&شدد المشاركون في الجلسة الإفتتاحية للمنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية في إمارة الشارقة، أن التدخين قتل في القرن العشرين أكثر من 100 مليون شخص، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد الى بليون في القرن الحالي.


دبي:&أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية الذي يقام في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، تحت شعار "المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية في عصر ما بعد عام 2015"، وفاة أكثر من 100 مليون شخص في القرن الـ 20 بسبب التدخين، وأنه من المتوقع أن يصل عددهم في القرن الـ 21 إلى بليون.&
وشددوا على ضرورة قيام جميع دول العالم بتبني المشاريع التطويرية التي من شأنها تخفيض نسب الأمراض غير المعدية على مستوى العالم، بالإضافة إلى تحديد المؤشرات والمراحل العامة للوصول إلى النسبة المستهدفة في العام 2030، في تخفيض وتقليص الإصابة بهذه الأمراض.
&
الهند والعالم
وفي بداية الجلسة ألقى البروفيسور سريناث ريدي رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، الكلمة الرئيسية الخاصة بالجلسة، حيث تحدث عن الإجراءات العامة التي تتبعها الهند والعالم لمكافحة الأمراض غير المعدية نحو الطريق إلى 2025.
وأكد أنه عند النظر إلى الطريق نحو المستقبل حتى عام 2030، فإن على العالم أجمع أن يفكر في المراحل المهمة التي مر بها تاريخ الأمراض غير المعدية منذ عام 1994 حتى عامنا هذا، فقد كان في عام 1999، 25% من الأشخاص يعانون من الأمراض غير المعدية، وفي العام 2000 تضاعفت الجهود لمكافحتها وتقليصها وتم تحقيق الهدف المخطط له، لافتاً إلى أنه توفي بسبب التدخين أكثر من 100 مليون شخص في القرن الـ 20، ومن المتوقع أن يصل عددهم في القرن الـ 21 إلى بليون شخص.

تقليل نسبة الوفيات
أما في العام 2007 فقد وصف المختصون بعض المقاييس المعينة للمادة التي تؤثر على الأشخاص في الأمراض غير المعدية، وبدأوا يتبنون الخطط الهامة للوصول إلى الأهداف التي يسعون إليها في العام 2030، حيث تم وضع الخطط العالمية لأهداف التنمية المستدامة، وأصبح الهدف الآن تقليل نسبة الوفيات إلى 25%، أي ما نسبته الثلث كما حددها وقررها الأطباء، لافتاً إلى أنه علينا أن ننظر إلى تسعة أهداف مهمة في الخطة الإستراتيجية للقضاء على الأمراض غير المعدية، حيث يوجد 6 نماذج تم اعتمادها لتخفيض ما نسبته 50% من استخدام التبغ من قبل الأشخاص، بالإضافة إلى تقليل نسبة الأطفال الخدج، الذين يحتاجون إلى عناية خاصة من قبل الحكومات.
التدخين والسمنة عند الأطفال
وتحدث ريدي عن المؤشرات التي تم تحديدها عام 2013 في مجال التنمية المستدامة، حيث أكدت التقارير أن الأمراض غير المعدية تندرج تحت التدخين، والسمنة لدى الأطفال، وضغط الدم عند الكبار والسكري، وغيرها من الأمراض التي لا يهتم بها الأشخاص، كما أن هناك مؤشرات أخرى مثل تلوث الهواء والبيئة وبعض الخدمات.
&
إجراء مسح دوري كل 5 سنوات
وطالب الدول بملئ الثغرات في الخطة العالمية للحد من الأمراض غير المعدية، ووضع خطة جديدة للطريق إلى المستقبل، للتحول إلى الإنجاز العالمي، وتحسين مستوى البيئة، بالإضافة إلى توفير الخدمات القوية التي تعتمد على قوة السياسات المتعددة، وتوفير الخبراء والأدوية العالمية للحد من هذه الأمراض على الخريطة العالمية، وتشجيع التمويل وبناء المرافق، ومراقبة الأهداف من قبل الدول، وإجراء مسح دوري كل 5 سنوات، بالإضافة إلى تطبيق إجراءات وزارة الصحة بأعلى المستويات، وزيادة الوعي العام، ومساعدة الحكومات على ذلك من خلال تخفيض التكاليف واستخدام التقنيات ووضع السياسات في القطاعات كافة، مختتماً كلمته بأنه على الجميع ضمان الفرص المتاحة، والتعاون بإصرار لتحقيق الأهداف المقررة حتى عام 2030.

