قال المخرج عادل الأعصر لـ"إيلاف" أن الفنانة فاتن حمامة كانت مثال للتواضع والبساطة في التعامل ولديها حرص على أدق التفاصيل في الأعمال التي تقدمها مؤكداً على أن تواضعها واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة أحد أسرار نجاحها، فيما تحدث عن الشروط التي وضعتها سيدة الشاشة العربية للموافقة على إشراك غادة عادل ونيللي كريم في اخر أعمالها الدرامية.



القاهرة: صرح المخرج عادل الأعصر صاحب آخر عمل درامي قدمته الفنانة الراحلة فاتن حمامه وهو مسلسل "وجه القمر" الذي عرض عام 2000 بأن سيدة الشاشة العربية كانت شخصية في غاية البساطة بالتعامل مشيراً إلى أنه لم يكن يعرفها قبل التعاون معها إلا من خلال أعمالها الفنية فحسب.
وقال الأعصر في تصريح لـ"إيلاف" أن حمامة كانت بمثابة الفنانة التي يندر أن تجد مثلها على جميع المستويات سواء الإنسانية او المهنية، مشيراً إلى أن اهتمامها بالتفاصيل الدقيقة ومنح العمل حقه في التحضير والتجهيز أحد أسرار نجاحها وتألقها وحفاظها على مكانتها الفنية على مدار أكثر من 60 عاماً.
وأضاف أن الراحلة كانت تتمتع بالحس المصري فيما يتعلق بعلاقاتها مع الآخرين فكانت تقوم بودهم والإطمئنان عليهم مؤكداً على أنها كانت ترغب في تقديم أعمال فنية هادفة حتى تحتفظ بنفس الصورة الجيدة أمام جمهورها.
وأوضح أنه قام بترشحيها لبطولة مسلسل "وجه القمر" بعدما انتهى من قراءته باعتبارها الشخصية الأنسب للعمل مشيراً إلى أنه اجرى اتصالاً بها في منزلها من أجل الحديث معها وفوجئ ببساطتها في التعامل بعدما قام بتعريفها بنفسه وشرح لها رغبته في أن تكون بطلة المسلسل الجديد وتحدث معها عن ملامح العمل هاتفياً.
وعن رد فعل سيدة الشاشة العربية على هذا الاتصال، قال الأعصر أنها كانت مرحبة بالعمل وأخبرته أنها تنتظر نص جيد وقوي حتى تقف أمام الكاميرا، وطلبت منه ارسال نسخة من السيناريو لتقوم بقراءته خاصة وأن الاتصال وحده لا يكفي لاقناعها بالموافقة، مشيراً إلى انه تلقى اتصالاً هاتفياً منها بعد شهر تبدي خلاله إعجابها بالموضوع وتوافق عليه مع اجراء بعض التعديلات.
وأشار إلي أن التعديلات كانت سبباً في تعميق العلاقة الإنسانية بينهما خاصة وأنها إستمرت 6 أشهر فكان يتم التعديل في منزلها ويتردد عليها بشكل مستمر وخلال تلك الفترة عرض عليها اسماء باقي ترشيحات العمل خاصة لمن سيقومون بأدوار أبنائها موضحاً أنها لم تكن تعرف نيللي كريم، وغادة عادل، وأحمد الفيشاوي، الذين كانوا وقتها صغار بالعمر ولا يزالون في بداية مشوارهم الفني، لكنها طلبت أن تتعرف عليهم بشكل أكبر.
وأضاف أن اهتمامها بالتفاصيل الدقيقة جعلها تطلب ان يأتي ابنائها في العمل لزيارتها يومياً لكي تتعرف عليهم، وتكون هناك حالة من المودة بينهم قبل التصوير، مشيراً إلى أن لقاءاتها معهم جعلت التصوير يمر بسهولة ويخرج قدرات تعبيرية منها ومن الفنانين مبهرة أمام الكاميرا.
وأكد الأعصر أن اهتمام فاتن حمامة بتفاصيل العلاقة بين الام وابنائها كان أحد أسباب نجاح المسلسل الذي رأت فيها نماذج كثيرة للسيدات أنفسهن لافتا إلى أن سيدة الشاشة العربية كانت تؤمن بأن نجاح العمل يكمن في التفاصيل وترك كل شخص يقوم بعمله دون قيود حتى يخرج أفضل ما فيه.
&