أكد مصدر سياسي في الائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريحات لـ"إيلاف" أن بيان رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري "مهم ورد فعل منطقي وإيجابي ويمكن البناء عليه". وشدد وفد الائتلاف بقيادة البحرة في لقاء مع بان كي مون على احترامه سيادة لبنان وحدوده وحرصه على تفادي أي تصعيد عبر ملف اللاجئين.


بهية مارديني: أشار المصدر إلى أن موقف الائتلاف مما يجري في لبنان تضمنه اليوم لقاء المهندس هادي البحرة رئيس الائتلاف مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.

وكان الحريري قد اعترض على البيان، الذي تقدم به الائتلاف الوطني إلى مجلس الأمن الدولي، احتجاجًا على ما أسماه "انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الإنسان والاعتداء على النازحين في عرسال"، واعتبر أنه لم يكن في محله بكل المعايير "التي نريدها أن ترعى العلاقة بين الأخوة والأشقاء، لا سيما بين الأشقاء النازحين من سوريا والفئات التي تعاني ظروف القهر والتهجير والاستبداد، وبين اللبنانيين الذين لم يتأخروا عن نصرة الثورة السورية وأهلها والتضامن معها في وجه النظام القاتل وأدواته، ويؤلمهم أن يجدوا في صفوفها من يمتطي الإرهاب لتخريب تلك العلاقة وخطف العسكريين وتهديد السلم الأهلي".

لقاء بان كي مون
فيما التقى هادي البحرة مع بان كي مون، وركز على التطورات الأخيرة في لبنان، وخصوصًا وضع اللاجئين في منطقة عرسال وضرورة رعايتهم وحمايتهم. وأعرب وفد الائتلاف عن حرصه المطلق على احترام سيادة لبنان وحدوده، وعلى حرصه على عدم انجراره إلى تصعيد يسعى البعض إلى جرّه اليه عبر استخدام أوضاع اللاجئين.

ثم بحث وفد الائتلاف تقويمه لتنفيذ القرار رقم 2165 والصعوبات التي تواجهه، وعبّر عن عدم رضاه عن مستوى تنفيذ القرار على مستوى شحنات المعونات الغذائية عبر الحدود.

وتناول اللقاء الأوضاع الحالية في سوريا والمنطقة، وشرح وفد الائتلاف رؤيته للمرحلة الحالية وضرورة التعاطي مع جوهر المشكلة، وأهمها نظام الحكم الاستبدادي، وأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من دون استراتيجية متكاملة على الصعيد السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي. كما أكد الوفد على وجوب اتخاذ أقصى درجات الحرص تجاه عدم استهداف المناطق السكنية ومناطق وجود تجمعات المدنيين.

حضر اللقاء المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا، حيث تم التباحث في إمكانية إيجاد فرصة من خلال الأوضاع الحالية للدفع باتجاه حل سياسي يعطي السوريين حقوقهم الإنسانية والدستورية المشروعة كما يحقق تطلعاتهم.

المسلط يدين تعذيب الجيش
في حين تحدث سالم المسلط، المتحدّث باسم الائتلاف الوطني، عن قتل اللاجئ السوري أحمد درّة تحت التعذيب أثناء استجوابه في معتقلات الجيش اللبناني. ووصف المسلط في تصريحات هذه الممارسات بـ" الاختراقات التعسفية لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وأنّها لا تخدم الأمان الاجتماعي والسياسي بين البلدين، بل تقوم على خدمة أجندة حزب الله ونظام الأسد الإرهابي في تمزيق النسيج السوري واللبناني، من أجل تكريس النعرات والتفرقة الاجتماعية التي تعتبر الداعم الأساسي لحكمهم المافيوي في المنطقة".

ودعا المسلط الحكومة اللبنانية إلى "تحمّل مسؤوليتها في الوقوف بوجه هذه التجاوزات القانونية والسياسيّة التي تعود بالضرر على العلاقة بين أبناء البلدين الشقيقين على المستوى البعيد". محذرًا من" أنّ هذه السياسات التي يقف حزب الله الإرهابي وراءها لا تخدم المصلحة الوطنية للبنان من جهة، ولا حتى علاقتها مع شعوب الدول المجاورة من جهة أخرى، بل العكس تمامًا تجعل أمن المنطقة الاجتماعي والتاريخي رهينة بيد المصالح السياسية لحزب الله الإرهابي، الذي يعتبر الذراع التنفيذية للقوى الخارجية الإيرانية في المنطقة".

وطالب المسلط الجيش اللبناني بـ"إطلاق سراح مئات المعتقلين من اللاجئين السوريين، والتزامه بالقوانين الدولية، أثناء أيّ عملية تحقيق تستدعيها الضرورة الأمنية لدولة لبنان".

الحريري: مسيئة ولكن
وكان رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري قد أكد في بيان "إنني لا أخفي شعوري بأن الصور التي وزّعت عن الاقتحام الأخير لمخيمات النازحين في عرسال، كانت مسيئة وغير مقبولة، ولا يصح أن تتكرر أو أن تكون نموذجًا للعلاقة بين اللبنانيين والسوريين، بمختلف ولاءاتهم السياسية، بل إنها تسببت في تحريك نعرات وانفعالات، كنا في غنى عنها، في هذه المرحلة من حياتنا، ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن القوى العسكرية اللبنانية تتحرك تحت وطأة تحديات ومخاطر داهمة، تفرضها المجموعات المسلحة التي تستقوي على الجيش واللبنانيين بأرواح العسكريين المخطوفين لديها، وتريد لمخيمات النازحين أن تكون ظهيرًا قويًا لها في الضغط على الحكومة اللبنانية وجيشها".&

واعتبر الحريري أنه "إذا كان من حق الائتلاف السوري أن يدافع عن الحقوق الإنسانية للنازحين، وأن يرفض التعرّض لسلامتهم وكرامتهم، وهو ما نؤكد عليه ونعمل له بكل ما أوتينا من إمكانات، فإن مصلحة النازحين ومصلحة الثورة السورية توجب في المقابل رفع الصوت عاليًا، بالدعوة إلى تحرير العسكريين اللبنانيين، وإعادتهم إلى عائلاتهم سالمين، وهو ما خلا منه بيان الائتلاف إلى مجلس الأمن الدولي، وما يجب أن يشكل أساسًا لصون حقوق النازحين وحماية تجمعاتهم".

وقال "إن موقفنا من حقوق الشعب السوري الشقيق وتضحياته في وجه نظام القمع والإقصاء والاستبداد، هو موقف لا يخضع للمساومة والتبديل، ولن يتأثر ببيان من هنا أو بتصريح من هناك، لأنه يرتكز&على قناعة راسخة بأن الأثمان الباهظة التي دفعها الأشقاء في سوريا لنيل حريتهم، لا يجوز أن تذهب هباء، وسيتحقق الانتصار لها مهما طال الزمن".

وأشار إلى أنه "كما ما لم نتوقف يومًا عن إدانة قتال حزب الله إلى جانب بشار الأسد وما يستدعيه من مخاطر على لبنان وجيشه وسلامه الوطني، فإننا نتطلع إلى موقف حاسم من الائتلاف الوطني السوري، يشدد على الامتناع عن زجّ لبنان وأي فريق لبناني في القتال داخل سوريا، وبذل الجهود في كل الاتجاهات لتحرير العسكريين اللبنانيين، والتوجه إلى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على توفير مقومات الرعاية الأخوية والإنسانية لتجمعات النازحين، وحمايتها من أن تتحول إلى بيئة حاضنة للفوضى والإرهاب".
&