من الأمور الطريفة التي نراها في مطارات الدول العربية عند quot;كاونتر الجوازاتquot; تجاوز بعض الناس الخط الأحمر توهما منه بأنه مجرد أن يتجاوز هذا الخط، حتىتنتهي معاملاته بسرعة فائقة... أو ربما يُعتبرهذا سلوكا لاواعيا منه لأن دمه عربي والمعروف بأن الدم العربي دم حار لا يحبذ الإنتظار... أو غير هذا وذاك ربما نحن العرب نهتم كثيرا بمسألة الوقت ونطبق المثل الذي يقول quot;الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك quot;. لا أدري لماذا لدينا حساسية من النظام، أو بالأحرى منتطبيق النظام، لذا هذا يعتبر أحد الأمثلة لسلوكيات وثقافة المجتمعات العربية الذي يتجاوز أيضا كثيرا من الخطوط الإنسانية والإجتماعية.
ومن هذه التجاوزات؟ التدخل في شؤون الآخر وفرض الآراء واستعباد الإنسان الحر: فقط لأننا مسؤولون دون إعطاء الإنسان الحق في ممارسة مايراه مناسبا له وما المانع اذا أخطأ؟ لأن الإنسان لا ينضج ولا يتعلم إلا من أخطائه، فنمارس دور الوصايه دون اعتبار لكينونة الشخص! لذلك فقد الإنسان لذة العيش، لأنه ببساطه فقد ممارسة حقوقه تجاه نفسه وأصبح يعاني من الصراع النفسي بين الرغبة في الإستقلال والحصول على مطالبه وبين الخوف من الفشل ولوم المجتمع وبذلك تولد لديه بشكل لا شعوري ارضاء المجتمع وقبول الرضاء الإجتماعي مقابل الحصول على الأمان النفسي، ومن الخطوط الحمراء أيضا عدم احترام رأي الآخر لمجرد اختلاف الآراء الذي لعب دورا مهما في زعزت الثقة في النفس وإصدار احكام وتصنيفات اجتماعية أو دينية وفي كثير من الأوقات ممارسة دور الإله في تكفير بعض الأشخاص وهذا إن دل فيدل على جهل مثل هؤلاء في المسائل الدينية أو في وعود البعض بالجنة. لذلك نرى الكثير من العمليات الإنتحارية التي تسمى بالعمليات الإستشهادية وأصبحنا غير قادرين حتى على التسامح غير النظرة الدونية واستحقار الإنسان المخطئ كأننا معصومين عن ارتكاب الخطأ، والنظرة السطحية للأشخاص دون النظر الى الجوهر، هكذا نحن العرب لا نرى عيوبنا بل نعطي جل وقتنا في البحث ورصد أخطاء الأخر وهذا سبب من الأسباب الذي حد من تطورنا....
تجاوزنا الكثير من الخطوط الحمراء وفقدنا القيم الروحية وسمو الروح وأصالة الفكر واحترام الإنسان لإنسانيته وخلطنا بين ماهو حق لنا وماهو حق لغيرنا.
أما المذيع والإعلامي مالك مكتبي قد أصاب في تجاوزه الخط الأحمر في برنامجه quot;أحمر بالخط العريضquot; وتطرق الى المواقف الإنسانية والمشكلات الإجتماعية على لسان أصحابها بكل شفافية ووضوح، ووفق في خلق التوازن بين المجتمعات العربية. فهذا إن دل فيدل على أننا باختلاف اوطاننا وجنسياتنا العربية إلا أننا نتشارك في همومنا وقضايانا والأمر الآخر عكس صورة المواطن العربي الذي أصبح أكثر جرأة في طرح مشكلته أمام الآخر، لأننا كما أعتقد نريد من يستمع الينا ويلامس مشاعرنا ويشاركنا في ايجاد الحلول الواقعيه لها بعيدا عن النصائح النظرية التي لا جدوى في تطبيقها، فلك كل التقدير والنجاح مالك مكتبي وأهنئك على نجاحك كوجه إعلامي وفي تبنيك قضايا ساخنة ربما اذا ما اوجدنا حلول لها ستحترق..
*إعلامية وكاتبة إجتماعية
Samira.madni@hotmail.com