خبر 1 (4 حزيران 2009 ): أعلن quot;المعهد الديمقراطي الوطنيquot; وصول بعثة المراقبين الدوليين للإنتخابات إلى بيروت. وتضم قيادة البعثة، وقوامها 44 عضوًا، جون سنونو عضو مجلس الشيوخ الأميركي سابقًا عن ولاية نيو هامشير، أودري ماكلغلن الرئيسة السابقة للحزب الديمقراطي الجديد في كندا، روبن كارناهان وزيرة الخارجية في ولاية ميسوري وفرنك وزنر السفير الأميركي السابق في مصر والهند. كما تضم النواب بول ديوار من كندا، نيفين غاي ارباتور من تركيا وبرغيتا أولسون من السويد وأحمد حرزاني رئيس المجلس الإستشاري لحقوق الانسان في المغرب، وأميكا أهيديوها منسقة الاغلبية النيابية في مجلس العموم النيجيري، ونانسي سودربرغ السفيرة الاميركية السابقة لدى الامم المتحدة.
خبر 2 (10 حزيران 2009 ): أوضحت وزارة الداخلية اللبنانية تعقيبًا على ما ورد في صحيفة quot;السفيرquot; اللبنانية في زاوية quot;عيون السفيرquot; أن جميع المراقبين الدوليين للإنتخابات النيابية الذين دخلوا إلى لبنان وحازوا على بطاقات إعتماد من الوزارة، يحملون جوازات سفر أجنبية ولا وجود لإسرائيليين بينهم، كما خضعوا للتدقيق المسبق قبل دخولهم من قبل مديرية الأمن العام. ولا يمكن للوزارة أن تعلم ما إذا كان أحدهم يحمل في بلده جواز سفر إسرائيلي quot;.
إذًا حسمت وزارة الداخلية الموضوع ووضعت النقاط على الحروف مشددة على أن quot;الوزارة لا يمكنها أن تعرف quot; في ختام بيانها التوضيحي حول ما أثير عن وجود مراقبين دوليين يحملون جوازت سفر إسرائيلية.
وبما أننا لا نملك الوسائل والآليات التي تمتلكها الدولة وأجهزتها، وبما أنه لا سبيل لنا quot;للتحقيق الدقيقquot; والتنسيق مع دول المراقبين كما هي حال السبل المتاحة أمام الاجهزة اللبنانية، فإننا إعتمدنا quot;الأساليب البدائيةquot;... ومع ذلك إكتشفنا ما لم تكتشفه الدولة.
بحث سريع أو مطول -لا فرق- على الإنترنت وآخر على يوتيوب يظهر كل ما قد يحتاجه المرء لمعرفة مواقف هذه البرلمانية القادمة من السويد لمراقبة quot;حسن سير الإنتخابات اللبنانية ونزاهتهاquot;.
برغيتا أولسون في ديارنا.. برغيتا أولسون في ديارنا لمراقبة الإنتخابات اللبنانية.
ولمن لا يعرف من هي برغيتا أولسون التي تم فرزها في منطقة زغرتا في لبنان quot;لممارسةرقابتهاquot; هناك سنوجز بعضًا من مواقفها ومآثرها.
أولسون هي عضو في حزب الشعب اليمني وعضو في البرلمان السويدي تنتمي إلى عدة جمعيات صداقة مع إسرائيل وتزور المستوطنات بشكل دائم خصوصًا تلك المحاذية لغزة. تؤمن بإسرائيل كدولة عظمى ومتحررة وتدعي في كل خطاباتها أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحترم حقوق المرأة وأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط. وخلال حرب غزة قادت حملة منظمة داعمة لإسرائيل في مختلف المدن السويدية، وكانت معارضة شرسة لما طرح في البرلمان السويدي حينها من إقتراحات حول ضرورة محاكمة كل من اسرائيل وحماس بتهمة جرائم الحرب، وإعتبرت ان إسرائيل تمارس حقها في حماية مواطنيها. مؤيدة وداعية للإستمرار بممارسة الضغوط (أي إستمرار الحرب والحصار) حتى تعترف حماس بوجود إسرائيل واصفةً إياها بانها جماعة إرهابية تختار دائمًا quot; الحربquot; على السلام.
لا جديد في وصف أولسون لحماس بالإرهاب فهي تشمل حزب الله واي حركة مقاومة عربية بهذا التوصيف.
يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة أمام أعضاء لجنة فيتسو النسائية العالمية التي تنتمي إليها أولسون : quot;إنني أشعر بالفخر والإعتزاز لما تقُمْن به من أجل الآخرين بالكرامة نفسها التي تميزت بها منظمة (فيتسو) على مدى 88 عامًا من الفعاليات المهمة في خدمة دولة إسرائيل والشعب اليهودي. إنني أتابع نشاطاتكن منذ سنوات كثيرة. أعلم ما هي المبالغ التي تساهمن بها. إن سبب حضوري يعود إلى رغبتي في جعل كل واحدة منكن ndash; عند عودتها إلى بلادها ومقابلة أصدقائها وزملائها ndash; تستطيع أن تقول لهم إن دولة إسرائيل تثمن عالياً سعة صدركن ومساهماتكن وإخلاصكن وحبكن لدولتنا. إنني أشكركن جزيل الشكر باسم دولة إسرائيلquot;.(17 -1 2008 )

وبعيدًا عن حركات المقاومة العربية التي ينقسم العرب أنفسهم حولها، ويروق لبعضهم وصفها بحركات الإرهاب ايضًا، فإن أولسون لا تستيغ الإمارات العربية المتحدة والسعودية مثلاً.
تعارض أولسون مشروع التعاون العسكري بين السويد والإمارات مدعية أن هذه الدولة quot; ديكتاتورية وقامعة لحقوق الانسان quot;.. وتصف الإمارات بالقول quot; في الإمارات دكتاتورية تنتهك فيها حقوق الإنسان كل يوم، يمكن للمرء أن يقرأ في تقارير وزارة الخارجية أن هناك نقصًا في التقاليد الديمقراطية. ولا يسمح بإنتقاد الإسلام، كما ان حقوق النساء محدودة جدًاquot;.
ينتقل توصيف أولسون من الإمارات إلى السعودية، حيث عارضت أيضًا الإتفاقية التي تم توقيعها بين الإشتراكيين الديمقراطيين والمملكة العربية السعودية، فتصف السعودية quot; بالديكتاتورية quot; أيضًا معتبرة أن على السويد حصر تعاملها مع هذه الدول وquot;غيرها من الديكتاتوريات بتصدير وإستيراد سلع أخرى غير الأسلحة، لأن هذه الدول تحاول شراء الشرعية من السويد !
قبل شهر وتحديدًا في 18 -5 -2009 وفي رسالة رسمية حول إيران وإسرائيل والتي كانت أولسون واحدة من الموقعين عليها، طالب عدد من البرلمانيين السويدين بدعم مطلق لإسرائيل في صراعها مع برنامج التسلح الايراني. وفي هذه الرسالة ومع أن أولسون لم تتردد في أكثر من مناسبة بوصف السعودية والإمارات بالدول الديكتاتورية القامعة للحريات، ولأن الوضع على ما يبدو يتطلب quot;محاباة quot; العرب كان النص يتجه نحو القلق على الجيران العرب من برنامج إيران النووي. لكن قمة الإثارة في الرسالة هذه أن المطالبة كلها بنيت على هذه الجملة quot; بما أن ايران ومنذ 30 عامًا أعلنت نفسها كجمهورية إسلامية..quot; لتنتقل بعدها الرسالة إلى الحديث عن برامج التسلح وعن quot;صمت quot; السويد حيال ما يحصل.
وفي المحصلة قد لا تكون أولسون تحمل جواز سفر إسرائيلي ظاهرًا أو خفيًا، لكن حملها لهذا الجواز أو عدمه لا يغير حقيقة أنها ناشطة وداعمة لإسرائيل، وإن كان القانون اللبناني يمنع دخول حملة جوازت السفر الإسرائيلية فإن عدم حمل أولسون هذا الجواز لا يجعلها أقل تعصبًا وبالتأكيد لا يجعلها quot;محايدة quot; دولية يجوز لها مراقبة إنتخابات دولة لبنانية في حالة حرب وعداء من اسرائيل.(القانون اللبناني ينص بوضوح أن إسرائيل هي دولة عدوة ).
هذه عينة بسيطة من الأسماء التي جاءت إلى لبنان لمراقبة الإنتخابات... ولكن المؤكد أن ما خفي من بقية الاسماء أعظم.