شاعِر وسايكلوجست وَرئيس دَولة ومُجرم حَرب!
ليلة القبض على سفاح البوسنة
لقد القي القبض على رادوفان كارادزيتش، بعد ان اختفى قرابة اثني عشر سنة، وبعد اقترافه سلسلة جرائم تقشعر منها الابدان وهو في السلطة، وقيل انه يبدو مختلفا عن سائر المجرمين الآخرين، فهو لم يزل ممتلئ الجسم، وله علاقاته مع من كان من سفاحي البلقان السياسيين ؛ وجدوه بلحيته البيضاء الكثة ونظارته التي تبرقمن تحتها عيون ثعلب ماكر، لكنه لم يدرك انه وقع في قبضة سائق سيارة للآجرة هو في الحقيقة من رجال الشرطة السرية. ان رادوفان كارادزيتش زعيم صرب البوسنة قد شارك لرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش جرائم حرب لا تعد ولا تحصى. لقد القي القبض على كارادزيتش، فى ليلة يوم الاثنين 21 يوليو الجاري. وكان ميلوسيفيتش قد توفي في عام 2006 اثناء احتجازه في مقر الامم المتحدة محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
لقد القي القبض على رادوفان كارادزيتش، بعد ان اختفى قرابة اثني عشر سنة، وبعد اقترافه سلسلة جرائم تقشعر منها الابدان وهو في السلطة، وقيل انه يبدو مختلفا عن سائر المجرمين الآخرين، فهو لم يزل ممتلئ الجسم، وله علاقاته مع من كان من سفاحي البلقان السياسيين ؛ وجدوه بلحيته البيضاء الكثة ونظارته التي تبرقمن تحتها عيون ثعلب ماكر، لكنه لم يدرك انه وقع في قبضة سائق سيارة للآجرة هو في الحقيقة من رجال الشرطة السرية. ان رادوفان كارادزيتش زعيم صرب البوسنة قد شارك لرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش جرائم حرب لا تعد ولا تحصى. لقد القي القبض على كارادزيتش، فى ليلة يوم الاثنين 21 يوليو الجاري. وكان ميلوسيفيتش قد توفي في عام 2006 اثناء احتجازه في مقر الامم المتحدة محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
الصخور المتساقطة
كارادزيتش شخص طويل القامه، بنيته قوية وجيدة، كبير الذقن صحيح انه كان مختفيا، ولكنه لم يكن معزولا، بل ينتقل من بلدة الى أخرى، وكأنه لم يكن مطلوبا.. انه اشبه بصخرة لم تزل تحلم بأن تسطع كنجم سياسي من جديد! انه لم يزل يعشق المنصة وغابة من الميكروفات امامه، وليس له الا اصدار اوامر الموت واطلاق النار، ليس على من يقاتله، بل على الالاف المؤلفة من الابرياء، وتهمتهم انه يكرههم ويحقد عليهم! انه يبرر ذبح ضحاياه بكل خشونة، اذ كان ولم يزل يعشق ما تمتع به من كاريزما سياسية عرقية معينة لبني قومه، بل وان الغرور اللامتناهي قد ركبه، وكانت السلطة ولم تزل تغويه، كما تغوي الاخرين من أمثاله، وما أكثرهم، وقلَّ من يحافظ على توازنه وبساطته وعدالته من الحكام، اذ ان اغلبهم يتملكه احساس بالجبروت.
