أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تخصيص نصف مليار دولار لإعمار المدن المحرّرة من سيطرة تنظيم "داعش" ودعا إلى ايجاد شرق اوسط خال من الانقسامات الطائفية قال ان العراق يبذل كل جهوده في هذا الاتجاه ويشجع الحوارات التي تستهدف تحقيق الوحدة وتنبذ خطاب الكراهية والعنف.


لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في محاضرة ألقاها في معهد كوربر في برلين اليوم،& أن جميع التحديات التي يواجها العراق بدءا من الإرهاب إلى انعاش الاقتصاد مرتبطة ببعضها ويجب معالجتها فورا. وأوضح قائلا "ان حكومتنا ستتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحل كل المشاكل ونأمل من المجتمع الدولي ان يدعمنا في نضالنا ضد همجية عصابات داعش الإرهابية. واشار إلى ان التطورات الاخيرة في الأردن، وفي بعض دول اوروبا تؤكد أن إرهاب داعش إرهاب دولي يهدد كل دول العالم .
وحذر العبادي العالم قائلا "اننا نواجه جميعا ارهابا يقطع الرؤوس ويحرق الجثث ويقتل النساء والاطفال ويهدم بيوت العبادة لجميع الاديان ولكن بالرغم من جميع هذه التحديات التي نواجهها يمتلك العراق مجموعة من المقومات والثروات التي تمكننا من مواجهة داعش" .
&
وشدد رئيس الوزراء العراقي على ان لبلاده "حضارة قديمة ولكن لديه ديمقراطية حديثة ايضا ومنذ عام 2003 توالت العديد من الحكومات وحكومتنا التي تشكلت في ايلول (سبتمبر) الماضي واجهت عقبات كبيرة منها احتلال داعش لبعض المدن العراقية وانخفاض اسعار النفط ونزوح الكثير من العراقيين وقتلهم على يد الإرهاب وكان مستقبل بلادنا غير واضح".
واضاف انه "وسط هذه التحديات شكلنا حكومة من جميع المكونات والكتل السيلسية ولدينا رؤية مشتركة من اجل توحيد العراقيين بعد الكثير من الاحتراب الداخلي وبعد خمسة أشهر من تشكيل الحكومة قمنا باصلاحات تخص الجيش وجهود من اجل المصالحة وسيادة القانون ونتلقى الدعم من المجتمع الدولي بشكل متزايد وواضح".
&
وقال العبادي "لقد استعدنا بعض المناطق من يد داعش وبعض الاماكن المحيطة بالموصل ولدينا اكثر من ٤٠٠٠ شاب متطوع من قبائل الانبار لمحاربة داعش &كما ان هناك معالم تشير إلى التقدم في عمل الحكومة منها ان البرلمان ولاول مرة منذ عام ٢٠٠٣ يقر الموازنة بالاجماع وقد اكملنا مشروع قانون الحرس الوطني ايفاء بوعدنا والتزاما بالمنهاج الحكومي وتشكيل الحرس هذا سيضمن وجود مقاتلين من مختلف المحافظات والتصويت على قانون المساءلة والعدالة وحظر حزب البعث".
واوضح قائلا "اصدرنا اوامر بانشاء سجل للمعتقلين واسقطنا الدعاوى القضائية ضد الاعلاميين ونعمل على ان تكون لنا حكومة قوية ذات اقتصاد قوي يوفر مزيدًا من فرص العمل ونشجع ونعمل على اقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص". وقال " نريد ان ننوع مصادر الدخل القومي العراقي وان لا يعتمد على النفط فقط وسنطلق مبادرة في المستقبل القريب من اجل تشجيع القطاع الخاص في مجالات الزراعة والتجارة والاستثمار وسيتم بموجب هذه المبادرة تقليل الاجراءات الادارية".
واكد العبادي& "ضرورة ايجاد مصادر جديدة للعائدات بدل الاعتماد الكلي على عائدات النفط والاقتصاد العراقي لا بد من بنائه على اسس سليمة ولا بد ان يكون متنوعا ولدينا مؤهلات في قطاع الزراعة والصناعات البتروكيماوية ويجب ان نطور محفزات جديدة للاقتصاد مثل الاستثمار الداخلي والخارجي وننتقل إلى الاقتصاد المختلط ونريد ان نشجع العراقيين على انشاء مشاريع خاصة".
وقال العبادي في الختام انه "بعد هزيمة داعش تنتظرنا مرحلة بناء المدن التي حطمها هذا التنظيم الإرهابي ولذا اقترحنا صندوق إعمار المدن المحررة منه كما خصصنا حوالى نصف مليار دولار لهذا الهدف ويجب ان نعمل على ايجاد شرق اوسط خال من الانقسامات الطائفية والعراق يبذل كل جهوده في هذا الاتجاه ويشجع الحوارات التي تدعو إلى الوحدة وتنبذ خطاب الكراهية والعنف.
وفي وقت سابق اليوم اكد العبادي خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عقب ترأسهما مباحثات وفدي بلديهما في برلين ان العراق "لديه القدرة والعزم على هزيمة داعش وان هذا التنظيم الإرهابي في طريقه للاندحار لكننا نحتاج الى&وقوف المجتمع الدولي معنا حتى لا تطول المواجهة".
