فيما يتحضر حزب الله لقصف يبرود بصواريخ بركان وزلزال قبل تركيز الهجوم عليها، بدأ التململ في الأوساط الشيعية يبرز إلى العلن، بعد توافد جثامين قتلى الحزب إلى جنوب لبنان وبقاعه.


بيروت: المعارك على أشدّها في يبرود، والاشتباكات كرّ وفرّ، على الرغم من التقدم البطيء الذي يحققه حزب الله، مدعومًا بطيران النظام السوري. وفي هذا الاطار، قال مصدر في غرفة عمليات حزب الله وجيش النظام السوري لجريدة الرأي الكويتية إن أمر العمليات في القلمون قد عُدل، مع توجه حزب الله والجيش السوري نحو يبرود مباشرة، من دون فك الحصار عن فليطا المحاصَرة.

بركان وزلزال

وأضاف المصدر لـquot;الرأيquot; أن الافراج عن الراهبات، اللواتي كنّ معتقلات عند جبهة النصرة، أكد معلومات سابقة عن خروج المسلحين من يبرود، ليبقى فيها بضعة آلاف فقط، quot;فجبهة النصرة طلبت السماح لنحو 1500 مقاتل منها بالخروج من يبرود، والتوجه نحو رنكوس، الا أن غرفة العمليات المشتركة رفضت، وعرضت أن تسلّم هذه المجموعة سلاحها مع ضمان عدم التعرض لها وخروجها من يبرود، فرفضت جبهة النصرة ذلكquot;.

وأكد المصدر للصحيفة الكويتية أن الهجوم سيكون الأعنف على يبرود، إذ تم تجهيز صواريخ quot;بركانquot; وصواريخ quot;زلزالquot; برؤوسها الحربية المعدّلة، لتقذف نحو يبرود ابتداءً من هذا الاسبوع، مع تكثيف الغارات الجوية على المدينة. وسيتبع ذلك اقتحام الوحدات الخاصة الموجودة على تماس مع يبرود من جهة مزارع ريما المسيطَر عليها بالكامل، ومن الجهات الشرقية والغربية المطلة على المدينة، ما يجعلها ساقطة عسكريًا.

خروج النصرة

وتابع المصدر قائلًا إن استعادة يبرود تُسقط فليطا، التي تُعتبر ساقطة عسكريًا منذ احتلال التلال المشرفة عليها، ومنع الدخول او الخروج منها، ما يعزز احتمال أن تتفاوض المدينة، فتكون إذًا كل الحدود التي تربط لبنان من اللاذقية وحتى يبرود تحت السيطرة، مع تأجيل منطقة عسال الورد ورنكوس الى المرحلة المقبلة.

وأضاف: quot;مفاوضة جبهة النصرة على خروج المسلحين من يبرود يعطي الفكرة الحقيقية لعدد المسلحين التقريبي الذين بقوا داخل المدينة، بعد انسحاب عدد كبير منهم بقيادة ابو مالك الثلي، زعيم جبهة النصرة في القلمون، وبقاء ابو عزام الكويتي داخل المدينةquot;.

وتحدث عن اطلاق سراح الراهبات، فقال إن جبهة النصرة طلبت الافراج عن 950 شخصًا، ثم قبلت بنحو 16 مليون دولار والافراج عن 158 شخصًا، ورُفض طلب اطلاق سراح معتقلين في سجون لبنان كما رُفض طلب توقف العمليات العسكرية في يبرود مع توفير ممرات آمنة لتعود العمليات العسكرية بوتيرة اكبر في الايام المقبلة. واعترف المصدر بخسارة حزب الله في المعركة نحو 45 قتيلًا و4 من المفقودين كانوا في مهمة استطلاع ونحو 80 جريحًا لغاية اليوم.

تململ شيعي

وفي إطار خسائر حزب الله، نسبت quot;الوطنquot; السعودية إلى مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها تأكيدها وجود تململ كبير وسط قواعد الحزب بسبب تزايد عدد قتلاه في يبرود، التي روج الحزب أنها ستكون مجرد نزهة عابرة، مشيرة إلى أن عدد القتلى ارتفع مع وصول جثث 56 من مقاتلي الحزب أوائل الأسبوع الجاري، وإلى أن عدد الجرحى يفوق القتلى بأضعاف مضاعفة، معظمهم في حالة صحية حرجة، وقد فقد كثير منهم أطرافه أو إحدى عينيه.

وأضافت المصادر للوطن السعودية أن الأهالي تدافعوا لمساءلة حزب الله عن مصير أبنائهم، فبعضهم التحق بالقتال في سوريا منذ أشهر من دون ورود معلومات عنهم، ما أقلق عائلاتهم، ودفعها لمتابعة الموضوع مع مسؤولي الحزب، الذين كرروا كلامهم المعتاد: quot;هذا ثمن يجب أن ندفعه للدفاع عن المقاومةquot;. وأكدت المصادر أن الكثير من قتلى الحزب يدفنون بسرعة من دون مراسم تشييع شعبية، ومن دون نعي حزبي.

وبحسب المصادر نفسها، اضطرت قيادة حزب الله إلى رفع التعويض الذي يدفع لبعض القتلى أو الجرحى، لاسيما للعائلات المؤثرة داخل البيئة الشيعية حتى لا تنقلب على الحزب وقياداته، بعد أن بدأ كثيرون في التعبير عن خوفهم من معركة يبرود وما بعدها، فالمؤشرات تدل على أن بيئة الحزب لن تتحمل معركة طويلة وخسائر بشرية عالية، لأن القواعد بدأت تبدي تذمرها وتململها.