قبل سنة بالتمام والكمال، في السابع من أيار - مايو من العام الماضي، حصلت غزوة بيروت. شن quot;حزب اللهquot; الإيراني بعناصره اللبنانية هجوما على أهل العاصمة كاشفا مدى حقده عليهم وعلى كل ما له علاقة بالأعمار والتنمية والتقدم والحضارة والعيش المشترك بين اللبنانيين. أراد أن يقول أنه قادر على أخضاع لبنان عن طريق أخضاع عاصمته وأنه قادر في الوقت ذاته على تأمين منفذ لإيران على شاطئ المتوسط وتأكيد أنها على تماس مع أسرائيل على الرغم من صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو القرارالذي أوقف العمليات العسكرية صيف العام 2006.
كانت غزوة بيروت تستهدف بكل بساطة تأكيد أن لبنان quot;ساحةquot; للمحور الإيراني- السوري لا أكثر. كانت الغزوة تستهدف عروبة لبنان عبر تكريس الوطن الصغير quot;ساحةquot; وquot;قاعدةquot; انطلاق لعمليات تستهدف هذه الدولة العربية أو تلك كما حصل مع مصر أخيرا. هذه هي وظيفة لبنان من وجهة نظر المحور الإيراني- السوري. لا يرى هذا المحور في لبنان سوى quot;ورقة قوةquot; على حد تعبير أحد المسؤولين السوريين. ورقة تستخدم من أجل التوصل الى صفقات مع الأميركيين والأسرائيليين على حساب لبنان واللبنانيين.
بعد سنة على غزوة بيروت، تبين بشكل واضح أن هناك ايجابيات كثيرة لما حصل على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت باللبنانيين من أهل العاصمة وسقوط عدد كبير من الشهداء بكل دم بارد بهدف ترهيب المواطن وجعله يرضخ نهائيا لثقافة الموت ويستسلم لها. في مقدم هذه الأيجابيات سقوط مقولة أن سلاح quot;حزب اللهquot; موجه الى العدو الأسرائيلي. هذا السلاح موجه الى صدور اللبنانيين ولا وظيفة أخرى له بأستثناء أنه تعويض عن الانسحاب السوري العسكري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان- أبريل 2005. هذا السلاح خطر على لبنان واللبنانيين وعلى كل القضايا العربية خصوصا القضية الفلسطينية. من يثير النعرات الطائفية والمذهبية في أي أرض عربية، لا يخدم سوى أسرائيل الساعية الى أن يكون الأعتراف بها بصفة كونها يهودية. وربما كان هذا السبب الذي دفع إسرائيل الى توفير رافعة لquot;حزب اللهquot; بعد غزوة بيروت عندما قبلت بتقديم هدية له تمثلت في صفقة تبادل الأسرى التي تمت في تموز - يوليو من العام الماضي.
كشف quot;حزب اللهquot; من خلال غزوة بيروت، التي رافقتها محاولة فاشلة لأخضاع الجبل الدرزي، أنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان عن طريق أستخدام السلاح. أنه يريد وضع يده على البلد ومؤسساته عن طريق السيطرة على العاصمة من جهة والتحكم بالقرار السياسي من جهة أخرى. لكن المقاومة اللبنانية لا تزال حاضرة. أنها حاضرة في كل لحظة وستكون حاضرة بقوة في الانتخابات المقبلة التي تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة الى لبنان ومستقبله. هل ستكون دولة في لبنان أم ستسقط الدولة اللبنانية تحت ضربات دويلة quot;حزب اللهquot;؟
من لديه أدنى شك في رغبة quot;حزب اللهquot; في تغيير النظام وضرب مؤسسات الدولة، يستطيع العودة الى دعوة النائب ميشال عون والصغار الصغار التابعين له الذين يتحدثون عن quot;الجمهورية الثالثةquot; أي عن جمهورية ما بعد أتفاق الطائف. ما لا يقوله quot;حزب اللهquot; صراحة، أو ما يقوله ثم يتراجع عنه كما حدث أخيرا، يصدر عن أدواته. هذه الأدوات التي لعبت ولا تزال تلعب أدوارا مرسومة لها سلفا في تغطية الإنقلاب الذي بدأ بالتمديد للرئيس أميل لحود في أيلول- سبتمبر 2004 وأستمر عبر أغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005 وتظاهرة quot;شكرا سورياquot; في الثامن من آذار- مارس 2005. تلك التظاهرة التي قادها quot;حزب اللهquot; والتي أستهدفت زرع الخوف في صفوف اللبنانيين وتمرير جريمة أغتيال الحريري. ولما لم تنجح تظاهرة quot;شكر سورياquot; في إبقائها في لبنان، كانت سلسلة من الجرائم والتفجيرات طاولت اللبنانيين الشرفاء صبت كلها في السعي الى أعادة عقارب الساعة الى خلف. لم يكن أفتعال حرب صيف العام 2006 سوى جزء لا يتجزأ من الأنقلاب الذي يسعى quot;حزب اللهquot; الى تنفيذه. لم يكن احتلال وسط بيروت سوى تتمة للحرب الإسرائيلية على لبنان التي تسبب بها المحور الإيراني- السوري الذي راح يتفرج على الحرب وهو يشمت بلبنان واللبنانيين.
