لم تنجح القناتان التلفزيتان الأولى والثانية في المغرب بإستمالة قلوب الجمهور رغم انتاجها لعدد من البرامج الكوميدية والتي راهنت عليها كثيرا لتحقيق المصالحة مع الجمهور المغربي الذي هاجر نحو الفضائيات العربية التي تعرض كبار الأعمال الكوميدية والدرامية بمناسبة شهر رمضان.


الرباط:في محاولة منها لإستعادة المشاهد المغربي الذي تحول عنها للفضائيات العربية، إستعانت القناة الثانية المغربية بكل من الكوميدي المغربي حسن الفذ والجزائري عبد القادر السيكتور الذي يسطع نجمه هذه السنة على شاشة التلفزيون المغربي من خلال عدة مسلسلات وبرامج حيث يقدم quot; تولك شو quot; ويشارك الكوميدي المغربي حسن الفذ في مسلسل quot; الديوانة quot; الذي يتطرق لموضوع إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر في قالب ساخر ، فضلا عن مشاركته في سلسلة quot; كلنا جيران quot; الى جانب الممثل المصري حسين الإمام ، كما تعرض القناة الثانية السلسلة الفكاهية quot; ولد القايد quot; من بطولة عبد الجبار الوزير ومصطفى الدسوكين والكوميدي عبد الخالق فيهد بالمقابل يقدم الممثل الكوميدي محمد الجم المسلسل الكوميدي quot; ماشاف مارا quot; على القناة الأولى المغربية ويشاركه البطولة عبد الله فركوس، وهي أول تجربة فنية له في مجال quot;السيتكوم ، لكن رغم فنسب المشاهدة التي كشفت عنها quot;ماروك ميتريquot; حول قياس مشاهدة قنوات القطب العمومي، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان أكدت أن المغاربة هجروا مرة أخرى التلفزيون المغربي نحو القنوات الأجنبية حيث بينت quot; أن 50.5 في المائة من المغاربة، فضلوا مشاهدة القنوات الأجنبية، في مقابل 36.7 في المائة، من المشاهدين فضلوا متابعة ما تقدمه القناة الثانية و8 في المائة تابعوا برامج القناة الأولى.
ويرى المخرج والممثل عبد الرزاق البدوي أن التلفزيون المغربي ورغم كونه دئب منذ أكثر من 20 سنة على تهيئة برامج لتعرض خلال شهر رمضان مثل باقي الدول العربية فلازالت السمة الطاغية هي عرض برامج لا ترقى لطموحات الجمهور المغربي بسبب عدم تخصيص الوقت الكافي لإنتاج برامج كوميدية أو درامية خاصة بشهر رمضان حيث لا تخصص في الغالب إلا مدة 4 أو 5 أشهر مشيراً الى أن هناك اعمال تعرض في التلفزيون خلال شهر رمضان بينما لم تكتمل بعد من التصوير أو المونتاج بسبب ما يعتبره quot; علاقات غامضة quot; تجمع أصحابها بالتلفزيون كما انتقد تكرار نفس الوجوه على الرغم من وجود عدد هائل من الممثلين في المغرب ، فالدار البيضاء لوحدها تضم 100 ممثلة وممثل محترف في حالة بطالة في حين أن 20 في المائةيحتكرون العمل في التلفزيون خلال شهر رمضان وأشار أن الكوميديين الذين يظهرون بالشاشة استنفذوا ما لديهم منذ أزيد من 10 سنوات ، وقدم على سبيل المثال الإقصاء الذي تتعرض له الممثلة المقتدرة عائشة ساجد منذ سنة 2007 تاريخ ارسالها من طرف الملك محمد السادس لأداء شعائر الحج حيث لا تتم المناداة عليها للمشاركة في أعمال تلفزيونية بذريعة ارتدائها للحجاب ، داعيا الى ضرورة إمداد الممثلين بسيناريوهات جيدة كفيلة برفع مستوى البرامج الكوميدية وقال إن مسؤولي التلفزيون المغربي تلقوا أعمال تهم شهر رمضان لكنهم فضلوا نهج أسلوب المماطلة بدل التعاطي معها بشكل ايجابي كباقي الأعمال وأشار انه رغم الملايير التي تصرف على البرامج الرمضانية فلازال مستواها ضعيف ولايرقى لطموحات الجمهور المغربي ليظل المستفيد الأكبر هو بعض quot; شركات الإنتاج quot; التي تجمعها علاقات غامضة بالتلفزيون.