كارادزيتش شخص طويل القامه، بنيته قوية وجيدة، كبير الذقن صحيح انه كان مختفيا، ولكنه لم يكن معزولا، بل ينتقل من بلدة الى أخرى، وكأنه لم يكن مطلوبا.. انه اشبه بصخرة لم تزل تحلم بأن تسطع كنجم سياسي من جديد! انه لم يزل يعشق المنصة وغابة من الميكروفات امامه، وليس له الا اصدار اوامر الموت واطلاق النار، ليس على من يقاتله، بل على الالاف المؤلفة من الابرياء، وتهمتهم انه يكرههم ويحقد عليهم! انه يبرر ذبح ضحاياه بكل خشونة، اذ كان ولم يزل يعشق ما تمتع به من كاريزما سياسية عرقية معينة لبني قومه، بل وان الغرور اللامتناهي قد ركبه، وكانت السلطة ولم تزل تغويه، كما تغوي الاخرين من أمثاله، وما أكثرهم، وقلَّ من يحافظ على توازنه وبساطته وعدالته من الحكام، اذ ان اغلبهم يتملكه احساس بالجبروت.
فيلم مخيف: من شاعر حب الى مجرم حرب
ان من يتابع قصة حياته، سيجد انها، من المؤكد، تصلح مادة لاعداد فيلم مخيف من افلام الرعب. كيف؟ انه رجل ولد في قرية صغيرة باعماق الجبل الأسود من البلقان، منتقلا الى سراييفو، ثم الى الجامعة، ثم الى شاعر مشهور بقصائده المتنوعة، ثم انتقاله لرئيس جمهورية صربسكا، واخيرا الشهره التي لازمته في سنوات الغليان باعتباره واحدا من اشرس الحكام الممارسين للقتل والتمييز الديني والعرقي والطائفي، وغدا في نهاية المطاف، اكثر المطلوبين من مجرمي الحرب في العالم. ان من ابرز تناقضات حياته انه جمع نفسه بين نقيضين اثنين: بين حرفة سارق الى ابداع شاعر، وعرف كارادزيتش لتلاوة ملحمة من الآيات الشعرية بفنية عالية، ولكن كل ما قدمه من انجازات فكرية كافية لم تشبعه ابدا، اذ كان يطمح للسلطة.. وعندما تولاها، صبغها بالدماء القانية ليغدو مجرم حرب من الدرجة الاولى، ويلازمه الغرور منذ بداياته الاولى حتى هذه اللحظة التاريخية التي قبض عليه فيها، ولم يشعر بالندم في الواقع ابدا حتى في ابادة ما يقرب من 8000 رجل مسلم في سريبرينيتشا عام 1995، اذ تعد تلك الجريمة البشعة واحدة من أشنع الجرائم ضد الانسانيه.
ان من يتابع قصة حياته، سيجد انها، من المؤكد، تصلح مادة لاعداد فيلم مخيف من افلام الرعب. كيف؟ انه رجل ولد في قرية صغيرة باعماق الجبل الأسود من البلقان، منتقلا الى سراييفو، ثم الى الجامعة، ثم الى شاعر مشهور بقصائده المتنوعة، ثم انتقاله لرئيس جمهورية صربسكا، واخيرا الشهره التي لازمته في سنوات الغليان باعتباره واحدا من اشرس الحكام الممارسين للقتل والتمييز الديني والعرقي والطائفي، وغدا في نهاية المطاف، اكثر المطلوبين من مجرمي الحرب في العالم. ان من ابرز تناقضات حياته انه جمع نفسه بين نقيضين اثنين: بين حرفة سارق الى ابداع شاعر، وعرف كارادزيتش لتلاوة ملحمة من الآيات الشعرية بفنية عالية، ولكن كل ما قدمه من انجازات فكرية كافية لم تشبعه ابدا، اذ كان يطمح للسلطة.. وعندما تولاها، صبغها بالدماء القانية ليغدو مجرم حرب من الدرجة الاولى، ويلازمه الغرور منذ بداياته الاولى حتى هذه اللحظة التاريخية التي قبض عليه فيها، ولم يشعر بالندم في الواقع ابدا حتى في ابادة ما يقرب من 8000 رجل مسلم في سريبرينيتشا عام 1995، اذ تعد تلك الجريمة البشعة واحدة من أشنع الجرائم ضد الانسانيه.
