هو الحوار المستمر بين حزب الله وتيار المستقبل، ورغم انعقاد الجلسة العشرين، واتسامها بالهدوء والمصارحة، غير أن هناك جبلًا من الخلافات بين الفريقين لن يزيحه أي حوار بينهما.


ريما زهار من بيروت: رغم التلاسن السياسي، التأمت جلسة الحوار العشرين بين حزب الله وتيار المستقبل، في عين التينة في بيروت، بحضور الوزير علي حسن خليل وجميع أعضاء الفريقين، بمن فيهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي كان قد لوّح بالمقاطعة قبل أن يعود عنها.

وذكرت أوساط المتحاورين أن الجلسة اتسمت بالمصارحة والمكاشفة، وسادها نقاش عميق وجدّي، انتهى إلى خلاصات عملية يُفترض أن تخضع للاختبار التطبيقي في الفترة الفاصلة عن الموعد الجلسة المقبلة التي حُددت في 12 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وأكدت الأوساط أنه جرى خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة استمرار الحوار ودوره الحيوي في المحافظة على الاستقرار، مشيرة إلى أن حضور وزير الداخلية الذي كان مترددًا في المشاركة، أتى ليحسم هذا المبدأ، وموضحة أن المشنوق كان إيجابيًا وهادئًا في مداخلاته.

تخفيف التشنج
عن الحوار بين المستقبل وحزب الله وآفاقه يقول النائب عاصم عراجي (المستقبل) لـ"إيلاف": إن المهمة الأساسيّة للحوار بين حزب الله والمستقبل هي تخفيف التشنّج السني الشيعي في لبنان، ويدخل الحوار حاليًا بتفرّعات عدة، هناك أمور أساسيّة خلافيّة كبيرة بين الطرفين، ومنها دخول حزب الله ومحاربته في سوريا، وهذا يدخل ضمن العامل الإقليمي، والإيراني تحديدًا، من هنا بعض الأمور سيتّم التطرق إليها في الحوار، وتبقى أمور أخرى عالقة.

أما النائب عبد المجيد صالح (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن ما من لبناني عاقل يريد إنهاء الحوار، حتى لو كان الخطاب السياسي حادًا، وهذا الخطاب الحاد هو من علامات عدم التوافق والانقسام في البلد حول الكثير من الملفات، لم يتوقع أحد خواتيم سعيدة جرّاء الحوار بين حزب الله والمستقبل، ولكن الحوار يشكل المظلة للاستقرار الأمني والاجتماعي.

يضيف: ولأن الانقسام الحاصل حول كل الملفات الإقليميّة والمحليّة لا ينبغي أن يؤثر على ضرورة فتح أبواب الحوار بين عدد من المكونات اللبنانيّة، هناك عين ساهرة على الحوار كي لا تؤدي الأمور إلى ما لا تحمد عقباها.

الرئاسة الأولى
هل سيدخل الحوار بين حزب الله والمستقبل بأسماء المرشحين إلى رئاسة الجمهورية اللبنانيّة؟، يجيب عراجي أن هذا لم يحصل حتى الآن، مع وجود أمور أخرى لم يتم التطرّق إليها، كالاستراتيجية الدفاعيّة للبنان، وكما نرى لبنان اليوم بلا رئيس للجمهورية، من هنا تبدو الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة متردية في لبنان، وذلك بسبب عدم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهوريّة.

يلفت صالح إلى أن الحوار أتى بأمور إيجابيّة كثيرة، رغم الحملات التي يشنّها البعض من خارج طاولة الحوار، وحدود الحوار وسقفه لا يحقق الكثير من الاتفاق على نقاط الخلاف، لأن الملفات الكبرى عُزلت عن الحوار، وهو سياسي بامتياز، يهدف إلى تبريد الساحة الداخليّة وتنقيس الاحتقانات المذهبيّة، خصوصًا أن لبنان بمواجهة مشروع "تكفيري" يحاول الانقضاض على الساحة اللبنانيّة كلها.

هل سيتناول الحوار في المستقبل الملفات السياسيّة والأمنيّة العالقة في لبنان؟، يجيب عراجي: "طبعًا سيتم التطرّق إلى كل الموضوعات، لكن ليس من الضروري التوصل إلى حلول جذرية، خصوصًا وأن حزب الله يصرّ على القتال في سوريا".

ويلفت عراجي إلى أن الحوار قام بمهمته الأساسيّة حتى الآن، وهي تخفيف الاحتقان في الشارع السني والشيعي، ولم يدخل في الملفات الكبيرة حتى الآن مع وجود "جبل" من الخلافات بين حزب الله وتيار المستقبل، والأمر يحتاج وقتًا طويلًا، ولن ينتهي، من أجل الوصول إلى حلول.
&