توفير الرعاية الطبية
من جانبها تحدثت الأميرة غيداء طلال رئيسه هيئة أمناء مؤسسة الحسين للسرطان في الأردن، عن مؤسسة الحسين بن طلال للسرطان، التي تمثل إبراز مشاكل السرطان في المنطقة، وتقدم رعاية مميزة لمرضى السرطان في الأردن مع توافق هذه الخدمات مع المعايير الدولية، ولفتت إلى ما تقدمه المؤسسة من توفير الرعاية الطبية والخدمات المناسبة وفق للمعايير العالمية للمرضى، حيث تم تشكيل لجنة طبية من ذو الخبرة، &ووصل عدد الطاقم الطبي &في المؤسسة إلى 220 طبيب مختص في السرطان يعملون على مدار الساعة لمعالجة المرضى.
&
رفع مستوى الوعي
وقالت إن المؤسسة عملت على رفع مستوى الوعي، وبدأت بمكافحة سرطان الثدي، حيث تم إنجاز الكثير في هذا المجال بالأردن، ووصل نسبة الذين يذهبون للكشف بعد إصابتهم بسرطان الثدي إلى 17% بعدما كانت النسبة قبل 17 عاما 32%، كما أن الأشخاص الذين يسافرون للعلاج من السرطان قليلين في الأردن.
وأكدت طلال على أن دور المجتمع المدني يبدأ بعد انتهاء دور الحكومات، حيث قاموا في المملكة الأردنية الهاشمية، ببناء وإنشاء مؤسسات خيرية تعنى بعلاج اللاجئين من خلال جمع التبرعات الخيرية وتوفير العلاج لهم، وفي ختام كلمتها قالت "إن مرض السرطان لا يعرف كبيراً أو صغيراً وينتشر بسرعة كبيرة فعلينا أن نكافحه".

