أسدل عيد الفطر الستار على السباق بين المسلسلات الرمضانية بتعليقات متفاوتة نسبياً، إنما غلب عليها طابع الخيبة والإنتقادات وسط تبريرات ودفاعاتٍ غير مقنعة من قبل الكتّاب والمخرجين كما بعض الأبطال الذين لم يلبسوا أدواراً تليق بمكانتهم وقدراتهم التمثيلية هذا العام.


&& بيروت: أسدل عيد الفطر الستار على السباق بين المسلسلات الرمضانية بتعليقات متفاوتة نسبياً، إنما غلب عليها طابع الخيبة والإنتقادات. وسط تبريرات ودفاعاتٍ غير مقنعة من قبل الكتّاب والمخرجين كما بعض الأبطال الذين لم يلبسوا أدواراً تليق بمكانتهم وقدراتهم التمثيلية هذا العام.
تشيللو:
كان الموسم غنياً بكثرة المسلسلات لا نوعيتها في الغالب رغم تميّز بعض الأعمال، إلا أنها بمعظمها مقتبسة أو مكررة، فيما سار بعضها بإيقاعٍ بطيء أصاب المشاهدين بالملل.
أما النهايات، فقد جاءت بمعظمها صادمة أو مخيبة للآمال. فمن تابع مسلسل "تشيللو" بشغف وفضله على غيره من الأعمال نظرا لبراعة أبطاله الثلاثة بأداء أدوارهم صُدِمً بنهايةٍ غير منطقية وصفها البعض بأنها لا تحفظ كرامة الأنثى البطلة التي كان يجب أن تنتفض لكرامتها وتتخلى عن يوسف الخال وتيم الحسن معاً حتى تجد التقدير المناسب بحب يستحقها، حتى أن بطلة العمل نادين نجيم قد عبرت عن عدم رضاها عن النهاية حين قالت، لو عاد الأمر لي لتركت الإثنين.
"24 قيراط":
لاقى هذا العمل الكثير من الإهتمام والمتابعة في بدايته، لكنه&أصاب مشاهديه بالملل، وصدمهم بنهاية غير مفيدة، ولا تحاكي المنطق. فبعد أن فقد "فهد" ذاكرته ووضعته الكاتبة بقالب الغباء في هذه المرحلة، تمسك بإعلان فقدانه للذاكرة في صحوته رغم أنه استعادها، وذلك لأنه مطلوب من الإنتربول على أعماله الخطيرة! كما أنه وزع الهدايا على هذا وذلك كفاعل خير لا يشبه بأدائه روحية الرجل الذي كان ضليعاً في العصابات! أما مشهد النحيب على مقتل باسم مغنية في العمل فكان مضحكاً أكثر منه مقنعاً ومبكياً، وهذا يسجل علامات استفهام على قدرات ماغي أبو غصن وفيفيان أنطونيوس التمثيلية!
"أستاذ ورئيس قسم":
رغم أن هذا المسلسل المصري&للفنان عادل إمام لم يعرض بشكلٍ يصل فيه للمشاهد العربي واللبناني، إلا أن أصدائه وصلت رداً على سؤال طُرِحَ على مواقع التواصل الإجتماعي: كيف تقيمون نهاية المسلسلات التي تابعتموها في شهر رمضان، حيث اعتبر البعض أن عدم انتشار مسلسل "إمام" عربياً فيه ظلماً للمشاهد العربي، بينما انتقد بعضهم إسناد هذا الدور لـ"إمام" وذلك لأنه لم يكن في بداية الأمر مؤيداً للثورة ضد نظام "مبارك"، فيما دافع البعض عنه باعتباره أول من انتقد النظام بأعماله الجريئة ومنها إرهاب وكباب الذي انتقد من خلاله الفساد في عهد النظام القديم!
"قلبي دق":
&هذا المسلسل اللبناني الذي تميز ببساطته وقربه من العادات الشعبية بين المجتمع الريفي ورقي المدينة انتهى بطريقة سعيدة أحبها وانتظرها الجمهور، إلا أنه لم يحمل الجديد لأن نهايته كانت متوقعة بسبب حبكته البسيطة وغير المعقدة! فالمشاهد بالرغم من سعادته بعودة الحبيبين لبعضهما لم يصله إحساسهما الذي بدا مصطنعاً بقمة مشاهدهما الرومانسية! كما لم تصله فرحة العائلة بعودتهما لبعضهما بحيث كانت المشاهد باردة وخالية من حرارة التعبير المؤثر وظهرت كأنها مركبة ومسلوخة عن مشاعر أبطال العمل ولم تنقل للمشاهد نهاية تعلق بالذاكرة.
"سيلفي":
في نسبة المشاهدة،&بدا واضحاً أن الممثل السعودي ناصر القصبي قد تقدم الكثير من الأعمال بمسلسله الساخر والناقد "سيلفي"، بحيث أن كل حلقة فيه تناولت إحدى الموضوعات الحساسة ونالت قسطاً وافراً من "الطقطقة" كما يحلو للقصبي أن يصفها، ولقد حافظ هذا العمل على مستوى المضمون والأداء بحيث أنه دخل بمواجهات مع الإرهاب وناقش قضايا مؤثرة بجرأة تحسب للقصبي وتحفظ له رصيداً في ذاكرة الشعوب العربية التي وجدت بعمله المضمون الذكي الذي يحاكي هواجسها.
"بنت الشهبندر":
يتبين من خلال متابعة ردود الفعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أن مسلسل بنت الشهبندر التاريخي كان مؤثراً، إلا أن نهايته قد شرّعت أبواب&المخيّلة، وكانت نهاية بلا نهاية، بحيث توقع غالبية الناس بأنه انتهى على "بداية" وسيُطل بجزءٍ جديد في العام المقبل.
"باب الحارة":
&في حسابات التغريدات والتدوينات على مواقع التواصل، حصد مسلسل باب الحارة النسبة الأكبر&من التعليقات الساخرة من دوران القصة حول نفسها واستمرارها في عهد الإنتداب حتى الجزء السابع. بحيث انتشرت النكات تفيد أن "فرنسا قد أصدرت بيانا تعتذر فيه عن مرحلة الإنتداب في سوريا راجية القيمين على المسلسل أن يتركوها بحالها"، في حين توالت التعليقات بين مهاجم ومتابع يرى في العمل سلوى في الشهر الفضيل، حتى وصل الأمر ببعضهم للقول: في الجزء الثامن ستقدم قهوة "أبو حاتم" خدمات الـWiFi والإنترنت! فيما علق أحدهم: أعتقد أن أحفادي سيتابعون الجزء رقم 100 من المسلسل دون أن تتقدم القصة بمراحلها!

