... ليس بالتفاؤل وحده تنجز المهمات!؟
عنوان الكتاب: بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح.
المؤلف: الرئيس الأسبق جيمي كارتر.
الناشر: سيمون أند شوستر، طبعة أولى، 2009م.
عدد الصفحات: 255.
المؤلف: الرئيس الأسبق جيمي كارتر.
الناشر: سيمون أند شوستر، طبعة أولى، 2009م.
عدد الصفحات: 255.
على الرغم من كون مفرزات الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، بدءاً من العدوان على غزة وانتهاءاً بنتائج الانتخابات الإسرائيلية وصعود اليمين المتطرف فيها، تشير إلى صعوبة تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط على المستوى القريب، إلاّ أن الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) يبدو، بخلاف الآخرين، متفائلاً بإمكانية تحقيق ذلك خلال فترة الرئيس الجديد (أوباما)، وهو الرئيس الذي طرح من (التغيير) شعاراً لحملته الانتخابية.
الكتاب الجديد للرئيس كارتر (بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح) وصف بأنه إضافة عميقة وضرورية، وأنه نجح هذه المرة في تجنب الاتهامات الحزبية المضادة، والخلافات التاريخية التي تشتعل في معظم النقاشات حول الصراع. كما وصف الكتاب بالحل البراجماتي للمشكلة، في محاولة لإقناع الأطراف بأن السنوات القليلة القادمة ربما تكون الفرصة الأخيرة لحل الدولتين.
تقوم رؤية الرئيس الأمريكي الأسبق على أن اللحظة الراهنة هي الأنسب لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، فيطرح خطة quot;جريئةquot; وquot;شاملةquot; للوصول إلى هذا الهدف، بحكم درايته وعلاقته الوثيقة بكل ما يتعلق بالأرض المقدسة وخاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ومعرفته بكل قادة الأحزاب والفصائل في المنطقة. فيحلل أسباب إخفاق جهود السلام السابقة، ليؤكد على إمكانية تحقيقه في ظل القيادة الأمريكية الجديدة.
يتحدث الكتاب ابتداءً عن تاريخ الصراع بين quot;إسرائيلquot; وجيرانها، وشملت فترة تقارب أربعة آلاف عام، ما بين رحلة سيدنا إبراهيم إلى أرض كنعان وحرب الأيام الستة، مع التركيز على الأربعين عامًا الماضية من المفاوضات والتي تكثفت في كامب ديفيد، والتعقيدات التي اتسمت بها الانتخابات الفلسطينية عام 2004، وهما الحدثان اللذان كان كارتر على صلة وثيقة بهما. كما يتحدث عن مرحلة كل من ريجان، بوش الأب، كلينتون، ثم يتناول أيام بوش الابن الأولى (2001-2005)، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ويسلط الضوء على نتائجه، ليتساءل بعد ذلك عن مدى قرب quot;إسرائيلquot; من تحقيق أهدافها الكبرى؟! وإمكانية أن تلعب حماس دورًا فعالًا في عملية السلام.
ويتخلص طرح كارتر في هذا الكتاب بتقديمه حلًا بسيطًا ومباشرًا، يتمثل في ضرورة تبني quot;إسرائيلquot; ما يُسمّى quot;شروط الرباعيةquot;، التي قابلتها quot;إسرائيلquot; بتوجس وريبة وحتى تجاهل، وتبنتها مجموعات السلام الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة تضمين (حزب الله) و(حماس) و(سوريا) و(إيران) في العملية التفاوضية من أجل تحقيق السلام في quot;الأرض المقدسةquot;. رافضاً الحصار الذي فرضته أمريكا وquot;إسرائيلquot; على حكومة حماس، ومطالبًا بضرورة التعامل معها باعتبارها حكومة أفرزتها انتخابات ديمقراطية أشرف عليها الرئيس كارتر بنفسه.
ويشير كارتر في الوقت نفسه إلى تجاهل quot;إسرائيلquot; للقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة رقم (194) المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأهمية تطبيقه، مع إشادته بالمبادرة العربية للسلام وأهمية الاستناد إليها أيضاً لإنجاز تطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية الأخرى.
وفي الفصل الأخير من الكتاب، يرسم المؤلف حدود خطته الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تأكيده على نجاعتها وإشارته إلى أنها سهلة ومباشرة، إلا أنها لم تأت بجديد في سياق هذا الصراع، سوى تحديد بعض التفاصيل ووضع مقاربة أكثر براجماتية، وتبني وجهة نظر أكثر انفتاحًا، مرتكزاً إلى ما سماه بالوثائق المنشورة والتي تحظى بقبول من قبل جميع الأطراف، وهي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع في الشرق الأوسط، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية من أجل السلام.
على الرغم مما يتميز به كل من الرئيس كارتر وكتابه من انفتاح على جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط، وبالذات الفصائل والأحزاب والدول التي تعدها الولايات المتحدة وحلفاؤها داعمة للإرهاب أو قائمة به، ووصفه quot;إسرائيلquot; بأنها دول احتلال، ومطالبته بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، إلا أن تمجيده المبالغ فيه لخطة خارطة الطريق ورؤية الرباعية الدولية لإحلال السلام في المنطقة، واعتقاده بكون جميع الأطراف موافقة على جميع هذه البنود سلفاً، فضلاً عن مسحة التفاؤل quot;الكبيرةquot; التي عجّ به كتابه، يوحي وكأننا أمام كتاب quot;احتفاليquot; أكثر منه واقعي يعرف حجم المجازر والآلام والدماء التي سالت بين الطرفين وساهمت في تكوين ذاكرة ليس من السهل محوها. وبالمقابل، فإن من المبكر المراهنة على قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة، رغم شعاراتها البراقة، على إنجاز ما لم يفلح غيرها بتحقيقه، ما لم تثبت هي للآخرين أهليتها للمراهنة على قدرتها في هذا الشأن.