تجاهل الأمراض
من جانبها أكدت بينيت ميكلسن، الرئيسة بالإنابة للأمانة العامة لآلية التنسيق العالمية وفرق العمل المشتركة، منظمة الصحة العالمية في سويسرا، على وجود مجتمعات قوية ومدنية، حيث أن هناك أمراضا كثيرة يتم تجاهلها من قبل الأشخاص تصنف من الأمراض غير المعدية، ولكن آن الأوان لاتخاذ خطوات عملية تركز على التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تكاتف الجهود التي من شأنها تحقيق الأهداف والنتائج على أرض الواقع، حتى ننتقل من تحقيق أهداف 2018 إلى تحقيق أهداف 2025.
واستعرضت ما تم إنجازه عام 2014، والأهداف التي تم تحقيقها، والتي لم ترها مرضية من وجهة نظرها، حيث كان 31% من الاستثمار المحلي في المجال الصحي، وهذا الرقم يحتاج إلى زيادة والوصول إلى نسبة أكبر، لافتة إلى الخطط والمعايير الكبيرة التي يتبنوها للوصول إلى التنمية المستدامة.
&
مقاومة المرض
بدورها تحدثت كريستال بويا من برنامج القادة الشباب التابع للاتحاد الدولي للسكري عن برنامج القادة الشباب، وعن تجربتها الخاصة التي مرت بها في داء السكري، لافتة إلى أهمية وجود الشباب والأطباء في مجال السكري لمقاومته، حيث يجب العمل على مكافحة هذا المرض ونشر السلوكيات الجيدة للحد من الأمراض غير المعدية، كونها تصيب الكثيرين تحت سن الـ 60 عام.
&
سلوكيات سلبية
وقالت إن هناك بعض السلوكيات السلبية عند الشباب، التي تؤثر على حياتهم وعلى الحياة الاقتصادية، مشجعة مشاركة الشباب في هذا المجال للحد من هذه السلبيات، كونهم أكثر فعالية، حيث قام برنامج القادة الشباب خلال 5 سنوات من تمكين وتوعية عدد كبير من الشباب بأمراض السكري، مطالبة من المعنيين تحفيز الشباب على الممارسة الإيجابية والمساهمة بالتصدي للأمراض غير المعدية، وتحسين نظرة العالم لهذه الأمراض.
وفي نهاية الجلسة، أكد المشاركون على ضرورة تطبيق كافة المعايير والمقايس التي من شأنها القضاء على الأمراض غير المعدية في العالم، والتقنين منها وتقليل التكاليف، وتوعية الجمهور بأهمية الصحة العامة والابتعاد عن العادات السلبية.
&
خطر على البشرية
وفي كلمته أكد الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دعم الإمارة للمساعي المبذولة من المؤسسات والمراكز المحلية والعالمية في مكافحة الأمراض غير المعدية التي تمثل خطرا على البشرية جمعاء، مما يتطلب من المسؤولين في الدول العالمية والعربية بذل المزيد من الجهود في التوعية والبحث عن حلول للوقاية من هذه الأمراض.
وأشار إلى أن ما يمر به العالم في الوقت الحالي من أزمات وما ينتج عنها من أمراض تشغل باله وبال أسرته، معربا عن أمله في جهود الباحثين والمشاركين في المنتدى، بالخروج بتوصيات ستسهم في إيجاد الحلول الكفيلة بالتصدي لخطر هذه الأمراض.
ودعا القاسمي إلى أهمية استمرارية المنتدى وأن تكون له ركيزة تتمثل في مكتب متابعة أو إدارة تكون نقطة تواصل بين جميع أعضاء المنتدى ويتابع تفعيل ما جاء في المنتدى من توصيات.
&
دعم طبي وبحثي
وقدم نبذة عن ما تقدمه الإمارة التي لا تتوانى في مد يد العون لكل المؤسسات والمراكز والجمعيات المحلية والعالمية في السعي للقضاء على هذه الأمراض قائلاً "في الشارقة لدينا المجمع الطبي والعلوم الصحية بجامعة الشارقة ولا يوجد شبيه له كونه يضم كلية للطب وكلية لطب الأسنان وكلية للصيدلة وكلية للعلوم الصحية ومستشفى للأسنان ومستشفى الجامعة ومراكز التدريب الإكلينيكية ومعهد القيادة الأكاديمية للتعليم الصحي، بالإضافة إلى إنشاء مركز أبحاث السرطان والسكري والغدد الصماء وطب النانو بالتعاون مع عدد من مراكز الأبحاث الطبية العالمية، المزودة بأحدث التقنيات العالمية ".
وأكد القاسمي أن الإمارة بما تمتلكه من مراكز بحثية ومستشفيات متطورة، تفتح أبوابها أمام الباحثين والأكاديميين كل في مجال بحثه وتدعم كافة أنشطة وأبحاث المنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المعدية لمن أراد أن يبحث في هذه الأمراض.
وجدد دعمه للباحثين والأكاديميين المشاركين في المنتدى، وعلى ضرورة تضافر الجهود في الوصول إلى كافة دول العالم، التي تتفشى فيها الأمراض وتقضي على الأفراد وخاصة في الدول الأفريقية الفقيرة، مما يدعو إلى مسارعة الخطى في القيام بالواجب نحو هذه الدول.
&
خفض معدلات الإصابة بنسبة 25%
وأكدت أميرة بن كرم، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان أن ثلثي الوفيات في مختلف أنحاء العالم تنتج عن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب، والسكري، والسرطان، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، حيث أن هذه &الأمراض تلحق أضراراً اقتصادية هائلة بضحاياها، وأسرهم، ومجتمعاتهم.
&وقالت "من هنا فإن الأهمية الاستراتيجية لهذا المنتدى العالمي تنطلق من الإنعكاسات الخطيرة التي باتت تؤثر على مجتمعاتنا جراء الأمراض غير المعدية، وفي قدرتنا في هذا المنتدى العمل على تعزيز تحرك الحكومات والمجتمع المدني للحد من تلك التداعيات، لذلك فإنه من الضروري بدءاً من اليوم أن نعمل معاً من أجل اتخاذ إجراءات فورية وعملية للتصدي لتلك الأمراض، وإيجاد حلول وقواعد عمل مشتركة وصالحة للتطبيق على مستوى العالم، من أجل المساهمة في تحقيق هدف تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، المتمثل في خفض 25% من معدل الإصابات بالأمراض غير المعدية في عام 2025".
&
خطط المكافحة
وأوضح الدكتور خوسيه لويس كاسترو، رئيس مجلس إدارة تحالف الأمراض غير المعدية، أن "المنتدى العالمي يقام في وقت حرج، خاصة أنه يأتي بعد إدراج أهداف وتعهدات مكافحة الأمراض غير المعدية في الأجندة العالمية لعام 2030 للتنمية المستدامة &للمرة الأولى، واليوم ينتقل التركيز على خطط مكافحة الأمراض غير المعدية من خلال هذا العمل التاريخي، حيث نجتمع اليوم في هذا المنتدى العالمي الذي عملنا من أجله بدون كلل، للتركيز على الانتقال من وضع السياسات العالمية إلى التنفيذ الفعلي على الصعيدين المحلي والإقليمي، فضلاً عن تحديد الموارد المستدامة من أجل المضي قدماً في ترجمة الالتزامات إلى إجراءات عملية لمكافحة الأمراض غير المعدية".
وأضاف "توحدنا اليوم رؤية مشتركة لمستقبل يكون فيه جميع الناس، سواء المصابين أو المتعايشين مع الأمراض غير المعدية، في وضع يسمح لهم بالتمتع بحياة صحية كاملة بدون تمييز أو الشعور بالعار، من خلال الوقاية من العجز أو الوفاة الناجمة عن هذه الأمراض".

شبكة تحالفات
يذكر أن المنتدى العالمي الأول لتحالُف الأمراض غير المُعدية، يهدف إلى إقامة شبكة من التحالفات الوطنية في هذا المجال، لتبادل الخبرات والدروس المستفادة والتحديات والأولويات وأفضل الممارسات في جهود المناصرة المشتركة، ويهدف تحالف منظمات الأمراض غير المعدية إلى حشد وتوحيد الجهود الدولية الرامية إلى خفض الوفيات الناجمة عنها بنسبة 25% بحلول عام 2025، وتبني الخطة العالمية 2013-2020 التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية لمكافحة هذه الأمراض، وحشد الدعم الدولي لإدراجها كأولوية صحية على أجندة التنمية لعام 2015.
&