الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، يوم السادس والعشرين من مايو الماضي في يوم (عيد المقاومة والتحرير) حسب توصيفه، تضمن اعترافات مهمة طال انتظارها بشأن تأسيس الحزب ومرجعيته السياسية والفقهية، خاصة إذا تذكرنا أن الكوادر التي أسست الحزب وأعلنت عنه رسميا في عام 1985، كانت في غالبيتها أعضاء في حركة أمل الشيعية التي أسسها في مطلع الثمانينات في لبنان موسى الصدر (إيراني الأصل والجنسية، حصل على الجنسية اللبنانية)، واختفى في ليبيا أثناء زيارة رسمية عام 1978. وأصبح معروفا وموثقا أن العناصر التي أسست الحزب من خلال انشقاقها أو انسحابها من الحركة، كانت تتحرك حسب أوامر وتعليمات مراجع إيرانية، وجدت أن حركة أمل لا تستجيب كاملا لأوامرهم وأجندتهم في المنطقة، فكان الدعم والتحريض لانسحاب تلك العناصر وتأسيسها (حزب الله) والإعلان عنه في عام 1985 معلنين في بيان التأسيس أن (هدف الحزب هو تأسيس جمهورية إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في مدينة قم الإيرانية). ومجرد التسمية والهدف يوضحان التضليل والتخريب الذي سيقود له هذا الحزب:
التضليل من خلال استعمال اسم الجلالة (الله)، بقصد تضليل الجماهير المؤمنة وغير المؤمنة، فمجرد وضع اسم (الله) اسما لتنظيم سياسي، من شأنه أن يدخل الخوف لنفوس كل من يريدون انتقاد هذا الحزب، فبشكل غير مباشر ولا شعوري من يجرؤ على انتقاد (حزب الله)، الذي يعني أن من يواجهه ويعارضه ليس إلا (حزب الشيطان). وأعتقد أنه ليس من حق أحد استعمال اسم (الله) لتنظيم حزبي سياسي، حيث أن اسم الله باق دائم ثابت أزلي خالد، والسياسة متقلبة متغيرة حسب المصالح والارتباطات، في الغالب لا صدق ولا أمانة فيها، بقدر البحث عن مصلحة كل طرف. ولنا نتصور حجم الصراع لو أن حزبا سياسيا آخر أعلن عن نفسه باسم (حزب الله المؤمن) مثلا، وبالطبع لن تكون تصرفاته وسلوكياته ومواقفه مطابقة لتصرفات (حزب الله لصاحبه حسن نصر الله). فمن سيكون عندئذ الناطق باسم الله؟ ومن ستلحق به الجماهير على أساس أنه يحمل توكيلا من الله تعالى؟. واستمرار ا في التضليل والاستعمال المضلل لاسم الله تعالى، كانت نتيجة حرب تموز 2006 بين الحزب وإسرائيل (نصرا إلهيا) كما سمّاها الحزب !!. هذه النصر الإلهي الذي كانت نتيجته مئات القتلى وتخريب لغالبية البنية التحتية في بيروت وما حولها، وتهجير أكثر من نصف مليون لبناني، والأهم والأخطر هو التطبيق الكامل للقرار الدولي 1559، ووصول قوات اليونيفيل المسلحة لجنوب لبنان، وفرضها الهدوء الشامل على الحدود مع إسرائيل، ومنذ ذلك التاريخ أي منذ حوالي عامين لم يطلق حزب الله أية رصاصة عبر الحدود مع إسرائيل، ولا على الطائرات الإسرائيلية التي تخترق المجال الجوي اللبناني بشكل متواصل.، وبالتالي فهل كانت إسرائيل تريد أكثر من ذلك؟. ودليلنا القاطع على ذلك هو: إذا كان الحزب مؤمنا حقيقة بالمقاومة والتحرير، فلماذا لم ينقل مقاومته لمزارع شبعا التي ما زالت محتلة؟.
