ردّت مصر على بيان لإخوان الأردن كانوا حذروا فيه من أن استقدام الأردن أئمة أزهريين سينقل حال الانقسام إلى المملكة الهاشمية.


قالت السفارة المصرية في عمّان إن من يدعو إلى الانقسام ليس الأئمة المصريين، بل هو فكر بعينه يسعى بكافة السبل إلى نشر العنف والإرهاب الفكري عن طريق تحريف قيم ومبادئ الإسلام الحنيف.
ورفضت السفارة تصريحات حزب جبهة العمل الاسلامي الاردني التي حذر فيها من انتقال الانقسام المصري الى الاردن، قائلة في بيان لها: quot;إن وسطية واعتدال الائمة الازهريين المصريين لا يمكن التشكيك فيها من أي طرفquot;.
وكان حزب جبهة العمل الاسلامي عبر في مذكرة بعث بها لرئيس الحكومة الأردنية عن خشيته أن تنقل حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب المصري إلى الأردن، وذلك عن طريق الأئمة المصريين الذين تنوي الحكومة استقدامهم من هناك، مطالبا بالاستعانة بالمعلمين وأساتذة الجامعات والمؤهلين من العاملين في مؤسسات الدولة والمتقاعدين لتعويض النقص في عدد الأئمة.
وابدت السفارة تعجبها من إدعاء وجود حالة انقسام فى مصر، لافتة الى وجود قلة قليلة من الآملين فى زرع بذرة الانقسام بين أبناء الشعب المصري.
بيان السفارة
وفي الآتي نص بيان السفارة الذي اطلعت عليه (إيلاف):
تناقلت وكالات الأنباء والصحف الأردنية خبرًا تضمن تحذيرًا من أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامى الأردنى من استقدام أئمة مصريين بناء على ادعاء الخوف من انتقال حالة الانقسام من مصر إلى الأردن، وتود السفارة فى هذا الصدد توضيح عدد من النقاط:
1- وسطية واعتدال وعلم الأئمة الأزهريين المصريين لا يمكن التشكيك فيها من أي طرف، وهو ما ثبت على مدار عقود طويلة نقلوا خلالها علمهم ومعرفتهم إلى مختلف الأقطار في كافة قارات العالم، وشُهد لهم بهذا الأمر من قبل القاصي والداني، لا يبتغون سوى مرضاة الله ورسوله، ولا يسعون إلى دعم طرف على حساب آخر.
2- من يدعو إلى الانقسام ليس الأئمة المصريين، بل هو فكر بعينه يسعى بكافة السبل إلى نشر العنف والإرهاب الفكري عن طريق تحريف قيم ومبادئ الإسلام الحنيف، واستخدامه كوسيلة لتحقيق مآرب أنصاره السياسية.
3- تتعجب السفارة من إدعاء وجود حالة انقسام في مصر، وإن كانت هناك قلة قليلة من الآملين في زرع بذرة الانقسام بين أبناء الشعب المصري، إلا أن كافة فئات الشعب المصري مجتمعة على وأد هذا التفكير الهدام الذي يسعى إلى الانتشار والتغلغل ليس فقط في مصر بل في دول شقيقة أخرى.
4- لا ينتقص ما سبق من حقيقة تقدير السفارة لأبناء المملكة الأردنية الهاشمية وما يمتلكونه من كفاءة وقدرات متميزة ليست محلًا للتشكيك أو حتى النقاش، وتأمل السفارة في أن يحظى الأئمة المصريون أبناء الأزهر الشريف، منارة الإسلام على مر العصور، بذات الاحترام والتقدير اللذين طالما عهدناهما من أبناء الشعب الأردني الشقيق.
تحذير جبهة العمل
وكان حزب جبهة العمل الاسلامي عبّرعن خشيته أن تنقل حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب المصري الى الأردن، وذلك عن طريق الأئمة المصريين التي تنوي الحكومة استقدامهم من هناك، مطالبا بالاستعانة بالمعلمين وأساتذة الجامعات والمؤهلين من العاملين في مؤسسات الدولة والمتقاعدين لتعويض النقص في عدد الأئمة.
وقال الحزب إن المصلحة الوطنية تقتضي أن تعهد مهمة الإمامة في المساجد لأبناء الوطن المعروفين برشدهم والتزامهم بالقيم الأردنية، مشددا على ضرورة التزام أئمة المساجد بالقيم الاردنية، والتي يعرفونها أكثر من غيرهم.
وفي مذكرته لرئيس الوزراء عبدالله النسور قال الحزب الإسلامي إن حل مشكلة نقص الأئمة يكمن فيتبني إستراتيجية وطنية لتأهيل العدد الكافي من أبناء الوطن للقيام بهذه المهمة 'الجليلة'، مشيرا الى أن هناك عدداً من كليات الشريعة في الجامعات الأردنية قادرة على التوسع في القبول، شريطة توفير الحوافز المناسبة للعاملين في المساجد.
وأوضح الحزب أن إمام المسجد مرتبط بالعمل المسجدي منذ ما قبل الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء، يتعذر عليه القيام بأي عمل إضافي يسهم في توفير الدخل الذي يؤمن له الكفاية والعيش الكريم، منوها أن ذلك الامر يتطلب توفير مزيد من الحوافز الكفيلة بدفع أعداد كبيرة من خريجي شهادة الدراسة الثانوية إلى الالتحاق بكليات الشريعة، كما يحفز خريجي كلية الشريعة على اختيار العمل في بيوت الله تعالى.