قبل بضعة أشهر كان التعذيب بالماء (محاكاة الغرق) وغيره من أساليب التعذيب أمراً مشروعاً لدى القيادة الأميركية بحسب أقوال وتبريرات نائب الرئيس السابق ديك تشيني وغيره من المسئولين. أمّا الآن فقد كان من أول ما بادرت إليه إدارة الرئيس أوباما هو إلغاء التعذيب وتجريمه. وكان التعذيب قد أخذ موضعه فورا بعد هجمات سبتمبر، حين أعلن تشيني بعد أسبوع من الهجمات أن أساليب التحقيق ستتغير. وحصلت ممارسات التعذيب على غطائها الشرعي عبر المذكرة التي أصدرتها إدارة بوش في فبراير 2002 والتي كتبها البرتو جونزالس، مستشار ادارة بوش للشؤون القانونية. وجونزالس هذا هو الذي قال إن quot;معاهدة جنيف تعتبر باطلة في الحرب على الإرهابquot;. وهذه المذكرة هي التي قادت الطريق إلى ماحدث في أبي غريب وباغرام وجوانتانامو، إضافة إلى سجون سرية أخرى لأميركا حول العالم، تشتبه منظمة العفو الدولية أنها تقع في دول شرق أوروبية، ودولتين أو ثلاث دول عربية، وتسمي المنظمة هذه الأماكن (بالبقع السوداء). وقبل أيام نشرت جريدة الواشنطن بوست تقريراً جديداً للصليب الأحمر يستعرض عمليات التعذيب الجسدي والنفسي الوحشية والتي تمت في هذه السجون التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وجدل التعذيب في أميركا كان قد وصل إلى مستويات نشيطة وعميقة في السنوات الأخيرة في أميركا، كما يوضح كتاب quot;نقاش حول التعذيب في أميركاquot; والذي صدر في 2008، وهو يعرض مجموعة من المقالات التي تناقش شرعية التعذيب عبر زوايا متنوعة فلسفية، وسياسية، وعسكرية، وأخلاقية. وفي العموم نجد أن السواد الأعظم من الجمهور والكتاب كان يقف موقفاً مناوئاً بقوة للتعذيب، فما قامت به إدارة بوش لا يعتبر فقط خرقاً لمعاهدة جنيف، ولا للقانون الأميركي نفسه المناهض للتعذيب، بل ويحطم لديهم ميراث قرنين من التضحية في سبيل الحقوق المدنية، حيث أن الأغلبية ترى أن لأميركا صورة مثالية في العالم ينبغي المحافظة عليها بأي ثمن. وهذا ما جعل الصور والتقارير التي تسربت من أبي غريب وغيره مثلت اضطرابا وصدمة عميقة في الشارع الأميركي، لم يكن لها أن تهدأ إلا حين قدم أوباما تصريحاته التي بدت حاسمة حول هذا الموضوع. وآخرون كان لهم رأي آخر، ويثيرون الحجة بأن هنالك حاجة إلى التعذيب. فمن أقوالهم أن هذا ليس بتعذيب ولكنه استجواب، وأنه ليس للانتقام وإنما من أجل أمور مستقبلية، وأن تنظيم القاعدة لن يحترم معاهدة جنيف فلماذا نحترمها نحن، وأنه في بعض الأوقات يكون القتل مباحاً -كحال الحرب- فلماذا لا يباح التعذيب وهو أخف من القتل. وغير ذلك من التبريرات التي تستطيع أن تقلب السادي والمريض الذي يرتكب ويخطط هذه الشناعات لأن يصبح بطلاَ بدلاً من سافل. وكثير من حجج إباحة التعذيب تستند ابتدءاً على فرضية (Ticking Bomb) التي وضعها الفيلسوف الأميركي مايكل والزر قبل أكثر من ثلاثين سنة. وكانت مجرد فرضية فلسفية تناقش ماذا لو أن مجموعة إرهابية من رعايا البلد وضعوا قنبلة في وسط المدينة، ولم يتعاونوا ليخبروا بمكانها، هل يتم تعذيبهم أم لا ؟ واستغل هذه الفرضية أستاذ القانون في جامعة هارفارد الان ديرشويتز بعد هجمات سبتمبر ليعطي نوعاً من التشريع للتعذيب، وليجعل هذه الفرضية تنتقل إلى عالم الواقع، حيث اقترح وضع تراخيص للتعذيب(1). والكثير من الأكاديميين والحقوقيين قاموا بمحاربة هذه الفرضية، ووقفوا ضدها بشكل قاطع، واعتبروا أن القبول بها ليس إلا مجرد تسويغ لإباحة التعذيب، فلا أحد يستطيع الحد من الاطراد والتطور الدراماتيكي لها على أرض الواقع، كما أن نسبة تحقق مثل أركان هذه الفرضية في العالم الواقعي لا تكاد تذكر.
