قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش لـ "إيلاف" إن عجز العرب عن بلورة موقف موحد في سوريا فتح المجال للتدخل الأجنبي، داعيًا إلى دور عربي فاعل في هذا البلد.


عبدالباقي خليفة من تونس: أكد وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش رفض بلاده للتدخل العسكري الدولي في سوريا، مشددًا على ضرورة أن يكون الدور العربي فاعلًا، لأن ارسال بعض الدول قوات عسكرية يزيد من تعقيد الأوضاع، "وقد أثبتت التجربة أن التدخل الأجنبي خلف الخراب والدمار وتشريد نصف الشعب السوري بحثًا عن الآمان"، وطالب الأمم المتحدة بايجاد حلول سلمية للقضية السورية، لأن الوضع هناك لا يطاق. وأضاف لـ "إيلاف": "من حق الدول العربية اتخاذ المواقف التي تراها صالحة".

عجز عربي

وأعرب البكوش عن أسفه لتردي الوضع العربي، الذي وصفه بأنه يعيش أزمات داخلية وانقسامات.

وقال البكوش لـ"إيلاف": "هناك أزمات داخلية في الدول العربية، وهي منقسمة حيال الكثير من القضايا، ما انعكس سلبًا على ما يجري في فلسطين المحتلة وسوريا واليمن والعراق وليبيا، ولا إجماع عربي وهو ما يجعل الموقف العربي العام ضعيفًا على الصعيد الدولي، كما يُبقي الجامعة العربية عاجزة عن المساهمة بصفة ناجعة في حل القضايا العربية الداخلية".

أضاف: "عجز العرب عن بلورة موقف موحد يفتح المجال للتدخلات الأجنبية كما هو حاصل، وهذا أمر خطير يضر بمصالح الدول والشعوب العربية".

صار الإرهاب إقليميًا

وعن استعداد تونس للمشاركة في قوات أممية لحفظ السلام في ليبيا، قال البكوش: "لكل حادث حديث، هذا سابق لأوانه، وإذا دعتنا الأمم المتحدة لأي عمل لحفظ السلم سنكون مستعدين، لكن نحن ضد التدخل العسكري في ليبيا إلا إذا قامت دولة واحدة وحكومة واحدة وسلطة واحدة في ليبيا وتكون حكومتها موافقة على التدخل الدولي لمقاومة داعش مثلًا، ما عدا ذلك، نحن ضد أي تدخل عسكري".

وعن المساعي الهادفة لعقد مؤتمر دولي لمقاومة الإرهاب، أشار وزير الخارجية التونسي، إلى أن "وثيقة وزارة الخارجية جاهزة، وستناقش في المجلس الأمني الوطني، والذي يضم الوزارات المعنية والمنظمات المتخصصة وستعرض في ندوة دولية".

وأضاف: "الإرهاب أصبح اقليميًا ودوليًا ولا بدّ من مواجهته اقليميًا ودوليًا، والتنسيق في هذا المجال على الصعيدين، وبعد أيام سيتم التطرق لهذا الموضوع في مجلس الأمن الدولي، فالارهاب موجود على عدة مستويات ومنها الانترنت".

لتوحيد الاستراتيجيات

وكشف وزير الخارجية التونسي عن طلب تونسي في هذا المجال، أثناء انعقاد منتدى 5 زائد 5 الذي تم في طنجة المغربية أخيرًا.

وقال: "لدى الدول الأخرى استراتيجيات على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وقد اقترحنا في منتدى طنجة أن تجمع هذه الاستراتيجيات لبلورة استراتيجية موحدة على مختلف المستويات".

وأكد بكوش لـ"إيلاف" ما وصفه بالجانب الوقائي في محاربة الارهاب، واعتماد التربية والثقافة والمساجد في ذلك. أما بشأن الدراسات والاستراتيجيات التونسية التي أعدتها مراكز بحوث وجمعيات مختصة عن ظاهرة الارهاب، فقد أكد البكوش أنها محل اهتمام، "فهذه الدراسات والاقتراحات ستؤخذ&في الاعتبار في المؤتمر الذي نعتزم عقده في تونس بهذا الخصوص، وسيتم تحديد مكانه وموعده في وقت لاحق".