سراييفو تحترق بيدي شاعرين مجرمين
كنت اتابع كغيري من المراقبين في العالم، وبمرارة وحزن، جناياته القاتلة عندما يتردد اسمه الصعب في اجهزة الاعلام المقروءة والمرئية. ان رادوفان كاراديتش، لم تزل صورته المثيرة في اذهان الجميع. ومن الوثائق الحية التي نحترز عليها، صورة اطلاق النار ابان حصار سراييفو، وذلك بعد ان وقف ببزته الخضراء المرقطة يتقدم رهطه فوق رابية تلة عالية قريبة.. لقد كان قصف المدينة من جمهورية صربسكا عملا اجراميا لم ازل اتذكر صورة ضحايا واشلاء اطفال ونسوة يجمعونها بالالاف من بيوت مهجومة وشوارع عارية، وذلك في عربات لا يحصى عددها.. والنيران تتوهج والدخان ينبعث من كل مكان!
كان بصحبة كارادزيتش ضيفه الشاعر الروسي ادوارد ليمونوف، وهما يتطلعان الى سراييفو المحاصرة، وهما يراقبان سقوط النار بوضوح على كل بناء، فيتفجر بمن فيه، وتلتهم النيران كل الصغار والكبار.. كل الاشجار والاحجار.. في كل شارع وعلى كل شجرة.. كان الرئيس كارادزيتش يتابع اطلاق النار مرتديا معطفه الاسود، هذه المرة، وقد لفّ الشال حول عنقه كي يتفادى برد الشتاء القارس، وهو ينظر ببرودة دم لا مثيل لها.. كان يستعرض بطولاته امام ضيفه وصديقه الشاعر الروسي، وكان الاخير يعامله بما يليق بالابطال لا بما يستحقه الجناة بالموت او بالحياة.. كان يشير بيده الى امتداد العيارات النارية واسهم الصواريخ نحو المدينة البائسة، ويطالب صديقه ان يتمتع بمثل هذا العرض وكأنه يجري على شاشة سينمائية في الهواء الطلق! ويقول له: هل تشاركني اطلاق النار على هذه الحيوانات البرية؟ وباداء مسرحي ينسى الشاعر الروسي ليمانوف الشعب والانسان وكل المثل والقيم، ويستجيب للتحدي الآثم، فيسجد وراء مدفع رشاش ويطلق النار ليسعد جميع من حوله، ويرضي غضب صديقه الذي يعتبره واحدا منهم، بالرغم من تسمية نفسه بشاعر! فيعلق صديقه الرئيس بأن صديقه ليمانوف قد اثبت حقيقته ورجولته في قصف سراييفو التي انطلقت منها شرارة الحرب العالمية الاولى عام 1914، وها هي عند نهاية القرن العشرين لوحة تاريخية تحترق! كان كارافيزتش يدرك خصوصية البلقان، ويفهم كطبيب نفسي ما الذي يفعله الشعراء، ولكن لم يتعلم من شعراء العرب ان لكل شاعر شيطان وتابع.. انهما الان امام سراييفو المحترقة بمن فيها، وهما يحتسيان شراب النصر بعد تبادل الانخاب، رفقة الجنود والمرتزقة، واذا كنّا قد ادركنا حقد كارافيزتش، فلماذا بدا الشاعر الروسي غير مبال بالنار التي تحرق البشر، وهما على رأس ذلك الجمع في وليمة مسكرة، يشربون ويأكلون فيها لحوم الخنازير المشوية!؟
كنت اتابع كغيري من المراقبين في العالم، وبمرارة وحزن، جناياته القاتلة عندما يتردد اسمه الصعب في اجهزة الاعلام المقروءة والمرئية. ان رادوفان كاراديتش، لم تزل صورته المثيرة في اذهان الجميع. ومن الوثائق الحية التي نحترز عليها، صورة اطلاق النار ابان حصار سراييفو، وذلك بعد ان وقف ببزته الخضراء المرقطة يتقدم رهطه فوق رابية تلة عالية قريبة.. لقد كان قصف المدينة من جمهورية صربسكا عملا اجراميا لم ازل اتذكر صورة ضحايا واشلاء اطفال ونسوة يجمعونها بالالاف من بيوت مهجومة وشوارع عارية، وذلك في عربات لا يحصى عددها.. والنيران تتوهج والدخان ينبعث من كل مكان!
