أثارت فتاة أميركية من أصل لبناني، تدعى ميا خليفة، ضجة كبيرة بعدما اشتهرت في العالم كنجمة إباحية حسب تصنيف أحد أشهر مواقع البورنو على الإنترنت.
&
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام القليلة الماضية بخبر حصول فتاة أميركية من أصل لبناني تدعى ميا خليفة على لقب نجمة الأفلام الإباحية الأولى، وذلك بعد أن حلّت في المركز الأول، وفق تصنيف واحد من أشهر مواقع البورنو في العالم.
&
ومن وقتها، وهي حديث الكثيرين من المتابعين والمهتمين على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر، نظراً لكونها المرة الأولى التي يبرز فيها اسم فتاة من أصل عربي في هكذا مواقع مهتمة بعالم الإباحية، إلى جانب تباهيها بانتزاع هذا اللقب.
&
وفي خضم هذا كله، تلقت ميا، التي تبلغ من العمر 21 عاماً، سلسلة من التهديدات التي لوّحت بقتلها، إلى جانب هجوم بعض الأشخاص عليها بوصفها بـ "القبيحة" و"المقززة".
&
فيما خرج آخرون ليلوحوا "بذبحها"، وآخرون بادروا الى نشر مجموعة من الصور المركبة التي تُظهِرها وهي مأخوذة كرهينة من جانب القاتل الداعشي الذي يعرف بـ الجهادي جون.
&
وسبق لميا أن نشأت في لبنان، لكنها انتقلت لتعيش في أميركا وهي في سن المراهقة لكي تتمكن من الالتحاق بكلية هناك، قبل أن تقرّر المشاركة في صناعة الأفلام الإباحية.
&
ومن أبرز الأشياء التي أثارت غضب كثيرين ممن سمعوا عن تلك الفتاة وعن كونها نجمة أفلام إباحية هو ظهور مقطع مصور لها وهي تقوم ببعض الأفعال الجنسية وهي ترتدي الحجاب، الذي يعتبر من أساسيات الزي الإسلامي للسيدات والفتيات.
&
كما تعرضت ميا لموجة حادة من الانتقادات على خلفية وضعها وشم باللغة العربية على ذراعها يقول "كلنا للوطن للعلى للعلم"، وهو المقطع الأول من النشيد الوطني اللبناني. بالإضافة إلى وشم آخر مثير للجدل خاص بالصليب الذي يرمز للقوات اللبنانية والذي تضعه على رسغ يدها.&
وبشكل ساخر، كتب شخص يدعى أمين على حسابه في موقع تويتر: "انجاز جديد للبنان. الفنانة ميا خليفة تدخل لبنان إلى العالمية من جديد". وكتب الكوميدي نمر ابو نصار في حسابه على موقع تويتر: "ميا نحن نحبك، أتمنى أن أصافحك يوماً ما"، بينما كتبت ندى "لا يمكن إلا أن نحترم ميا خليفة جراء صراحتها ووضوحها".
&
وأبدى آخرون دعما أكثر تحفّظا، حيث كتب فيليب أبو زيد على مدونته "لم تؤذ ميا خليفة أحدًا، هي حرة بجسدها، ولكننا أحرار بعدم اعتبارنا ما تقوم به +تحررا+ بل تعد سافر على الحرية". كما كتبت جوليانا يزبك في مقال نشره موقع "ناو ليبانون" انه "لدينا الحرية لنقوم بما نشاء. لكن هذا يعني أيضا أننا نملك حرية القتال بأدمغتنا، وليس بأعضائنا التناسلية فقط".
&
وفي مقابل التغريدات والتعليقات الداعمة لها، تعرضت ميا إلى هجوم وانتقاد لاذع من قبل آخرين. وكتبت هيام تعليقا على إحدى الصور التي تظهر فيها ميا بثياب داخلية بيضاء "أنت بلا شرف. أنت أداة للجنس فقط".
&
وكتب زي في تغريدة: "اللبنانيون في بداية 2015 انقسموا إلى قسمين: قسم فخور بميا خليفة، وقسم فخور بالبغدادي خليفة"، في إشارة إلى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه "خليفة" للمسلمين. كما كتب منير بدوره "مليون خليفة مثل ميا ولا خليفة مثل البغدادي".
&
وردت ميا على تلك الانتقادات التي وجهت لها بنشرها صورة للوشم عبر حسابها على موقع تويتر، إلى جانب ردود تهاجم تعليقات المتابعين واتهامها بعضًا من مهاجميها بأنهم يحبون مشاهدة ما تقوم به في السر. وأضافت ميا عبر تويتر:" أليس لدى الشرق الأوسط أمور أهم مني ليقلق عليها ؟ كأن تجدوا رئيسا ؟ أو أن يتم احتواء داعش؟".
&
ولم ينحصر الجدل حول ميا بمواقع التواصل الاجتماعي، بل تعداها إلى وسائل إعلام محلية وأجنبية، نشرت عنها تقارير مكتوبة ومصورة، وبينها تقرير لقناة "الجديد" اللبنانية ذكرت فيه أن "الخبر شكل مادة تفاعلية جديدة على الصفحات الافتراضية كون ميا أول لبنانية تفاخر بامتهانها هذا العمل علنا".
&
ونشرت وسائل إعلام مكتوبة بيانا قالت انه صادر عن عائلة ميا جاء فيه أن هذه الشابة القصيرة القامة والممتلئة الصدر غادرت لبنان مع عائلتها إلى الولايات المتحدة عام 2000، قبل أن تنقطع صلتها بالعائلة في 2011، داعياً إياها للعودة "عن ضالتها" إلى كنف العائلة.
وغالبا ما تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، الذي يواجه فراغًا رئاسيًا منذ نحو سبعة أشهر وتحديًا أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بسبب الأزمة في سوريا المجاورة، بقضايا مماثلة لقضية ميا.
&
ففي بداية 2014، أحدثت صور للمتزلجة اللبنانية جاكي شمعون ظهرت فيها عارية الصدر ونشرت لدى مشاركتها في الألعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية رغم أنها التقطت قبل نحو ثلاثة أعوام، بلبلة تواصلت على مدار أسابيع.
&
كما أن زواج المحامية اللبنانية البريطانية أمل علم الدين من الممثل الأميركي الشهير جورج كلوني في شهر أيلول /سبتمبر تحول إلى مادة دسمة انشغل بها اللبنانيون لبضعة أشهر.
&
ومن الجدير ذكره أيضاً أنه لدى سفر ميا إلى الولايات المتحدة، فإنها قد قررت الالتحاق بجامعة تكساس وتخصصت في الدراسة في قسم التاريخ. وبحسب البيانات التعريفية الخاصة بها على موقع تويتر، فإنها تعيش الآن في ميامي، لكن يعتقد أنه لا يزال لها أقرباء وأفراد من أسرتها يعيشون في لبنان، حيث ولدت في العاصمة بيروت.
التعليقات