غرابوف: أعلنت فرق الإنقاذ أنها عثرت على أحد الصندوقين الاسودين للطائرة المدنية الماليزية التي سقطت الخميس في أوكرانيا بعد إصابتها بصاروخ أرض - جو، كما يقول خبراء أميركيون.
ولم تتمكن فرق الانقاذ التي تعمل في موقع سقوط الطائرة التي كانت تقل 298 شخصاً، من القول ما اذا كان الامر يتعلق بجهاز تسجيل محادثات افراد الطاقم أو الجهاز الخاص بالمعطيات التقنية للرحلة. لكن يبدو أن ايًا من الصندوقين لن يسمح بتحديد مصدر صاروخ مفترض تتبادل السلطات الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا الاتهامات باطلاقه.
محاكمة المسؤولين في لاهاي
وطالب رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك الجمعة بمحاكمة المسؤولين عن تحطم طائرة ركاب ماليزية في شرق أوكرانيا الخميس أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، متهمًا الروس بالوقوف وراء هذه "الجريمة الدولية".
وصرح ياتسينيوك "الروس ذهبوا بعيدًا جدًا. أنها جريمة دولية ويجب ان يحاكم المسؤولون عنها في لاهاي"، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس أوكرانيا.
اجتماع ازمة
ودعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تراقب الوضع الامني في شرق أوكرانيا الى اجتماع ازمة الجمعة للتباحث في تحطم الطائرة الماليزية. واعلنت المنظمة في بيان "سيعقد اجتماع خاص للمجلس الدائم (...) عند الساعة 12:30 بتوقيت فيينا (10:30 تغ) من اليوم (الجمعة) حول كارثة تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية في شرق اوكرانيا".
استنكار دولي
وأثار تحطم طائرة ركاب ماليزية على متنها 298 شخصًا في منطقة تشهد نزاعًا بأوكرانيا الجمعة استنكار الاسرة الدولية، بينما دعت الولايات المتحدة الى اجراء تحقيق "دون عوائق" في الحادث الذي رجح خبراء أميركيون أن صاروخًا تسبب به.
وطالب الرئيس الأميركي باراك اوباما بإجراء تحقيق "سريع" و"دون عوائق"، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، الذي كان 154 من رعايا بلاده على متن الطائرة. واكد اوباما أن بلاده مستعدة "لتأمين مساعدة فورية& في اجراء تحقيق سريع وكامل وذي مصداقية ودون عوائق" في أوكرانيا.
ودعت الولايات المتحدة "جميع الاطراف المعنية - روسيا والانفصاليين الموالين لموسكو وأوكرانيا - الى وقف فوري لاطلاق النار"، وذلك من اجل "ضمان وصول المحققين الدوليين بشكل أمن ودون عراقيل الى مكان الحادث وتسهيل استعادة ما تبقى من الجثث".
وشدد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست على أن الحادث وقع "في اطار الازمة في أوكرانيا التي يزيد من توترها الدعم الروسي للانفصاليين من خلال تزويدهم بالاسلحة والمعدات وتدريبهم".
وافاد خبراء أجهزة الاستخبارات الأميركية أن طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، والتي كانت تقوم برحلة من امستردام الى كوالالمبور، اسقطت بصاروخ ارض جو. لكنهم لا يزالون يدرسون المعطيات لتحديد من اطلقه.
ويدرس الخبراء البيانات لتحديد ما اذا كان الانفصاليون هم من اطلق الصاروخ، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته. وتبادلت السلطات في كييف والمتمردون الاتهام بالوقوف وراء اطلاق صاروخ يشتبه في انه أدى الى اسقاط الطائرة لكن دون توفر ادلة دامغة تدعم ذلك.
وافادت منظمة الامن والتعاون في اوروبا أن الانفصاليين وافقوا على تأمين ممر امن للمحققين الدوليين للوصول الى مكان الحادث.
واعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في بيان "لا نعلم بعد من المسؤول عن الهجوم لكننا نواصل ادانة العدوان العسكري الذي تقوم به روسيا واحتلالها غير الشرعي لأوكرانيا (...) والذي يقف وراء النزاع الحالي في المنطقة".
وكان العديد من الركاب في طريقهم الى استراليا بعد ماليزيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول الايدز يعقد مرة كل عامين، حسب ما اعلن منظمو المؤتمر الجمعة. وتستضيف ملبورن النسخة الحالية من المؤتمر ويفترض أن تبدأ اعماله الاحد.
ونقلت الصحف الاسترالية عن مصادر غير مؤكدة أن مئة من الركاب كانوا من الباحثين والعاملين في المجال الطبي والناشطين المتخصصين في مكافحة الايدز، وكان من المفترض أن يستقلوا طائرة الى ملبورن بعد وصولهم الى كوالالمبور. ومن بين هؤلاء الهولندي يوب لانج وهو شخصية دولية معروفة في مجال مكافحة الايدز.
وعلاوة عن الركاب الـ154 الهولنديين، كان على متن الطائرة 43 ماليزيًا (15 منهم من الطاقم) و27 استراليًا و12 اندونيسيًا و9 بريطانيين و4 ألمان و5 بلجيكيين و3 فيليبينيين وكندي، بحسب الحصيلة الاخيرة التي اعلنتها الخطوط الجوية الماليزية.
ويتم التحقق من جنسيات الركاب الآخرين. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن مساء الخميس أن "العديد من الفرنسيين كانوا على الارجح" على متن الطائرة. وفي مكان الحادث، حيث تبعثرت الاشلاء لم تظهر أي اشارة لوجود ناجين مساء الخميس.
وانتشرت قطع الحطام ومن بينها جزء من ذيل الطائرة وعليه شعار الخطوط الجوية الماليزية، بالاضافة الى امتعة على منطقة شاسعة حول بلدة غرابوف في منطقة دونيتسك (شرق أوكرانيا).
وتشير رسائل نشرت ثم ازيلت على مواقع يديرها الانفصاليون ومكالمات رصدتها أجهزة الامن الأوكرانية أن الطائرة اسقطت بصاروخ اطلقه الانفصاليون عن طريق الخطأ ظنًا منهم أنها طائرة عسكرية أوكرانية.
ومثل هذه الفرضية أن تضعف موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حمل كييف مسؤولية حادثة تحطم الطائرة، والتي وصفها بأنها "مأساة رهيبة". وكان عدد من شركات الطيران الآسيوية عدل منذ اسابيع مساراته لتفادي التحليق فوق شرق أوكرانيا.
وعدلت كل من الخطوط الجوية الكورية والاسترالية مسار رحلاتهما منذ مطلع آذار (مارس) عندما دخلت القوات الروسية القرم. واعلن الجهاز الاوروبي للمراقبة الجوية أن الطرق الجوية باتت مغلقة فوق شرق أوكرانيا، في حين قالت الشركة الماليزية إن الطائرة عبرت مجالاً "غير خاضع لأي قيود".
من جهتها، تراجعت اسواق المال الاوروبية والأميركية مساء الخميس بعد اعلان تحطم الطائرة، اذ يخشى المستثمرون عواقب تصعيد ملحوظ للتوتر في هذه المنطقة على الاقتصاد الدولي.
والجمعة، تراجعت البورصات الآسيوية بدورها بشكل ملحوظ. وتراجعت اسهم الخطوط الجوية الماليزية بـ20% في بورصة كوالالمبور. وهذا حادث التحطم الثاني لطائرة تابعة لهذه الشركة في غضون اربعة اشهر بعد اختفاء الرحلة ام اتش 370 الغامض في الثامن من آذار (مارس) خلال قيامها برحلة بين كوالالمبور وبكين.
التعليقات