواب الجحيم. وسيُجبر الناس على الاصطفاف مع طوائفهم. وستكون لهذه الحرب الدينية تداعيات كثيرة وخطيرة على المستوى اللبناني أولا، بسبب التداخل السكاني ل اللبنانيين من مختلف الطوائف مع بعضهم بعضا، وبسبب تجاور قرى السنة مع قرى الشيعة مع قرى الدروز مع قرى المسيحيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. ولن يكون في هذه الحرب منتصر. فمن ينتصر اليوم قد يخسر غدا، ومن ينتصر عسكريا قد يخسر سياسيا. ومن ينتصر شمالا قد يخسر جنوبا، وهكذا.
كما ستكون لهذه الحرب إن استمرت، وتحولت لحرب دينية مذهبية، تداعيات خطيرة على المستوى العربي والإقليمي. ولا نستبعد تدخلا خارجيا، وأخص بالذكر إسرائيل التي بالرغم من رغبتها وسعيها لتمزيق المجتمعات العربية، وإحداث صراعات محلية داخل الدول العربية، إلا أنه لن يناسبها تغيير موازين القوى في لبنان، وأن تصبح بين فكي كماشة حماس من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وما لهذا الحزب من علاقات معروفة مع إيران.
كذلك لا يخفى على أحد أن تدويل أزمة لبنان، وقدوم قوات عسكرية دولية تحت أي مسمى كان، سيكون له عواقب خطيرة جدا، أولها تدفق مسلحي القاعدة وحلفائهم إلى لبنان- إن لم يكونوا قد أعدوا العدة لذلك الآن- وما سيتبع ذلك من اقتتال شعبي طائفي، رأيناه بوضوح في العراق.
لا يمكن لحزب الله إلا أن يستميت في الدفاع عن سلاحه، لأن هذا السلاح بالنسبة إليه، هو بمثابة الروح من الجسد. وبدون هذا السلاح فإن الحزب سيفقد تألقه في الساحة، وسمعته كحزب مقاوم. وسيفقد قدرته على تحقيق أهدافه وتنفيذ مخططاته في مقارعة إسرائيل التي قهرها في حرب تموز. كما سيفقد- بدون سلاحه- امتيازاته كزعيم للطائفة الشيعية في لبنان. وسيتحول إلى حزب عادي إلى جانب أحزاب أخرى قد تنشأ ضمن هذه الطائفة.
إن الأوضاع في الدول العربية، والتاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي للشعوب العربية والإسلامية، يدل أن هذه الشعوب ما زالت ترفض الآخر، وتعمل بمفاهيم الماضي، وتعيش في غياهب الماضي، وتتمسك بقوانين الماضي. ولا تقبل إلا بخضوع الضعيف للقوي، والأقلية للأكثرية، ولا تعرف منطقا سوى منطق السيف والعصا. وإن هذه الشعوب غير قادرة على استيعاب ثقافة التنوع والتعدد، وغير قادرة على ممارسة الحوار السلمي مع الآخر. فلا وجود في ثقافتها إلا لرأي واحد، ولفكر واحد، ولحزب واحد، ولسلاح واحد. أي أنها غير قادرة على مواكبة قيم العصر، ولا تعترف بحق الإنسان في التعبير والاختيار، والعيش حرا مستقلا آمنا مطمئنا.
إن ل لبنان وضعية خاصة مختلفة عن كل الدول العربية. وطوائفه شاءت أم أبت مجبرة على التعايش مع بعضها بعضا. ولن يكون لبنان ملكا لأبنائه ومواطنيه ما لم يشعر الجميع، ومن مختلف الانتماءات والتوجهات أن لهم حصة وكرامة في هذا الوطن. وإن بقاء لبنان موحدا هو اختبار لقدرة الإنسان العربي على التعايش مع الآخر، وقدرة الأحزاب السياسية والطوائف الدينية العربية على الحوار والتمسك بالحلول السلمية لحل النزاعات الداخلية، وقدرتها أيضا على قبول شعار: الدين لله والوطن للجميع.
[email protected]
التعليقات