كان بصحبة كارادزيتش ضيفه الشاعر الروسي ادوارد ليمونوف، وهما يتطلعان الى سراييفو المحاصرة، وهما يراقبان سقوط النار بوضوح على كل بناء، فيتفجر بمن فيه، وتلتهم النيران كل الصغار والكبار.. كل الاشجار والاحجار.. في كل شارع وعلى كل شجرة.. كان الرئيس كارادزيتش يتابع اطلاق النار مرتديا معطفه الاسود، هذه المرة، وقد لفّ الشال حول عنقه كي يتفادى برد الشتاء القارس، وهو ينظر ببرودة دم لا مثيل لها.. كان يستعرض بطولاته امام ضيفه وصديقه الشاعر الروسي، وكان الاخير يعامله بما يليق بالابطال لا بما يستحقه الجناة بالموت او بالحياة.. كان يشير بيده الى امتداد العيارات النارية واسهم الصواريخ نحو المدينة البائسة، ويطالب صديقه ان يتمتع بمثل هذا العرض وكأنه يجري على شاشة سينمائية في الهواء الطلق! ويقول له: هل تشاركني اطلاق النار على هذه الحيوانات البرية؟ وباداء مسرحي ينسى الشاعر الروسي ليمانوف الشعب والانسان وكل المثل والقيم، ويستجيب للتحدي الآثم، فيسجد وراء مدفع رشاش ويطلق النار ليسعد جميع من حوله، ويرضي غضب صديقه الذي يعتبره واحدا منهم، بالرغم من تسمية نفسه بشاعر! فيعلق صديقه الرئيس بأن صديقه ليمانوف قد اثبت حقيقته ورجولته في قصف سراييفو التي انطلقت منها شرارة الحرب العالمية الاولى عام 1914، وها هي عند نهاية القرن العشرين لوحة تاريخية تحترق! كان كارافيزتش يدرك خصوصية البلقان، ويفهم كطبيب نفسي ما الذي يفعله الشعراء، ولكن لم يتعلم من شعراء العرب ان لكل شاعر شيطان وتابع.. انهما الان امام سراييفو المحترقة بمن فيها، وهما يحتسيان شراب النصر بعد تبادل الانخاب، رفقة الجنود والمرتزقة، واذا كنّا قد ادركنا حقد كارافيزتش، فلماذا بدا الشاعر الروسي غير مبال بالنار التي تحرق البشر، وهما على رأس ذلك الجمع في وليمة مسكرة، يشربون ويأكلون فيها لحوم الخنازير المشوية!؟
الاجرام لا يعرفه الا المتعصبّون
هل يمكن ان نتخيّل هذا التركيب العجيب الذ اجتمع في انسان عند نهاية مراحل القرن العشرين، تركيبة من قائد سياسي، وطبيب نفساني، وشاعر رومانسي، ومفكر بلقاني يجتمع فيه مجرم سلم ومجرم حرب معا يكره الانسان.. يكره الشعب.. يكره الحياة.. يكره الاخر..؟؟ هل ولد مثل هكذا نموذج في التاريخ؟ نعم، فليس كل المجرمين اولاد شوارع واشقياء حارات. ان الجواب ليس على سؤال خاطئ، بل ان الاحقاد والكراهية لا تعرف هذا من ذاك، ولا تفرق بين مجرم وفنان ومن دون اية معايير اخلاقية ربما نجدها عند اناس عاديين وبسطاء! وعليه، فالاجرام لا يعرف الرعاع حسب، بل يطال حتى من يحسب على خانة الرؤساء، وخانة الامراء وخانة المثقفين، ومجموعات اخرى من الخانات، وان مجرمي الحرب ياتون من جميع الطبقات الاجتماعية، من جميع انواع الخلفيات. وهي ونخب الاكاديميين والكتاب او فئات الكسبة من ميكانيكيين ونوادل ورجال اعمال وفلاحين وعمال.. سيكون بعضهم او جلهّم لا يعرف الا ضلالة التعصّب القومي او الغلو الديني او التطرّف الطائفي! ومن المضحك ان الحكاية كلها يقوم بها نفر تقود عصابة او دولة او اقليم لا فرق، ولكن باسم مثاليات وطنية او شعارات ديماغوجية! انها محنة التاريخ عندما يصل امثال اولئك وهؤلاء الى سدة الحكم في اي مكان من الوجود.
