أصدرت منظمة فريدوم هاوس، وهي منظمة غير حكومية، تقريرًا اشارت فيه إلى تراجع الحريات التي يملكها المواطنون على الانترنت في مختلف انحاء العالم، وقسمت الدول على هذا الاساس إلى ثلاث فئات.

شهدت حرية الدخول على الانترنت في مختلف انحاء العالم تراجعًا للسنة الخامسة على التوالي، وفقًا لما جاء في تقرير لمنظمة فريدوم هاوس، نشرته الاربعاء.
&
وجاء في التقرير أن حرية التعبير على الانترنت تراجعت في 32 بلدًا من مجموع 65 شملتها الدراسة منذ حزيران عام 2014، علمًا ان هذه المجموعة من البلدان تحوي ما يقارب من 88 بالمائة من مستخدمي الانترنت في العالم.&
&
يذكر أن اكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم بامكانهم استخدام الانترنت في الوقت الحالي.
&
لماذا هذا التراجع؟&
&
يشير التقرير الى ثلاثة اسباب رئيسية، وهي اولا أن السلطات اصبحت تكثر من حجب مواقع وفحواها.&
&
وذكر تقرير فريدوم هاوس أن السلطات في 42 بلدًا (مقارنة بـ 37 في العام الماضي) تقوم بمنع الشركات ومستخدمي الانترنت من الدخول على الشبكة العنكبوتية أو بإلغاء ما ينشر في مواقع مثل الفابيت (غوغل سابقا) وفايسبوك أو تويتر.&
&
السبب الثاني هو ارتفاع عمليات الاحتجاز والتوقيف والترهيب التي تمارسها الحكومات. ويشير التقرير الى ان السلطات في 40 بلدًا (مقابل 38 في عام 2014) تسجن مواطنيها بسبب تعليقات ينشرها هؤلاء على الانترنت وتتعلق بمسائل سياسية واجتماعية ودينية.&
&
والسبب الثالث هو وضع السلطات قوانين اكثر حدة وشدة لفرض الرقابة على الانترنت ومستخدميها. وجاء في تقرير فريدوم هاوس "قامت 14 حكومة من مجموع 65 بتشريع قوانين جديدة لتكثيف الرقابة على الشبكة العنكبوتية منذ حزيران في 2014 وقامت بتعزيز اجهزة الرقابة لديها ايضًا".&
&
ماذا يراقبون؟
&
من بين المواضيع التي تفرض الحكومات رقابة عليها، الانتقادات الموجهة الى السلطات، ويشمل هذا 47 بلدًا في العالم لاسيما تايلند، حيث تم اغلاق الاف المواقع على الانترنت عن الشعر والمسرح والاذاعات الى آخره...، وحاولت الحكومات ايضًا خنق اتهامات بالفساد توجه الى افراد في الحكومة في (28) بلدًا، وفرض رقابة على المعارضين السياسيين في (23) بلدًا، وحجب مدونات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.&
&
وينطبق الامر نفسه على القضايا التي يتم التعامل معها بسخرية على الانترنت، فمثلا صدر حكم بالسجن لاثني عشر عامًا على ايراني نشر على الانترنت رسمًا كاريكاتيريًا لاعضاء البرلمان.&
&
من جانب آخر، هناك 21 بلدًا فرضوا رقابة على فحوى مسيئة للدين وتم منع 16 دعوة لتنظيم مظاهرات أو احتجاجات وما شابه على الانترنت ايضًا...&
&
أي الدول حرة انترنتيًا؟
&
صنف فريدوم هاوس الدول الخمس والستين في ثلاث فئات، ومنح كلاً منها علامة: الصفر لاكثر الدول حرية ورقم 100 لاقل الدول حرية. واعتمدت المنظمة في ذلك على ثلاثة معايير، هي: التمكن من الدخول على الانترنت، الرقابة المفروضة على الفحوى وانتهاك حقوق مستخدمي الانترنت. &
&
ما يدعى بالدول الحرة حصلت على ما بين صفر وثلاثين ورمزت اليها المنظمة باللون الاخضر على التخطيط الذي وضعته. ثم الدول الحرة جزئيًا ولها ما بين 31 و 60 نقطة باللون البنفسجي، ثم الدول غير الحرة وحصلت على علامات ما بين 61 و100 نقطة باللون الاحمر.&
&
وفي النتيجة هناك 18 بلدًا يتمتع فيها مستخدمو الانترنت بالحرية و 29 بلدًا فيها حرية جزئية و 19 ليست حرة.
&
احتلت الصين المرتبة 88 بعد سوريا وايران (87)، اما أكثر الدول حرية على صعيد الانترنت فهي ايسلندا وحصلت على رقم 6 تليها استونيا برقم 7 ثم كندا والمانيا واستراليا والولايات المتحدة وبعدها اليابان وايطاليا.