أما التخريب فهو من خلال استفراد الحزب بقرار السلم والحرب في لبنان، وهذا لا وجود له في أية دولة في العالم بما فيها إيران. فهل هناك حزب في أية دولة في العالم في كافة العصور، من حقه أن يتخذ قرار الحرب والسلم دون العودة للدولة والحكومة التي هو حزب فيها؟. من أعطى حزب الله الحق في قرار الحرب ضد إسرائيل في تموز 2006؟ ومن أعطاه حق قرار وقف الحرب بعد كل التخريب والدمار الذي ألحقته الحرب بلبنان شعبا ودولة؟. والدليل على أن الحزب مرتهن في قراراته للخارج الإيراني هو ما أعلنه حسن نصر الله بوضوح عقب انتهاء الحرب، عندما أعلن لو أنه كان يعرف حجم الرد الإسرائيلي لما بدأ الحرب ! فهل هناك عشوائية ومغامرة بوطن وشعب أكثر من ذلك؟. ورغم أن قوله هذا يعني أن النتيجة كانت هزيمة، إلا أنه استمر في التضليل و أطلق عليها النصر الإلهي. كما أن مجرد استعمال اسم (حزب الله) في وطن كلبنان فيه العديد من الطوائف المسيحية والدرزية، يعني تحديا لتلك الطوائف وعدم احترام لدياناتها، خاصة عندما يكون هدف الحزب (إقامة جمهورية إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في قم الإيرانية)، وهو تحد مرعب للسنّة الذين يشكلون مع المسيحيين غالبية الشعب اللبناني، لأن المسلمين السنّة يعرفون تفاصيل القمع الذي يتعرض له المسلمون السنّة في جمهورية ولاية الفقيه الإيرانية بقيادة الملالي، خاصة عرب الأحواز المحتلة منذ عام 1925، وهو قمع وإعدامات وسجون لا مثيل لها في أكبر الدول الاستبدادية عبر العصور، حيث تصنّف كافة تقارير حقوق الإنسان الدولية أن جمهورية خوف الملالي الإيرانية من أكثر دول العالم قمعا وسجونا وتعذيبا ومصادرة لحقوق الإنسان، والدليل على ذلك حجم وعدد الهاربين وطالبي اللجوء الإيرانيين في غالبية الدول الأوربية.
أما التخريب فهو من خلال استفراد الحزب بقرار السلم والحرب في لبنان، وهذا لا وجود له في أية دولة في العالم بما فيها إيران. فهل هناك حزب في أية دولة في العالم في كافة العصور، من حقه أن يتخذ قرار الحرب والسلم دون العودة للدولة والحكومة التي هو حزب فيها؟. من أعطى حزب الله الحق في قرار الحرب ضد إسرائيل في تموز 2006؟ ومن أعطاه حق قرار وقف الحرب بعد كل التخريب والدمار الذي ألحقته الحرب بلبنان شعبا ودولة؟. والدليل على أن الحزب مرتهن في قراراته للخارج الإيراني هو ما أعلنه حسن نصر الله بوضوح عقب انتهاء الحرب، عندما أعلن لو أنه كان يعرف حجم الرد الإسرائيلي لما بدأ الحرب ! فهل هناك عشوائية ومغامرة بوطن وشعب أكثر من ذلك؟. ورغم أن قوله هذا يعني أن النتيجة كانت هزيمة، إلا أنه استمر في التضليل و أطلق عليها النصر الإلهي. كما أن مجرد استعمال اسم (حزب الله) في وطن كلبنان فيه العديد من الطوائف المسيحية والدرزية، يعني تحديا لتلك الطوائف وعدم احترام لدياناتها، خاصة عندما يكون هدف الحزب (إقامة جمهورية إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في قم الإيرانية)، وهو تحد مرعب للسنّة الذين يشكلون مع المسيحيين غالبية الشعب اللبناني، لأن المسلمين السنّة يعرفون تفاصيل القمع الذي يتعرض له المسلمون السنّة في جمهورية ولاية الفقيه الإيرانية بقيادة الملالي، خاصة عرب الأحواز المحتلة منذ عام 1925، وهو قمع وإعدامات وسجون لا مثيل لها في أكبر الدول الاستبدادية عبر العصور، حيث تصنّف كافة تقارير حقوق الإنسان الدولية أن جمهورية خوف الملالي الإيرانية من أكثر دول العالم قمعا وسجونا وتعذيبا ومصادرة لحقوق الإنسان، والدليل على ذلك حجم وعدد الهاربين وطالبي اللجوء الإيرانيين في غالبية الدول الأوربية.
اعتراف متأخر وتوضيح مضلل
رغم أنّ ولاء حزب الله لإيران ومرجعيته في مكاتب ولي الفقيه الإيراني، وردت في بيان تأسيسه التي أشرت إليها، إلا أن بعض القراء كانوا يشكّون في هذه المعلومة. وأخيرا جاء اعتراف سيد المقاومة حسن نصر الله في خطابه الأخير، عندما قال حرفيا: quot; أنا أليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه، الفقيه العادل، الفقيه العالم، الفقيه الحكيم، الفقيه الشجاع، الفقيه الصادق، الفقيه المخلص. وأقول لهؤلاء ولاية الفقيه تقول لنا نحن حزبها: لبنان بلد متنوع متعدد يجب أن تحافظوا عليه quot;.
