شن داعش الأربعاء هجومًا في شرق كوباني بهدف استعادة أحياء انسحب منها ليلًا بعد ضربات جوية استهدفت مواقعه الخلفية من طائرات الائتلاف الدولي، ما أوقع خسائر بشرية في صفوفه وإصابة أربع عربات على الأقل للتنظيم، وتدور حاليًا اشتباكات عنيفة في شرق مدينة عين العرب.


بيروت: حقق تنظيم "داعش" مساء اليوم الاربعاء تقدما في شرق عين العرب واستقدم تعزيزات الى محيط المدينة السورية الكردية، رغم تكثيف الائتلاف الدولي العربي لغاراته، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يسود هدوء حذر عين العرب (كوباني بالكردية) بعدما تمكن مقاتلو تنظيم +داعش+ من التقدم مساء لمسافة 50 الى 70& مترا في شرق المدينة باتجاه وسطها"، مضيفا ان التنظيم "استقدم تعزيزات عسكرية الى محيط المدينة شملت جنودا وعربات".

وحقق مقاتلو هذا التنظيم الجهادي المتطرف تقدمهم في عين العرب واستقدموا التعزيزات رغم شن الائتلاف الدولي العربي غارات جديدة اليوم على مواقع التنظيم في محيط المدينة وفي داخلها.

&وقال عبد الرحمن ان الائتلاف "كثف غاراته واستهدف اليوم مرتين مواقع لتنظيم +داعش+ داخل المدينة".

وفي وقت سابق، قال المرصد في بريد الكتروني "نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي (...) غارات على جنوب شرق مدينة عين العرب والأطراف الشرقية للمدينة استهدفت تجمعات لتنظيم داعش، دون معلومات عن حجم الخسائر البشرية إلى اللحظة".

كما اشار الى "سماع دوي انفجار شديد هز مدينة عين العرب ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم داعش نفسه بشاحنة مفخخة في المنطقة الصناعية في المدينة (شرق)، دون معلومات عن خسائر بشرية".

وشهد اليوم اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية والتنظيم المتطرف لا سيما لجهة الشرق بعد هجوم شنه مقاتلو التنظيم لاستعادة الاحياء التي اضطروا الى الانسحاب منها تحت وطأة الغارات، قبل ان يحققوا تقدمهم نحو وسط المدينة.

واوضح المرصد ان الانسحاب جاء ليلا بعد استهداف "مواقعهم الخلفية بالغارات ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم".

وتمكن تنظيم "داعش" مساء الاثنين من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، بعد معارك ضارية مع المقاتلين الاكراد. وسيطر على ثلاثة احياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الاطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل ان يعود وينسحب منها.

وقال مدير المرصد ان غارات الائتلاف الدولي العربي خلال اليومين الماضيين شملت اطلاق 23 صاروخا، وقتل فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلا من تنظيم "داعش"، معتبرا ان هذه الضربات "كان لها تاثير (...) على +قوة داعش+".

تعزيزات

وقال مدير اذاعة "آرتا. اف ام" الكردية مصطفى عبدي من كوباني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مقاتلي التنظيم "المسلحين بكل انواع السلاح والاحزمة الناسفة يطوقون مدينة صغيرة (...) ومقاتلو +وحدات حماية الشعب+ يستبسلون في الدفاع عن الارض، لكنهم يحتاجون الى اسلحة وذخيرة"، معتبرا ان "الغارات تساعد على منع سقوط المدينة، لكن المطلوب مد الموجودين بالسلاح".

واضاف& "يعاني المقاتلون الاكراد من نقص في الذخيرة والمواد الغذائية".

وذكر ان السلطات التركية "لا تسمح بدخول الاسلحة والمقاتلين"، موضحا "يوميا يسقط شهداء وجرحى. حتى عند نقل الجرحى، السلطات التركية تفتح البوابة (الحدود) مزاجيا. بالامس انتظر عشرة جرحى اكثر من ساعة ليسمحوا لهم بالعبور، وتوفي اثنان منهم نتيجة النزف".

واشار عبدي الى استمرار وجود "حوالى الف مدني يرفضون الخروج من كوباني. زرت عددا منهم بنفسي وسالتهم لماذا لا يخرجون رغم كل التحذيرات، ورغم ان كوباني اصبحت اخطر مدينة في العالم؟ قال احدهم وعمره 65 عاما: الى اين نذهب؟ لنمت هنا، افضل من ان نموت على الطريق".

وبدأ تنظيم "داعش" هجومه على كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على منطقة واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصارا من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة. وقتل في المعارك اكثر من 400 شخص غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد السوري. كما نزح اكثر من 300 الف شخص.

وكان عدد سكان كوباني قبل بدء النزاع السوري يناهز الخمسين الفا، لكنه تضخم بعشرات الالوف الاخرى مع موجة النزوح اليها من مناطق سورية اخرى.
&

البنتاغون: الضربات الجوية ليست كافية لانقاذ كوباني

اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الاميرال جون كيربي الاربعاء ان الضربات الجوية لا تكفي لانقاذ مدينة كوباني التي يطوقها تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود التركية السورية.

وقال خلال مؤتمر صحافي ان "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك ولن تنقذ كوباني. يجب ان تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة او الجيش العراقي"، لهزم الدولة الاسلامية.

واضاف "نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره".

وتدارك المتحدث "لكن ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الارض داخل سوريا. انها الحقيقة".

&