خلاف قد يقضي على علم مراقبة الفضاء

لا&تزال اعمال بناء تلسكوب ضخم متوقفة على احد قمم جزر هاواي بسبب مشاكل مع السكان المحليين. مراقبون يأملون في حل المشكلة غير أن القضية عويصة كما يبدو، لأن لها علاقة بمقدسات وبثقافة محلية.&

&

منذ ظهور علم الفلك الحديث وعلوم الفضاء احتاج الانسان الى تحقيق ثلاثة شروط، كي يتمكن من دراسة الكون، وهي تلسكوب ضخم وسماء صافية وحالكة السواد، وطريقة جيدة لتسجيل البيانات.&

&

وطبعًا مع تطور المجتمع والتكنولوجيا اصبح الشرط الاول متوفرًا، حيث بنيت تلسكوبات ضخمة جدًا مع اجهزة تصوير متطورة جدا.&

&

أما بالنسبة للمكان والعثور على موقع يمكن متابعة السماء منه، فاختياره صعب في الواقع، ومن المفترض أن يكون على ارض مرتفعة اعلى من ارتفاع الغيوم بالمعدل، ولا توجد فيه الكثير من الاضطرابات الجوية، ويجب ان يكون ايضًا بعيدًا عن الحضارة وعن التلوث الضوئي.&

&

وهناك عدد قليل جدًا من الاماكن في العالم تجمع بين كل هذه الشروط، وهي جبال الانديز في تشيلي، وجزر الكناري، وقمة ماونا كيا في هاواي.

&

وموقع هاواي افضل من البقية، وفيه حاليًا العديد من التلسكوبات العالمية منها تلسكوب سوبارو وتلسكوب كيك وتلسكوب الجوزاء الشمالي وكلها ضخمة اضافة الى تسعة تلسكوبات أخرى، أحدها موّلت بناءه وتعمل على تشغيله تسعة بلدان في العالم.&

&

قمة ماونا كيا اختيرت ايضًا لبناء مشاريع تلسكوبات جديدة ضخمة، أحدها يحمل اسم TMT، أي ثرتي ميتر تلسكوب، ومن المفترض ان ينتج صورًا من الفضاء بجودة عالية غير مسبوقة، ما سيتيح للعالم الدخول الى مرحلة جديدة في مجال مراقبة الكون

&

&

ولكن هناك قضية اخرى يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التفكير في مثل هذا المشروع، وهي قضية قلما يفكر فيها أحد: ترى ما هو موقف سكان هذه المناطق ورد فعلهم على مثل هذه المشاريع التي تقام على ارضهم؟

&

لم يطرح احد هذا السؤال لا على نفسه ولا على الآخرين، ولكن علينا أن نعلم أن سكان هاواي خرجوا في وقت سابق في مظاهرات للاحتجاج على بناء هذا التلسكوب، وحاولوا وقف اعمال البناء لحين اخذ مطالبهم في الاعتبار.&

&

وسائل الاعلام تناولت القضية من جوانب محددة فقط، وليس بشكل شامل، وعرضت اعتراض السكان على انه نوع من الاحتجاج المتخلف على التطور العظيم أو على انه احتكاك بين العصر الحجري وزمن الفضاء.&

&

ولكن الامر لا يتعلق بذلك بل لان الشركات المنفذة لمشاريع البناء تجاوزت بنود الاتفاق المنصوص عليها بين الطرفين.&

&

وهناك مسألة اخرى تتعلق بقدسية هذه المنطقة بالنسبة لهؤلاء السكان.&

&

بعض المحتجين ممن يسمون انفسهم حماة الجبل يخيمون منذ اشهر قرب موقع انشاء التلسكوب في محاولة لمنع اكماله.&

&

وكانت الاحتجاجات قد بدأت في حزيران/يونيو الماضي لأسباب ذكرت وسائل اعلام أنها بيئية.&

&

وفي بداية هذا الشهر، ألغت المحكمة العليا في هاواي ترخيصًا كان سيسمح بانشاء التلسكوب على قمة الجبل، وهو بركان خامد بسبب جدل بشأن حقوق السكان الاصليين واراضيهم، التي يعتبرونها مقدسة، وقالت المحكمة إن بناء المرصد ينتهك تقاليد السكان الاصليين وثقافتهم.&

&

يكلف بناء المرصد 1.4 مليار دولار، فيما يبلغ ارتفاع قمة جبل 13 الف قدم، اسم التلسكوب ثرتي ميتر تلسكوب.

&

تشارك في بناء التلسكوب الصين والهند وكندا واليابان والولايات المتحدة، وقد توقفت اعمال البناء فيه في نوفمبر الماضي بشكل موقت بعد قرار محكمة.&

&