وبعض آخر، كانوا يخافون أن يتنامى نوع من التشريع والإباحة لمثل هذه الممارسات، فيصبح الوضع في أميركا مشابه للحال لدى كيان إسرائيل. كما في مقال quot;الإرهاب والتعذيب: دروس مؤلمة من اسرائيلquot; لايتان فلين (2). فالكيان الإسرائيلي هو سيد التعذيب في العالم، فإذا كان التعذيب استثنائياً في أماكن كثيرة في العالم، فإنه نوع من الروتين لديها، وإذا كان التعذيب عادة يحدث مع مشتبهين في الإرهاب، فإنه في إسرائيل يحدث مع أي أحد، حتى لو مع عضو في جمعية خيرية، ويحدث عادة للإذلال وكسر العزيمة، مع أعداد لا تحصى من الفلسطينيين. ويذكر صاحب المقال أن اسرائيل تكون المكان الوحيد في العالم في نهاية القرن العشرين الذي يكون فيه التعذيب مباح و رسمي بشكل قانوني. ولذا يختم بأن فرضية (Ticking Bomb) ينبغي أن تظل في المكان الذي جاءت منه (حلقات النقاش الفلسفي) وأن المحاججة بدعاوى الظروف لتشريع التعذيب كمثل مايحدث في أميركا يصعب أن تتواجد لها المحددات على أرض الواقع، كما أنها لن تكون إلا عقلنة، ومأسسة لاستخدامه. ففي اسرائيل احتجوا لاستخدامه بداية لمنع مايسمونه بالارهاب، حتى تفشى وأصبح نوعاً من الروتين والطبع لديهم. وأضيف أن هذا ليس بمستغرب، أن ترتكب الأعمال غير الشرعية ولا يحظون بالمساءلة الداخلية ولا الخارجية، فالكيان الإسرائيلي في أصله ذو تركيب وبنية غير شرعية، وذو وجود مشوه وغير طبيعي.
التعذيب ليس بأمر لا أخلاقي فقط، بل وفاشل أيضاً. هذا ما يظهره الفلم الوثائقي quot;تاكسي نحو اتجاه مظلمquot; للأميركي الكس جيبني. حيث يبدأ الفلم بسرد حكاية مؤلمة لـديلور، سائق تاكسي أفغاني، بدأت رحلته الحزينة حين قام بأخذ ثلاثة ركاب معه في رحلة، ولم يعد هذا الشاب بعد ذلك إلى بيته أبداً. ويتضح أن الفشل كان يكمن في أن الوحدات العسكرية كانت متعطشة إلى الإمساك بأكبر عدد ممكن من المتهمين، إضافة إلى أن هناك من يمارسون الوشاية بآخرين، حتى ولو كانوا أبرياء بدافع التعذيب، أو كنوع من البزنس، حيث يقبضون الدولارات كمكافأة على ذلك. وينتقل الفلم لاستعراض سياسة التعذيب الأميركية والتي تمت في أماكن مختلفة، وكيف أن ما طبق في غوانتنامو لم يكن يختلف عن ما طبق في باغرام، وأن ماحدث في quot;أبو غريبquot; لم يكن إلا قمة جبل الجليد التي ظهرت للناس. وقدم الفلم أقوال مختلفة للمسؤولين حيال هذه القضية، وشهادات لضحايا تعرضوا للتعذيب، كما عرض فيه اعترافات لجنود، قد قيل لهم منذ البداية أنهم محميون من معاهدة جنيف، وليس عليهم إلا الضرب بكل قوة، فالموجودين هم quot;أسوأ الأسوأquot;. ويظهر من الفلم أن أوامر التعذيب كانت تنتشر وتتموضع في كل مفاصل التحقيقات، وهنا تتمثل النقطة الأبرز في هذه الانتهاكات، وهي أنها لم تكن صادرة فقط من بضع quot;تفاحات فاسدةquot;، بل تدل على نظام مؤسسي متكامل