أكّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ان التيار التكفيري نقل الخط الامامي للمواجهة من فلسطين المحتلة إلى مدن وشوارع العراق وسوريا، وحوّل الصحوة الإسلامية إلى حرب داخلية واقتتال بين الإخوة المسلمين.

نصر المجالي: تحدث خامنئي خلال استقباله، الثلاثاء، العلماء المسلمين المشاركين في المؤتمر العالمي عن "خطر التيارات المتطرفة والتكفيرية من منظار علماء الاسلام"، معتبراً أن احياء التيار التكفيري خلال الاعوام الاخيرة "مشكلة مصطنعة ومفروضة من جانب الاستكبار على العالم الإسلامي".

وعقد المؤتمر الذي بدأت فعالياته يوم الأحد الماضي في مدينة قم بمشاركة من أكثر من 300 عالم ومفكر إسلامي (شيعي وسني) حيث تبادلوا التجارب والافكار لمواجهة التيارات المتطرفة والتكفيرية.

تغريدات

وفي تغريدات صادرة عن مكتب المرشد الإيراني قال خامنئي إن "قوى الاستكبار العالمي" حاولت تركيع إيران (في اشارة على ما يبدو الى فشل مفاوضات فيينا في التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي) ولكنها فشلت.

وجاء في التغريدة التي نشرت باللغة الانكليزية "في الموضوع النووي، بذل المستكبرون كل جهودهم لتركيع إيران، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولن يتمكنوا في المستقبل". يذكر ان طهران تستخدم تعبير الاستكبار للاشارة الى الولايات المتحدة والدول الغربية واسرائيل. وكانت الولايات المتحدة قد قطعت علاقاتها مع إيران بعد عام واحد من تولي النظام الإسلامي الحكم في طهران عام 1979.

وكانت إيران من جهة ومجموعة 5+1 من جهة اخرى اخفقتا يوم الإثنين وهو الموعد النهائي للمفاوضات التي تم تمديدها إلى أول تموز (يوليو) 2015 في التوصل الى اتفاق حول برنامج إيران النووي الذي يقول الغربيون إنه مخصص لانتاج سلاح نووي، ولكن الإيرانيين يصرّون على انه مخصص للاغراض السلمية.

ثورات الربيع

وفي تغريدة ثانية، اتهم خامنئي الغرب بالتدخل في الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الاوسط، إذ قال إن المسلحين الإسلاميين قد حولوا ثورات الربيع العربي الى اقتتال بين المسلمين "توافقا مع اهداف الاستكبار" حسب تعبيره. واشارت التغريدة الى المسلحين "التكفيريين".

وجاء في تغريدة ثالثة صادرة عن المكتب ذاته ان "التحالف المناوئ لتنظيم داعش والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ليس الا كذبة سمجة، إذ ان الولايات المتحدة تستخدم تنظيم داعش من اجل اذكاء الحروب بين المسلمين".
وإلى ذلك، تحدث خامنئي أمام العلماء المسلمين المشاركين في المؤتمر عن ممارسات التيار التكفيري في اطار تحقيق ما قال إنه "اهداف اميركا والحكومات الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني خاصة المحاولات الرامية لنسيان القضية المركزية فلسطين والمسجد الاقصى".

اقتلاع جذور التيار

واضاف ان ايجاد نهضة علمية ومنطقية وشاملة لاقتلاع جذور التيار التكفيري والكشف عن دور السياسات الاستكبارية في إحياء هذا التيار والاهتمام الجاد والمطالبة العامة في ما يخص القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعالم الإسلامي، تعتبر من اهم وأكثر مسؤوليات علماء العالم الإسلامي اولوية في الظروف الراهنة.

واعتبر خامنئي ان "هدف الكيان الصهيوني من ممارساته العدوانية الاخيرة في الارض المحتلة هو الهيمنة على القدس والمسجد الاقصى"، مصرّحا بأن تسليح الضفة الغربية سيتم بالتأكيد. وفي الشأن النووي أكد المرشد الإيراني ان "العدو لم يتمكن في القضية النووية من تركيع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولن يتمكن مستقبلا ايضا".

وأثنى المرشد الإيراني على جهود المرجع الديني آية الله ناصر مكارم شيرازي والمرجع الديني آية الله جعفر سبحاني وسائر العلماء والافاضل في مدينة قم لاهتمامهم الجاد لعقد المؤتمر وبلورة تيار علمي شامل بين علماء العالم الإسلامي في ما يخص مواجهة التيار التكفيري.

وقال انه عند دراسة هذا التيار الخطير ينبغي الاهتمام بهذه النقطة وهي ان القضية الاساسية هي التصدي الشامل للتيار التكفيري الذي جرى احياؤه، وهو ما يتجاوز التنظيم المسمّى "داعش" وفي الواقع فان "داعش" هو أحد فروع هذه الشجرة الخبيثة.

وفي الختام، اشار خامنئي إلى ان التيار التكفيري والحكومات الداعمة له "تتحرك تماما في مسار الأهداف الاستكبارية اي اميركا والحكومات الاستعمارية الاوروبية والكيان الصهيوني وهي في خدمتهم عمليًا بظاهر إسلامي".