الكتاب الجديد للرئيس كارتر (بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح) وصف بأنه إضافة عميقة وضرورية، وأنه نجح هذه المرة في تجنب الاتهامات الحزبية المضادة، والخلافات التاريخية التي تشتعل في معظم النقاشات حول الصراع. كما وصف الكتاب بالحل البراجماتي للمشكلة، في محاولة لإقناع الأطراف بأن السنوات القليلة القادمة ربما تكون الفرصة الأخيرة لحل الدولتين.
تقوم رؤية الرئيس الأمريكي الأسبق على أن اللحظة الراهنة هي الأنسب لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، فيطرح خطة quot;جريئةquot; وquot;شاملةquot; للوصول إلى هذا الهدف، بحكم درايته وعلاقته الوثيقة بكل ما يتعلق بالأرض المقدسة وخاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ومعرفته بكل قادة الأحزاب والفصائل في المنطقة. فيحلل أسباب إخفاق جهود السلام السابقة، ليؤكد على إمكانية تحقيقه في ظل القيادة الأمريكية الجديدة.
يتحدث الكتاب ابتداءً عن تاريخ الصراع بين quot;إسرائيلquot; وجيرانها، وشملت فترة تقارب أربعة آلاف عام، ما بين رحلة سيدنا إبراهيم إلى أرض كنعان وحرب الأيام الستة، مع التركيز على الأربعين عامًا الماضية من المفاوضات والتي تكثفت في كامب ديفيد، والتعقيدات التي اتسمت بها الانتخابات الفلسطينية عام 2004، وهما الحدثان اللذان كان كارتر على صلة وثيقة بهما. كما يتحدث عن مرحلة كل من ريجان، بوش الأب، كلينتون، ثم يتناول أيام بوش الابن الأولى (2001-2005)، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ويسلط الضوء على نتائجه، ليتساءل بعد ذلك عن مدى قرب quot;إسرائيلquot; من تحقيق أهدافها الكبرى؟! وإمكانية أن تلعب حماس دورًا فعالًا في عملية السلام.
ويتخلص طرح كارتر في هذا الكتاب بتقديمه حلًا بسيطًا ومباشرًا، يتمثل في ضرورة تبني quot;إسرائيلquot; ما يُسمّى quot;شروط الرباعيةquot;، التي قابلتها quot;إسرائيلquot; بتوجس وريبة وحتى تجاهل، وتبنتها مجموعات السلام الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة تضمين (حزب الله) و(حماس) و(سوريا) و(إيران) في العملية التفاوضية من أجل تحقيق السلام في quot;الأرض المقدسةquot;. رافضاً الحصار الذي فرضته أمريكا وquot;إسرائيلquot; على حكومة حماس، ومطالبًا بضرورة التعامل معها باعتبارها حكومة أفرزتها انتخابات ديمقراطية أشرف عليها الرئيس كارتر بنفسه.
ويشير كارتر في الوقت نفسه إلى تجاهل quot;إسرائيلquot; للقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة رقم (194) المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأهمية تطبيقه، مع إشادته بالمبادرة العربية للسلام وأهمية الاستناد إليها أيضاً لإنجاز تطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية الأخرى.
وفي الفصل الأخير من الكتاب، يرسم المؤلف حدود خطته الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تأكيده على نجاعتها وإشارته إلى أنها سهلة ومباشرة، إلا أنها لم تأت بجديد في سياق هذا الصراع، سوى تحديد بعض التفاصيل ووضع مقاربة أكثر براجماتية، وتبني وجهة نظر أكثر انفتاحًا، مرتكزاً إلى ما سماه بالوثائق المنشورة والتي تحظى بقبول من قبل جميع الأطراف، وهي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع في الشرق الأوسط، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية من أجل السلام.
على الرغم مما يتميز به كل من الرئيس كارتر وكتابه من انفتاح على جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط، وبالذات الفصائل والأحزاب والدول التي تعدها الولايات المتحدة وحلفاؤها داعمة للإرهاب أو قائمة به، ووصفه quot;إسرائيلquot; بأنها دول احتلال، ومطالبته بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، إلا أن تمجيده المبالغ فيه لخطة خارطة الطريق ورؤية الرباعية الدولية لإحلال السلام في المنطقة، واعتقاده بكون جميع الأطراف موافقة على جميع هذه البنود سلفاً، فضلاً عن مسحة التفاؤل quot;الكبيرةquot; التي عجّ به كتابه، يوحي وكأننا أمام كتاب quot;احتفاليquot; أكثر منه واقعي يعرف حجم المجازر والآلام والدماء التي سالت بين الطرفين وساهمت في تكوين ذاكرة ليس من السهل محوها. وبالمقابل، فإن من المبكر المراهنة على قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة، رغم شعاراتها البراقة، على إنجاز ما لم يفلح غيرها بتحقيقه، ما لم تثبت هي للآخرين أهليتها للمراهنة على قدرتها في هذا الشأن.
كاتب وباحث
التعليقات