اشترك فيها، بدءاً بالقيادات العليا قبل صغار الجلادين. ويتضح بعد ذلك في الفلم أن ديلور السائق الأفغاني الشاب قد اقتيد للحجز في سجن قاعدة باغرام، ومات بعد خمسة أيام، بسبب تعرضه للضرب والتعذيب من قبل الجنود الأمريكان، كما يظهر التشريح المصور لجثته، مع إن المسئولين عن السجن في حينه قالوا بأن الوفاة طبيعية. ويظهر التحقيق أيضاً أن ديلور كان بريئاً، وأن الثلاثة الذين أركبهم، قد وشوا به، لأنهم كانوا محجوزين سابقين، ويضغط عليهم من أجل جلب مشتبهين آخرين. وقد تم إرسال هؤلاء الثلاثة لاحقاً إلى غوانتنامو لفترة طويلة، فقط ربما من أجل إخفاء قصة ديلور، كما يقول أحد المعلقين. لقد قتل ديلور ولم يتهم به أحد، وإذا كانت قصته قد كشفت وظهرت، فإن هناك الكثير، الكثير جداً ممن لم يعرف بهم أحد. لقد كان هذا الفلم لحناً واقعياً حزيناً، يحفر الوجع في نفس من يشاهده، تماماً كما هو الوجع الذي تحفره رواية الطاهر بن جلون quot;تلك العتمة الباهرةquot; في نفس من يقرأها.
هل يكفينا يا ترى أن نعرف أن هناك معلومات وقرارات صعبة، ومغلوطة، ومأساوية قد خرجت من تحت عباءة التعذيب، لأن المُعذب يخبر من يقوم بتعذيبه بما يريد سماعه من أجل إيقاف التعذيب. ومثال ذلك كان القول الكارثي بأن هناك تعاون مباشر بين بغداد والقاعدة في مجال الأسلحة الكيميائية، وهي المعلومات التي اتكأ عليها كولن باول في الأمم المتحدة قبل إشعال الحرب على العراق. ولم يكن ينفع لاحقاً أن يقول باول quot;لقد تم تضليلناquot;، فمسئولي إدارة بوش كانوا يريدون سماع ما وافق آرائهم، حتى ولو أخرجوه من سواد الزنزانات. وغير هذا نجد أن التعذيب عموماً يحدث في الغالب قبل المحاكمة، يعني قبل أن يثبت أن المتهم مدان، ومن المعروف والمتفق عليه في كل مكان أن المتهم لا يعتبر مذنباً حتى يصدر الحكم عليه. فأين هو موقع هذا التعذيب إذن؟! وكيف ينتقل التحقيق ليكون نوعاً من المحاكمة؟ وكيف تكون العقوبة هي نفسها وسيلة الإثبات؟! وقد حاول ميشيل فوكو مناقشة هذا النوع من هذه الأسئلة (المعضلة) في كتابه quot;الانضباط والعقابquot;. ويتساءل البروفسور لانس مورو في مقاله quot;التعذيب.. ضرورة أم فظاعة؟quot;: هل التعذيب من بين كل الوسائل هو القادر على جلب الحقيقة؟ أم أنه وسيلة العاجز، والكسول، والغبي الذي لا يريد أن يفكر، حيث أن الأجهزة الذكية والقادرة ليست بحاجة إليهquot;. وبدورنا نتساءل: أي حقيقة هي تلك التي يستطيع التعذيب جلبها؟ خصوصاً وقد مر معنا أن المُعذب يضطر لقول أي شيء في سبيل إيقاف تعذيبه، حتى لو كذب على آخرين. والفلم الأميركي (Rendition) الذي صدر في العام 2007 قد تعرض لهذه القضية بوضوح، حين حكى قصة شاب مصري تعرض لما يسمّى بـquot;التعذيب بالإنابةquot; حين نقل لتلقي التعذيب في سجن سري تابع للمخابرات المركزية الأميركية.