هل يمكن ان نتخيّل هذا التركيب العجيب الذ اجتمع في انسان عند نهاية مراحل القرن العشرين، تركيبة من قائد سياسي، وطبيب نفساني، وشاعر رومانسي، ومفكر بلقاني يجتمع فيه مجرم سلم ومجرم حرب معا يكره الانسان.. يكره الشعب.. يكره الحياة.. يكره الاخر..؟؟ هل ولد مثل هكذا نموذج في التاريخ؟ نعم، فليس كل المجرمين اولاد شوارع واشقياء حارات. ان الجواب ليس على سؤال خاطئ، بل ان الاحقاد والكراهية لا تعرف هذا من ذاك، ولا تفرق بين مجرم وفنان ومن دون اية معايير اخلاقية ربما نجدها عند اناس عاديين وبسطاء! وعليه، فالاجرام لا يعرف الرعاع حسب، بل يطال حتى من يحسب على خانة الرؤساء، وخانة الامراء وخانة المثقفين، ومجموعات اخرى من الخانات، وان مجرمي الحرب ياتون من جميع الطبقات الاجتماعية، من جميع انواع الخلفيات. وهي ونخب الاكاديميين والكتاب او فئات الكسبة من ميكانيكيين ونوادل ورجال اعمال وفلاحين وعمال.. سيكون بعضهم او جلهّم لا يعرف الا ضلالة التعصّب القومي او الغلو الديني او التطرّف الطائفي! ومن المضحك ان الحكاية كلها يقوم بها نفر تقود عصابة او دولة او اقليم لا فرق، ولكن باسم مثاليات وطنية او شعارات ديماغوجية! انها محنة التاريخ عندما يصل امثال اولئك وهؤلاء الى سدة الحكم في اي مكان من الوجود.
العبرة في النتائج:
ان امثلة ساطعة في معاصرتنا التي نعايشها هي دعوات اغراء مثل مجرمي الحرب كارادزيتش وراتكو ملاديتش، او سلوبودان ميلوسيفيتش وغيرهم، انما هم quot;وحوشquot; في ارتكاب الفظائع. ان من كانوا في الامس يقررون مصير شعوب ربما لا يعرفهم جيل جديد من الشباب، ولكن سيصدم هؤلاء حقا بتاريخ امراء الحرب، ومنهم كارادزيتش الذي لم يعد احد يقرأ اشعاره وهو الذي تلطخت اياديه بالدماء.ان واحدة من اهم ما يثار من اشكاليات اليوم عن حقائق بعد مرور 13 عاما على اتفاق دايتون هو ان صربيا، الى جانب كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، تعلمنا بأنها الاقل قدرة على مواجهة دورها فى الحروب فى منطقة البلقان، فالصرب ما زالوا يعيشون في حرمان، ويشعرون بأنهم ضحايا بعد ان فتكوا بغيرهم على يد ميلوسيفيتش الذي لم يكن يرى من سبيل الا القوميه والحرب، اما من قدّم اهله واصحابه وكل قومه وقودا لنار حامية، فهم الذين يعيشون حتى اليوم المأساة الحقيقية. فهل يتعلم اغلب حكامنا في الشرق الاوسط الدرس، ويا له من درس. ان المصالح الدولية هي التي تكنس الشعوب، فالصربيون صوتوا ثلاث مرات لميلوسيفيتش، وهتفوا من فوق دباباتهم ضد ارادة الاخرين بعد ان حوّلوا ظهورهم لاوروبا والعالم. انني اخشى على منطقتنا في الحقيقة من تراكم الاحقاد وشرارات الحرب العرقية او الطائفية او الدينية.. انها لو حدثت ـ لا سمح الله ـ، فسوف تهلك الحرث والنسل لقرن كامل!