لا يمكن وضع غزوة بيروت سوى في سياق الانقلاب الذي أفشله صمود اللبنانيين وصمود أهل الجبل وقبل ذلك صمود المسيحيين في الثالث والعشرين من كانون الثاني- يناير 2007 عندما منعوا أنصار ميشال عون من تحويل منطقتهم الى quot;مربع أمنيquot; آخر ملحق بالمربعات التي يسيطر عليها quot;حزب اللهquot;. لا شيء يحصل بالصدفة في لبنان. الهجوم على القضاء اللبناني الذي يحصل الآن والذي ترافقه هجمة لا سابق لها على المحكمة ذات الطابع الدولي ليس صدفة. المطلوب ترويع اللبنانيين لا أكثر. لا يمكن تجاهل أن غزوة بيروت حصلت بعد أحداث كنيسة مار مخايل التي أستهدفت تحييد الجيش اللبناني ومنعه من التدخل من أجل حماية المواطن العادي الذي يواجه سلاح quot;حزب اللهquot;.
الصورة واضحة أكثر من أي وقت في لبنان. اللبنانيون لا يقاومون سلاح quot;حزب اللهquot; الذي لا وظيفة له سوى إعادتهم الى ما هو أسوأ من عهد الوصاية السوري فحسب، أنهم يقاومون أيضا محاولة تستهدف تحويل بلدهم quot;قاعدةquot; لابتزاز العرب وغير العرب من جانب المحور الإيراني- السوري. يعتقد هذا المحور في الوقت الراهن أن عليه التقدم في كل الاتجاهات والسعي الى امتلاك مزيد من quot;أوراق القوةquot;، ما دامت الولايات المتحدة، في ظل الإدارة الجديدة، لا تزال تتلمس طريقها وهي حائرة في شأن كيفية التعاطي مع دمشق وطهران.
بعد عام على غزوة بيروت، المقاومة اللبنانية مستمرة بالموقف والكلمة. لا يزال لبنان - ثقافة الحياة يقاوم ثقافة الموت التي ينادي بها quot;حزب اللهquot;. هذه هي المقاومة الحقيقية التي تسعى الى وقف المتاجرة باللبنانيين وببلدهم وبعروبة لبنان. أنها مقاومة ترفض الأستسلام أمام الشعارات الفارغة والمزايدات التي لم تجلب على اللبنانيين والعرب سوى الخراب والذل والعار... وجعلتهم من حيث يدرون أو لا يدرون في خدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة. معركة لبنان معركة العرب بامتياز. هل يدركون ما الذي يدور في لبنان وفي بيروت تحديدا وأبعاد ما يدور في الوطن الصغير؟
كانت غزوة بيروت تستهدف بكل بساطة تأكيد أن لبنان quot;ساحةquot; للمحور الإيراني- السوري لا أكثر. كانت الغزوة تستهدف عروبة لبنان عبر تكريس الوطن الصغير quot;ساحةquot; وquot;قاعدةquot; انطلاق لعمليات تستهدف هذه الدولة العربية أو تلك كما حصل مع مصر أخيرا. هذه هي وظيفة لبنان من وجهة نظر المحور الإيراني- السوري. لا يرى هذا المحور في لبنان سوى quot;ورقة قوةquot; على حد تعبير أحد المسؤولين السوريين. ورقة تستخدم من أجل التوصل الى صفقات مع الأميركيين والأسرائيليين على حساب لبنان واللبنانيين.
بعد سنة على غزوة بيروت، تبين بشكل واضح أن هناك ايجابيات كثيرة لما حصل على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت باللبنانيين من أهل العاصمة وسقوط عدد كبير من الشهداء بكل دم بارد بهدف ترهيب المواطن وجعله يرضخ نهائيا لثقافة الموت ويستسلم لها. في مقدم هذه الأيجابيات سقوط مقولة أن سلاح quot;حزب اللهquot; موجه الى العدو الأسرائيلي. هذا السلاح موجه الى صدور اللبنانيين ولا وظيفة أخرى له بأستثناء أنه تعويض عن الانسحاب السوري العسكري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان- أبريل 2005. هذا السلاح خطر على لبنان واللبنانيين وعلى كل القضايا العربية خصوصا القضية الفلسطينية. من يثير النعرات الطائفية والمذهبية في أي أرض عربية، لا يخدم سوى أسرائيل الساعية الى أن يكون الأعتراف بها بصفة كونها يهودية. وربما كان هذا السبب الذي دفع إسرائيل الى توفير رافعة لquot;حزب اللهquot; بعد غزوة بيروت عندما قبلت بتقديم هدية له تمثلت في صفقة تبادل الأسرى التي تمت في تموز - يوليو من العام الماضي.