التعذيب سقوط شرعي ونفسي وأخلاقي. إن الإنسان الذي يتعرض للتعذيب وتنتهك حقوقه بدرجة خطيرة لن يكون إلا عدواً أبدياً. وقصص التعذيب في البلدان التي يحصل فيها ذلك، تتسرب من الفرد إلى المجموعة، ومن المجموعة إلى الجمهور، فتخلق بذلك بيئة مريضة تخنق وتعدي كل أحد. وتولّد الذوات المشوهة التي لا تستطيع أبداً أن تتناغم مع أوطانها، وتصبح في اغتراب كامل عنه، فلم يكن للرعب ولا للتخويف أن يكونا يوماً علامة على بناء دولة أو حضارة. وكما أننا نؤمن أن قتل نفس بغير حق هو قتل للناس جميعاً، فألا يكون تعذيب نفس بغير حق هو تعذيب للناس جميعاً !!؟ وأيضاً، لم يكن التعذيب يوماً حلاً وعلاجاً لأحد، فكثير من الدول الغربية لا تعرفه، ومع ذلك لم يتعارض هذا مع مستوى الأمان المرتفع فيها، كما أنه أيضاً لم يكن مجلبة للأمان ولا للاطمئنان في الدول التي تستخدمه، والتي يكون مستوى الأمان فيها منخفض دوماً. وكلما زادت هشاشة دولة وهشاشة شرعيتها كلما لجأت أكثر للتعذيب والقمع، كما في حال الدول التي حكمها عسكر، فأداروا الوضع المدني في داخلها وكأنهم يديرون معركة. كما أن غياب الدولة أيضاً يوفر بيئة خصبة لشيوع الفوضى والتي يكون على رأسها التعذيب والانتقامات والتنكيل، كما حدث في بعض دول الوسط الأفريقي، وكما حدث أيضاً في العراق خال غياب الدولة بعد الغزو الأميركي، من تنكيل ومظاهر تعذيب شنيعة بين الجماعات المسلحة. وقام الراحل هادي العلوي بتقصي مظاهر وروايات التعذيب والموجودة بزخم في تاريخنا. ويظهر من استعراضه أن هذه الممارسات أخذت موقعاً مع تعقد بناء الدولة في الإسلام، وتزايد الصراعات والأطماع فيها. وقد أصبحت شيئاً مشهوداً منذ ولاية زياد بن أبيه، وازدهرت في فترة هشام بن عبدالملك وأبو جعفر المنصور الذي دفن بعضاً من خصومه وهم أحياء. أما قبل ذلك، فلم تكن للتعذيب مظاهر مشهودة، لا في عهد النبوة، ولا في وقت الخلافة الراشدة. كما أنها أيضاً لم تكن معروفة بين العرب في الجاهلية، حيث أن قيم العرب كانت تناهض (التنكيل) كما قال العلوي. وأن وجد شيء من هذا القبيل فهي لا تتعدى أن تكون فرادى من الحوادث، لا ترقى لأن تكون شيئاً مشهوداً ومعهوداً كما حصل لاحقاً. وقد روي في مسند الإمام أحمد أنه عليه الصلاة والسلام قد نهى عن المُثلة، والمثلة هي التنكيل. كما ورد أيضاً في صحيح مسلم قوله: quot;إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنياquot;.
