برلين:كل صباح يركب المحامي بيتر كوبيسز دراجته ويذهب بها الى مكتبه منضما بذلك الى عدد متزايد من المواطنين يصل الى 500 الف يركبون الدراجات في الطرق المخصصة لذلك وفي شوارع برلين كل يوم.
واجتمعت عوامل من بينها تدهور خدمات السكك الحديدية وارتفاع اسعار البنزين ومخاوف بشأن التغير المناخي والرغبة في ممارسة التمرينات الرياضية لجعل التنقل بالدراجة امرا محببا اكثر من ذي قبل حيث اصبح 13 في المئة من الرحلات اليومية تتم بالدراجة.

وفي تحد لسمعة المانيا كبلد مفتون بالسيارات قال كوبيسز انه يتطلع الى جرعته اليومية من السير بالدراجة بسرعة بطيئة. ويستغرق 15 دقيقة لقطع خمسة كيلومترات من والى مكتبه. واحيانا يذهب بالدراجة الى المحكمة.
وقال كوبيسز البالغ من العمر 37 عاما وهو يتصبب عرقا قليلا لكن تكسو وجهه ابتسامة عريضة وهو في طريقه الى العمل في صباح يوم قريب quot; الغرض الاساسي من ركوب الدراجة هو التمرين لكنها ايضا في نفس سرعة قطار الانفاق.

quot;بدأت ركوب الدراجة منذ عامين تقريبا لكني توقفت بضعة اشهر في مرحلة ما ووجدت انني افتقدها حقا. لذا بدأت مرة اخرى وصرت اركب لفترة اطول كل يوم الان. انه جزء من اليوم واتطلع اليه بالفعل.quot;
واوضحت سارة ستارك رئيس رابطة (ايه.دبي.اف.سي) لركوب الدراجات ببرلين انه رغم تأخر العاصمة الالمانية عن ملاذات لركوب الدراجات مثل امستردام وكوبنهاجن فان عدد الذين يقومون برحلات يومية على الدراجات ارتفع الى المثلين في السنوات العشر الماضية وسيرتفع الى المثلين مرة اخرى في السنوات العشر المقبلة.

ودفعت الاعطال في خدمة اس-بان للسكك الحديدية واضراب قطارات الانفاق في وقت سابق من العام الافا اكثر من الركاب الى القيام برحلاتهم على الدراجات.
ويوجد ما يقدر باربعة ملايين شخص يقومون بتنقلاتهم على الدراجات في انحاء المانيا. وتشير وزارة النقل الى ان تسعة في المئة من جميع الرحلات تتم بالدراجة. ولا تزال هذه النسبة اقل كثيرا عن نظيرتها في هولندا التي تبلغ 27 في المئة والدنمرك التي تصل الى 18 في المئة.

وتعتقد رابطة (ايه.دبي.اف.سي) ان عدد الراكبين المنتظمين للدراجات في المانيا قد يرتفع الى 11 مليون في السنوات العشر المقبلة.
وقالت ستارك ان العدد المتزايد لراكبي الدراجات في الحارات المخصصة على جانب الطرق الرئيسية يجتذب اشخاصا جددا يتحولون لركوب الدراجات.

وهناك 68 مليون دراجة في المانيا التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة. وارتفع العدد الاجمالي بمقدار مليوني دراجة في السنوات الثلاث الاخيرة. كما ظلت مبيعات الدراجات قوية في العام الماضي متحدية الازمة الاقتصادية.
وبات ركوب الدراجات صناعة تدر عائدا سنويا يبلغ 1.7 مليار يورو (2.40 مليار دولار) للدراجات و 3.5 مليار يورو لمستلزماتها. ويعمل بتلك الصناعة تسعة الاف شخص.

وقال هارالد وولف السناتور الاقتصادي ببرلين في مقابلة quot;نبحث دائما عن سبل لتحسين البنية الاساسية لراكبي الدراجات لجعل تلك الرياضة بديلا اكثر جاذبية.quot;
وابلغ رويترز quot;هناك عدة مميزات كبيرة للتجول بالدراجة في مدينة كبرلين..اولها انها وسيلة رخيصة للتنقل وثانيها انها ايجابية بالنسبة للبيئة لانها لا تصدر انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.

واضاف quot;وفوق كذلك ذلك هي صحية وفي مدن مثل برلين التي توجد بها حركة سير كبيرة يتراجع متوسط السرعة لدرجة تتساوى معها تقريبا سرعة الدراجة والسيارة.quot;
رولف ديتر بيشل راكب اخر سعيد بالقيام بتنقلاته على الدراجة. فقد باع سيارته واشترى دراجة قبل عامين. ويعتمد الرجل البالغ من العمر 48 عاما والذي يقطع نحو ستة الاف كيلومتر في العام على الدراجة في توفير نحو ثلاثة الاف يورو سنويا.

وقال بيشل الذي يعمل معاونا طبيا في خدمة الاسعاف ويقطع 17 كيلومترا يوميا الى عمله quot;اشعر انني اكثر لياقة عن ذي قبل..اتطلع الى ركوب دراجتي في طريق عودتي الى المنزل كل يوم. من المذهل حقا حجم المال الذي يمكن توفيره دون سيارة.quot;
وتنفق المدينة ثلاثة ملايين يورو (4.24 مليون دولار) سنويا على تحسين طرق وحارات ركوب الدراجات التي يصل طولها الى 600 كيلومتر.

وقال توماس جايتنر الذي يعمل في تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر 32 عاما انه يترك سيارته في المنزل معظم الوقت لان الدراجة اسرع.
واضاف quot;انها اربعة كيلومترات فحسب في كل من طريق الذهاب والعودة وكان سينتهي بي الامر الى ان اضيع وقتا اكثر في البحث عن مكان لانتظار السيارة من الذي سأذهب فيه على الدراجة..السيارة تسبب ضغطا كبيرا. اما مع الدراجة فاتي الى العمل في دقائق قليلة واكون في حالة مزاجية جيدة طوال اليوم.quot;