في نفس السياق قال الناشط النقابي ميلود الحبشي إنه لم يكن يتوقع هذا المستوى الذي ظهر به التلفزيون خلال شهر رمضان وأشار أنه كان يطمح الى الخروج من خانة انتاج الجزء الأول ثم الثاني والثالث من سلسلات معينة والتي اعتبرها بمثابة احتكار للتلفزيون من طرف شركات للإنتاج وهو ما لايدع الفرصة أمام الآخرين للتعبير عن انفسهم وابراز طاقاتهم الكوميدية داعيا الى إنصاف الفن والفنانين وأشار أن هناك أعمال تلفزيونية جديدة لكنها quot; مقموعة quot; حسب رأيه ولا تصل الى الجمهور وأضاف في حديث ل quot; إيلاف quot; أن الأعمال التي تعرض في التلفزيون لاتمر إلا بفضل quot; العلاقات quot; واشار أن المغرب كان مزدهرا فنيا مقارنة مع عدد من البلدان العربية وكان حضوره متميزا في الساحة العربية لكن في السنوات الأخيرة طغت المصالح ودخلت شركات الإنتاج على الخط مؤكدا بأن همه الأساسي هو أن يظل الفن كتراث للأمة رافضا نقل quot; التفاهة quot; للأجيال القادمة من خلال أعمال تلفزيونية كما تطرق لموضوع الكومديا في رمضان مؤكدا بأن الشعب المغربي يريد عمل جيد يستفيد منه رافضا ربط رمضان بالفكاهة والضحك باعتباره شهرا للصلاة والعبادة والأعمال الحسنة علما ان المغرب يتوفر على كتاب سيناريو جيدين وكوميديين متميزين لكن المشكل يكمن - حسب الحبشي - في الشركات التي تهيمن داخلها quot; العلاقات quot; وهو ما يسيء للمجال الفني لأهل الفن ويعطي أعمال فاشلة لايرضى عنها الجمهور .
بالمقابل يرى الممثل عبد الجبار الوزير بطل سلسلة quot; ولد القايد quot; التي تعرضها القناة الثانية أن مستوى البرامج الكوميدية خلال شهر رمضان الجاري بالتلفزيون المغربي أفضل من السنة الماضية الذي كان ضعيفا وأشار ان هناك مجهود واجتهاد ملموس خلال شهر رمضان الجاري مقارنة من السنة الماضية بفضل التنافس بين شركات الإنتاج وبين الممثلين لكنه في نفس الوقت شدد على ضرورة انتاج سلسلات كوميدية طيلة الموسم وليس فقط خلال شهر رمضان وبخصوص احتكار بعض نجوم الشاشة للتلفزيون قال عبد الجبار ل quot; إيلاف quot; إن الأمر يعود لشركات الإنتاج التي تبحث عن مشاركة نجوم يشكلون قيمة مضافة لأعمالها مبديا أسفه لعدم اتفاق الشركة المنتجة لسلسة quot; دار الورثة quot; والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون من أجل انتاج الجزء الثاني خلال شهر رمضان الجاري علما ان السلسلة لاقت نجاحا كبيرا في رمضان ما قبل الماضي .
من جهته قال الكوميدي عبد الخالق فهيد بطل سلسلة quot; ولد القايد quot; ل quot; إيلاف quot; إنه ليس متفق مع إدماج ممثلين من بلدان عربية لديهم ثقافات مختلفة عن ثقافة المجتمع المغربي وقال إنه من الممكن إشراك ممثلين عرب في أعمال درامية مغربية وليس أعمال كوميدية كما عبر عن استيائه لإستبعاد الفنان المغربي الكبير محمد مجد من سلسة quot; ديما جيران quot; خلال رمضان هذه السنة علما انه شارك في أجزائها السابقة السنوات الماضية وأشار أنه يعتز كثيرا بمحمد مجد والذي تم تعويضه بممثلين أجان لم يعطي وجودهم أية قيمة مضافة لسلسة quot; ديما جيران quot; حيث ظل الممثلون المغاربة في الواجهة رغم مشاركة الممثلين المصريين حسين الإمام ومنى هلا وقال فهيد إنه لم يلحظ وجود أي تأثير لهذين الممثلين على مستوى هذه السلسلة وقال في حديثه ل quot; إيلاف quot; أنه يؤيد أن تكون السلسلة مغربية بالكامل بممثليها وبمخرجها وبطاقمها التقني مبديا ارتياحه في الآن ذاته لنسبة المشاهدة التي حققتها سلسلة quot; ديما جيران quot; ومختلف الأعمال التي عرضت على القناة المغربية الثانية التي حققت أعلى نسبة من المشاهدة مقارنة بالقناة الأولى كما أبدى اعجابه ببرنامج quot; جار ومجرور quot; الذي هو عبارة عن كاميرا خفية واقعية تستضيف نجوم الفن وقال عنه إنه انتاج ضخم يقطع مع المستوى المتواضع للكاميرا الخفية التي بتث في السنوات الماضية في التلفزيون المغربي
وقال إن الأعمال الرمضانية التي عرضتها القناة المغربية الثانية حققت نسبة مشاهدة مهمة مقارنة بالقناة الأولى كما دعا فهيد الى ضرورة تكثيف الأعمال الكوميدية طيلة السنة وعدم الإقتصار فقط على اعمال رمضانية من أجل تحقيق التراكم الكفيل بتحقيق الجودة التي يطلبها المشاهد وأشار ان تركيز التلفزيون المغربي على عرض اعمال كوميدية ودرامية خلال شهر رمضان يتسبب في ضغط كبير وهو ما يؤدي الى خلق ارتباك لدى المشاهد و حسم اختياراته بين القنوات التلفزية المغربية ونظيرتها العربية.