كشف quot;حزب اللهquot; من خلال غزوة بيروت، التي رافقتها محاولة فاشلة لأخضاع الجبل الدرزي، أنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان عن طريق أستخدام السلاح. أنه يريد وضع يده على البلد ومؤسساته عن طريق السيطرة على العاصمة من جهة والتحكم بالقرار السياسي من جهة أخرى. لكن المقاومة اللبنانية لا تزال حاضرة. أنها حاضرة في كل لحظة وستكون حاضرة بقوة في الانتخابات المقبلة التي تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة الى لبنان ومستقبله. هل ستكون دولة في لبنان أم ستسقط الدولة اللبنانية تحت ضربات دويلة quot;حزب اللهquot;؟
من لديه أدنى شك في رغبة quot;حزب اللهquot; في تغيير النظام وضرب مؤسسات الدولة، يستطيع العودة الى دعوة النائب ميشال عون والصغار الصغار التابعين له الذين يتحدثون عن quot;الجمهورية الثالثةquot; أي عن جمهورية ما بعد أتفاق الطائف. ما لا يقوله quot;حزب اللهquot; صراحة، أو ما يقوله ثم يتراجع عنه كما حدث أخيرا، يصدر عن أدواته. هذه الأدوات التي لعبت ولا تزال تلعب أدوارا مرسومة لها سلفا في تغطية الإنقلاب الذي بدأ بالتمديد للرئيس أميل لحود في أيلول- سبتمبر 2004 وأستمر عبر أغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005 وتظاهرة quot;شكرا سورياquot; في الثامن من آذار- مارس 2005. تلك التظاهرة التي قادها quot;حزب اللهquot; والتي أستهدفت زرع الخوف في صفوف اللبنانيين وتمرير جريمة أغتيال الحريري. ولما لم تنجح تظاهرة quot;شكر سورياquot; في إبقائها في لبنان، كانت سلسلة من الجرائم والتفجيرات طاولت اللبنانيين الشرفاء صبت كلها في السعي الى أعادة عقارب الساعة الى خلف. لم يكن أفتعال حرب صيف العام 2006 سوى جزء لا يتجزأ من الأنقلاب الذي يسعى quot;حزب اللهquot; الى تنفيذه. لم يكن احتلال وسط بيروت سوى تتمة للحرب الإسرائيلية على لبنان التي تسبب بها المحور الإيراني- السوري الذي راح يتفرج على الحرب وهو يشمت بلبنان واللبنانيين.
لا يمكن وضع غزوة بيروت سوى في سياق الانقلاب الذي أفشله صمود اللبنانيين وصمود أهل الجبل وقبل ذلك صمود المسيحيين في الثالث والعشرين من كانون الثاني- يناير 2007 عندما منعوا أنصار ميشال عون من تحويل منطقتهم الى quot;مربع أمنيquot; آخر ملحق بالمربعات التي يسيطر عليها quot;حزب اللهquot;. لا شيء يحصل بالصدفة في لبنان. الهجوم على القضاء اللبناني الذي يحصل الآن والذي ترافقه هجمة لا سابق لها على المحكمة ذات الطابع الدولي ليس صدفة. المطلوب ترويع اللبنانيين لا أكثر. لا يمكن تجاهل أن غزوة بيروت حصلت بعد أحداث كنيسة مار مخايل التي أستهدفت تحييد الجيش اللبناني ومنعه من التدخل من أجل حماية المواطن العادي الذي يواجه سلاح quot;حزب اللهquot;.
الصورة واضحة أكثر من أي وقت في لبنان. اللبنانيون لا يقاومون سلاح quot;حزب اللهquot; الذي لا وظيفة له سوى إعادتهم الى ما هو أسوأ من عهد الوصاية السوري فحسب، أنهم يقاومون أيضا محاولة تستهدف تحويل بلدهم quot;قاعدةquot; لابتزاز العرب وغير العرب من جانب المحور الإيراني- السوري. يعتقد هذا المحور في الوقت الراهن أن عليه التقدم في كل الاتجاهات والسعي الى امتلاك مزيد من quot;أوراق القوةquot;، ما دامت الولايات المتحدة، في ظل الإدارة الجديدة، لا تزال تتلمس طريقها وهي حائرة في شأن كيفية التعاطي مع دمشق وطهران.
بعد عام على غزوة بيروت، المقاومة اللبنانية مستمرة بالموقف والكلمة. لا يزال لبنان - ثقافة الحياة يقاوم ثقافة الموت التي ينادي بها quot;حزب اللهquot;. هذه هي المقاومة الحقيقية التي تسعى الى وقف المتاجرة باللبنانيين وببلدهم وبعروبة لبنان. أنها مقاومة ترفض الأستسلام أمام الشعارات الفارغة والمزايدات التي لم تجلب على اللبنانيين والعرب سوى الخراب والذل والعار... وجعلتهم من حيث يدرون أو لا يدرون في خدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة. معركة لبنان معركة العرب بامتياز. هل يدركون ما الذي يدور في لبنان وفي بيروت تحديدا وأبعاد ما يدور في الوطن الصغير؟
التعليقات