كانت الزبداني مصيفًا وهي اليوم مصيد الأسد، يتصيد فيه الناس وهم في منازلهم آمنين مطمئنين، يزلزل الأرض تحت أقدامهم ببراميله المتفجرة.


الرياض: "برميل انتخابي لم ينفجر.. نعم لقائد البراميل"... هذا ما كتبه من بقي من أهل الزبداني على برميل سقط "سهوًا" من طائرة حربية، لا بد أن النظام السوري أرسلها لترمي مناشير المحبة... لم ينفجر هذا البرميل، بل بقي شاهدًا على رحمة بشار الأسد بشعبه، وعلى المئات في الزبداني يقتلون كل يوم، بالبراميل المتفجرة أو بقذائف المدفعية التي تنهمر مطرًا منذ أشهر.

مصيف أو مصيد!

الزبداني مصيف دمشق. هذا عنوان هذه المنطقة الجبيلة الجميلة، التي يدخل عليها الداخل إلى العاصمة السورية، فتعترضه بقممها الخضر وحجارتها الندية.

لكنها اليوم "مصيد" الأسد، يتصيد فيه الناس وهم في منازلهم آمنين مطمئنين، يزلزل الأرض تحت أقدامهم ببراميله المتفجرة، حتى آلت المدينة الصيفية إلى خريف عمرها قبل الزوال، يسقط فيها بناء، فينزح من بقي من أهليه أحياء إلى آخر، على أمل أن يبقوا أحياء بعدما تهدمه البراميل.

وقتلت هذه البراميل طفلتين يوم الإثنين، أخرج أهالي الحي أشلاءهما مع أفراد العائلة من تحت الأنقاض. نجا الأب، لكنه فقد كريمتيه الصغيرتين. وقبل شهر تقريبًا، شهدت الزبداني مجزرة استهدفت المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الفرن الآلي للحصول على الخبز، بعدما اعتقدوا أن هدنة تم الاتفاق عليها ستنجيهم من الموت جوعًا.

لن يعرفها

القصف لا يتوقف على الزبداني، بل يستمر يوميًا من أكثر من 30 نقطة عسكرية في مرابض مدفعية والدبابات. وتتحف الـ "ميغ" المدينة بجولتين صباحية ومسائية، تستهدفان الأحياء السكنية.

ومن غادر المدينة من إهلها لن يعرفها متى عاد إليها، أو إذا حاول أن يشاهد المقاطع المصورة التي يبثها ناشطون للمدينة. فالدمار سيدها، ورائحة الموت تعلوها، وتجعل من الذين لا يزالون مصرين على عدم ترك مدينتهم وبيوتهم في حالة من الانتظار لا تنتهي إلا بالموت بتلك النيران التي يرسلها النظام يوميًا.
&