هذا الاعتراف الذي جاء متأخرا فقط 22 عاما منذ ورود ذلك في البيان التأسيسي للحزب عام 1985، ترافق مع توضيحات مضللة غير صادقة من السيد حسن نصر الله، لأن ولاية الفقيه الإيراني لا تحترم التعددية السياسية والدينية، وهدفها الاستراتيجي هو فرض رؤيتها الفقهية في أية بقعة تستطيع الوصول إليها والتمدد فيها، إلى درجة أن أحمدي نجاد رئيس وزراء الملالي يرجع أية انتصارات سياسية لإيران وحلفائها في أي مكان في العالم إلى المهدي المنتظر. وقد عبّر عن ذلك بوضوح أكثر إبراهيم السيد أمين حين كان الناطق الرسمي للحزب بقوله: (نحن في لبنان لا نستمد عملية صنع القرار السياسي لدينا إلا من الفقيه، والفقيه لا تعرّفه الجغرافيا بل يعرّفه الشرع الإسلامي....نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا - وندعو الله أن نصبح ndash; جزءا من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف، ونحن نطيع أوامره ولا نؤمن بالجغرافيا، بل نؤمن بالتغيير). ومن المهم أن نتذكر أن جيش الإمام هذا هو الذي ما زال يحتل الأحواز العربية، والجزر الإماراتية الثلاث، ويهدد بضم البحرين، ويمارس كل أنواع القتل والتخريب والتدمير في العراق مباشرة ومن خلال أحزاب لا إلهية تنتمي له وتنفذ أوامره.
لذلك لم ينس السيد العراق في خطابه
وهذا ما دعا السيد حسن نصر الله في خطاب المقاومة والتحرير المذكور، أن يمارس نفس دور الإرهابيين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ويتفضل بتقديم النصائح والإرشادات والأوامر للشعب العراقي، معلنا انحيازه وحزبه ومرجعيته لما أسماه المقاومة العراقية، دون أن يوضح لنا أية مقاومة هذه التي ما يزيد عن 99 في المئة من قتلها وتدميرها بين العراقيين أنفسهم !. لذلك لاقت تصريحاته هذه استنكارا وإدانة علنية من السيد جلال الطالباني الرئيس العراقي الذي قال عنه: quot; ليس له الحق بالتدخل في شؤون العراق الداخلية كما نحن لم نتدخل في شؤون لبنان الداخلية quot;. كما استنكر النائب الشيعي عن القائمة العراقية السيد إياد جمال الدين تصريحات حسن نصر الله تلك، وقال: quot; إن العراقيين لا يحتاجون دروسا من حسن نصر الله....إن في العراق خيرة علماء ومراجع الشيعة، بل إن مرجعية الشيعة في العالم هي في النجف، وشيعة العراق لم ولن يتأثروا بكلام نصر الله الذي لم يعد لديه شيء للبنان واللبنانيين quot;. وقال: إن هذا الرجل (حسن نصر الله) أظهر أنه لم يعد لديه أي شيء وبلغ مداه، وأن خطابه جاء دعائيا، كاشفا أنّ حزب الله يعاني من مشكلة إثبات وجوده حاضرا ومستقبلا.
وهكذا فإن حزب الله مهما مارس من تمويه واستغلال لاسم الله تعالى وادعاء انتصارات إلهية، فهو ليس حزب سياسي داخل دولة، إنما هو دويلة داخل الدولة اللبنانية، والخطورة أن هذه الدويلة تابعة بشكل نهائي لدولة ولاية الفقيه الإيراني، الذي هدفه التمدد والتوسع في الجوار العربي لأنه الأضعف ووجود أحزاب إلهية موالية له في أكثر من دولة عربية، وإن أراد الولي الفقيه الإيراني أن يثبت خطأ قولنا هذا وصدق ادعاءات حسن نصر الله، فلينهي احتلاله للأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث، ويكف عن التهديد بضم البحرين، والاستمرار في التخريب والقتل في العراق، عندئذ نعرف من هو الصادق: نحن أم دولة الفقيه في إيران ووكيلها في لبنان حزب الله؟؟.
[email protected]
[email protected]
التعليقات