وفي حديث الفن، يمكن القول أن هذا العمل رغم أنه دار حول نفسه حتى جزئه السابع، إلا أنه قدم في حلقات الموسم الحالي مقاربةً جيدة لتلاحم أبناء الديانات المختلفة حول المصلحة الوطنية. وقدم اليهود بانتماءٍ وطني بعيداً عن وصمة الصهيونية المعادية للعرب. بحيث أنهم لعبوا فيه فيه دوراً متناغماً مع المفاهيم والقيم الإنسانية والوطنية في رسالة ذات مضمون عميق. إلا أنه وقع بفخ التكرار في مشهد النهاية حيث لا تزال صورة المشهد الأخير عالقة في البال من مشاهد في أجزاء سابقة. فقد تكرر المشهد بحضور كل أهالي الحارة من الرجال، ومواكبتهم من النساء اللواتي يكشفن عن وجوههن بمواجهة العدو بمغزى لا يزال محيّراً عن قصد المؤلف وتحليل هذا المشهد بأبعاده الإجتماعية.

وفي حين، اعتقد البعض من المتابعين أن جرافة الجيش الفرنسي قد قضت على جميع أهل الحارة، وتمنى البعض "ممازحاً" أن يكون هذا الأمر قد تحقق فعلاً حتى ينتهي المسلسل من تكرار نفسه، رأى غالبية النقاد والمتابعين أن المسلسل قد فتح باب هذه الحارة إلى جزءٍ ثامن، متمنياً أن العمل سيخرج للنور من شرنقة العبودية والإنتداب إلى زمن الثورات بعهدٍ جديد.

دراما رمضان أخفقت بمعظمها وعجزت عن محاكاة فضول المشاهد حتى نهايتها. فمن تابعها هذا العام أصيب بخيبة إما بنهاية صادمة، أو باردة، أو شعر أنه&كان ضحية غش&وندم على المتابعة. قلة هي الأعمال التي حافظت على مستوى أدائها ومنها "تحت السيطرة" التي تميّزت فيه الفنانة المصرية نيللي كريم، إلا أنه بدوره&واجه الإنتقادات اللاذعة بمضمونه لعرضه قضية المخدرات الحساسة. وبين النقد والثناء، يبقى أن المشاهد العربي يطالب الكتاب والمخرجين بأن يرتقوا لمستوى نقده وبأن يحترموا عقله ولا يضيعوا وقته سدى في المتابعة، مع التأكيد على أن آراء المتابعين محكومة دوماً بالتنوع والنسبية.
&