ان امثلة ساطعة في معاصرتنا التي نعايشها هي دعوات اغراء مثل مجرمي الحرب كارادزيتش وراتكو ملاديتش، او سلوبودان ميلوسيفيتش وغيرهم، انما هم quot;وحوشquot; في ارتكاب الفظائع. ان من كانوا في الامس يقررون مصير شعوب ربما لا يعرفهم جيل جديد من الشباب، ولكن سيصدم هؤلاء حقا بتاريخ امراء الحرب، ومنهم كارادزيتش الذي لم يعد احد يقرأ اشعاره وهو الذي تلطخت اياديه بالدماء.ان واحدة من اهم ما يثار من اشكاليات اليوم عن حقائق بعد مرور 13 عاما على اتفاق دايتون هو ان صربيا، الى جانب كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، تعلمنا بأنها الاقل قدرة على مواجهة دورها فى الحروب فى منطقة البلقان، فالصرب ما زالوا يعيشون في حرمان، ويشعرون بأنهم ضحايا بعد ان فتكوا بغيرهم على يد ميلوسيفيتش الذي لم يكن يرى من سبيل الا القوميه والحرب، اما من قدّم اهله واصحابه وكل قومه وقودا لنار حامية، فهم الذين يعيشون حتى اليوم المأساة الحقيقية. فهل يتعلم اغلب حكامنا في الشرق الاوسط الدرس، ويا له من درس. ان المصالح الدولية هي التي تكنس الشعوب، فالصربيون صوتوا ثلاث مرات لميلوسيفيتش، وهتفوا من فوق دباباتهم ضد ارادة الاخرين بعد ان حوّلوا ظهورهم لاوروبا والعالم. انني اخشى على منطقتنا في الحقيقة من تراكم الاحقاد وشرارات الحرب العرقية او الطائفية او الدينية.. انها لو حدثت ـ لا سمح الله ـ، فسوف تهلك الحرث والنسل لقرن كامل!
واخيرا: هل سيكون كارادزيتش منتهى الحكام المتوحشين؟
ان كارادزيتش سوف لا تسعفه صيحات مناصريه، وهو يواجه المحكمة الجنائيه الدولية عما اقترفه بحق الانسان، وجنايته التاريخية كمجرم حرب بحق شعبه.. وسوف لن تنفعه اشعاره ولا عنجهيته، وسوف لن تصنع منه بلغراد وزغرب وسراييفو ولا حتى بريشتينا بطلا في التاريخ.. فهل سيدفع الثمن الذي يستحقه؟ ولا اعتقد ان ما جناه تقابله اية اثمان. وهل سيكون نهاية لكل المتوحشين في العالم؟ انني اشك في ذلك، وهذا ما ستجيب عنه الايام القادمة.
ان كارادزيتش سوف لا تسعفه صيحات مناصريه، وهو يواجه المحكمة الجنائيه الدولية عما اقترفه بحق الانسان، وجنايته التاريخية كمجرم حرب بحق شعبه.. وسوف لن تنفعه اشعاره ولا عنجهيته، وسوف لن تصنع منه بلغراد وزغرب وسراييفو ولا حتى بريشتينا بطلا في التاريخ.. فهل سيدفع الثمن الذي يستحقه؟ ولا اعتقد ان ما جناه تقابله اية اثمان. وهل سيكون نهاية لكل المتوحشين في العالم؟ انني اشك في ذلك، وهذا ما ستجيب عنه الايام القادمة.
التعليقات