لم يكن التعذيب إلا لعنة تصيب الجلاد قبل الضحية، ولم يكن إلا ذلك التنور المسجّر الذي لا يضيق عن التهام من استباحوا حرمة عيال الله في الأرض. وهناك قصة مؤلمة شهدها بنفسه الفيلسوف الفرنسي المناضل فرانز فانون (1925-1961) حين كان يعمل كطبيب نفسي في مستشفى بليدا للأمراض النفسية والعصبية في الجزائر(3). وفرانز فانون بالمناسبة كان قد انضم إلى حركة التحرير الجزائرية، وهو صاحب كتاب quot;المعذبون في الأرضquot; والذي أنهاه قبل وفاته بأيام قليلة. ويقول فانون أن أحد مرضاه كان ضابطاً أوروبياً، ومسئولاً عن تعذيب أعضاء جبهة التحرير الوطني في الجزائر. يقول هذا الضابط أنه كان في البداية يمارس التعذيب مع زملائه بنوع من الضحك واللامبالاة، ولاحقا انقلبت حياته إلى جحيم، حيث كان يسمع الصراخ في كل لحظة. ويقول لم أعد أستطيع النوم، أغلقت النوافذ، وضعت موسيقى هادئة، وسددت آذاني بالقطن، ومع ذلك ظللت أسمع الصراخ بوضوح، خصوصاً صراخ أولئك الذين ماتوا بين أيدينا. وفي أحد الأيام يقول فانون وقبل موعدي معه، وجدت هذا الضابط منهاراً وممداً على الأرض في أحد جوانب المستشفى، يقول أخذته إلى السرير وقدمت له المهدئ، وأخبرني أنه قد انهار لأنه رأى أحد ضحاياه في المستشفى قبل قليل. يقول فانون ذهبت بعد ذلك لأشاهد ذلك الضحية ولم أجده، وأخبره الطاقم أن أحد المرضى الذين قدموا للتو قد اختفى، وأخذوا يبحثون عنه حتى اكتشفوا أنه مختبئ ويحاول الانتحار في إحدى دورات المياه، حيث أعتقد أن ذلك الضابط قد قدم ليعيده إلى مكان تعذيبه السابق.
ويبقى السؤال الآن: إذا كانت أميركا تقول أنها قد نفضت أيديها من التعذيب وتوقفت عنه، فماذا عن تلك البقع السوداء التي استخدمتها؟ من ينقذ البقع السوداء من نفسها؟ لقد اضطرت أميركا لممارسة نوع من الشفافية، حيث أن المسئولين فيها، لم يستطيعوا إخفاء الأمر منذ البداية خوفا من ملاحقة الفضائح لهم فيما بعد، فعملوا على إعطاء نوع من التشريع للأمر منذ البداية. وهنا تكمن أهم ممارسات الديمقراطية حيث استطاعت أن تعدل نفسها بنفسها، وأن تعترف بخطأها وتقوم بتجريمه ولو لاحقاً. فمتى يا ترى ستقوم بتجريمه تلك الدول التي تستبيحه للأفراد في داخلها، مما جعلها بيئة مغوية لأميركا لترتكب جرائمها فيها. ألا يكفي الفرد عذاباً أنه تابع لمثل هذه الجكومة التي إن لم تراعي حرمته، فهي من باب أولى لن تعمل بصدق على مصالحه وأمر معيشته، حيث أنه لا يمثل لديها أي قيمة، فتزيده بذلك عذاباً على عذابه.
ذكر ابن كثير في quot;البداية والنهايةquot; أن أبو جعفر المنصور قال: ألم تروا كيف أننا رحمة من الله لكم، فمنذ مجيئنا انقطع عنكم الطاعون.
فرد عليه رجل من الشام: بل إن رحمة الله لم تكن لتجمع علينا عذابين في وقت واحد: ولايتكم والطاعون.
1- William F.Schulz. 2007. ldquo;The Phenomenon of Torturerdquo;. University of Pennsylvania Press.
2- Kenneth Roth and Minky Worden. 2005. ldquo;Torture, Does it Make Us Safer? Is It Ever Ok?rdquo; The New Press.
3- F.Schulz. p.139.

[email protected]