وقال "لدينا حوار مع التحالف الدولي لتوفير الغطاء الجوي والمعدات لقواتنا ونريد حسم كل الاحتمالات وعدم وقوع خسائر بين المدنيين في معركة تحرير الموصل التي بدأت منذ ثلاثة اشهر ..واضاف سيادته : نبلغ اهلنا في الموصل ان خلاصهم من داعش بات قريبا". وحذر من تطوير داعش لأسلحتها ومن خطر تدفق الإرهابيين من اوروبا والمانيا داعيا إلى اتخاذ اجراءات مشددة لمنع تسللهم الى العراق لتدمير بناه التحتية وقتل المواطنين . ودعا المانيا إلى زيادة دعمها للعراق للمواجهة امنيا ومعلوماتيا وتسليح وتجهيز الجيش العراقي والمساعدة في تجاوز الازمة الاقتصادية كما دعا شركاتها للاستثمار في المحافظات العراقية المستقرة أمنيا.
&
من جانبها اكدت المستشارة الالمانية ان بلادها ستواصل جهود دعم العراق وتلبية احتياجاته وتسليحه وتدريب قوات الشرطة العراقية لمواجهة خطر داعش والوقوف مع العراق في مواجهة الازمة الاقتصادية التي نجمت عن انخفاض اسعار النفط . وشددت على ضرورة وحدة التحالف الدولي من اجل هزيمة داعش وعلى اهمية متابعة القرار الأممي ضد المقاتلين الأجانب مشيرة إلى التعاون في هذا الجانب مع دول العالم المختلفة ومن بينها تركيا كونها محطة مرور نحو الاراضي العراقية والسورية.

العراق يعرض على مؤتمر ميونيخ للامن مطالبه لدحر داعش
وسيعرض وفدان عراقيان رفيعان على مؤتمر مواجهة الإرهاب في مدينة ميونيخ الالمانية غدا السبت & بمشاركة 51 بلدا رؤية بلادهما& للقضاء على تنظيم "داعش" ومواجهة تهديداته للمنطقة والعالم والدعم العسكري والانساني الذي تتطلع اليه في حربها ضد التنظيم حيث يترأس وفد العراق حيدر العبادي ووفد اقليم كردستان رئيسه مسعود بارزاني .
وسيطرح العبادي على المؤتمر رؤية بلاده لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تهدد أمن المنطقة ويطلع المشاركين فيه على آخر التطورات العسكرية على الساحة الميدانية بالضد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش . كما سيناقش سبل الدعم المتاح من قبل المجتمع الدولي للعراق في هذه المرحلة وآلية التنسيق مع العالم ودراسة ما يمكن ان يقدمه ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر في مواجهة الإرهاب. وسيشدد العبادي في كلمة له في المؤتمر على أن "نجاح المعركة التي يخوضها العراق ضد التنظيمات الإرهابية هو نجاح لدول العالم اجمع وليس للعراق بشكل خاص حيث يخوض العراق حرباً بالنيابة عن العالم اجمع".
ويشارك في مؤتمر "ميونيخ للامن" ممثلون عن 51 بلدا بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة و50 وزير خارجية ودفاع وأكثر من 400 مسؤول ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الذي يستمر حتى الاحد المقبل المستشارة الألمانية ميركل التي ستفتتحه بكلمة عن آخر التطورات الأمنية في العالم ودور بلادها فيها اضافة إلى العبادي ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن والامين العام لحلف شمال الاطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتز والرئيس الافغاني اشرف غني. وسيبحث المؤتمرون آخر التطورات على صعيد مواجهة الإرهاب وخاصة تنظيم "داعش" والازمة الاوكرانية اضافة إلى الاوضاع الامنية المتأزمة
في الشرق الاوسط . كما يناقشون المباحثات النووية مع إيران والنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والانتشار السريع لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا والحرب الالكترونية على الإرهاب .
وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون قد اكدت خلال زيارتها إلى بغداد في 12 من الشهر الماضي &التزام بلادها بدعم العراق عسكريًا وانسانيًا في مواجهة تنظيم "داعش" ليكون قادراً على دحر الإرهاب &فضلاً عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم.&
&
وكانت الوزيرة الالمانية قامت بزيارة إلى اقليم كردستان مؤخرا واجتمعت مع رئيسه بارزاني كما زارت مواقع تمركز قوات البيشمركة على جبهة المواجهة مع مسلحي "داعش" في محور غرب اربيل للاطلاع ميدانيًا على الوضع العسكري هناك. وقالت خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني "نعلم أن قوات البيشمركة في مواجهة مع داعش على طول جبهة تبلغ مسافتها حوالى 1050 كلم، ووزير البيشمركة تحدث لنا عن بطولات قوات البيشمركة في ادارة الجبهة، لكنه اكد لنا أن قوات البيشمركة تحتاج إلى اسلحة لتواجه السلاح المتطور الذي يملكه داعش".&
&
وكان عدد من ضباط البيشمركة قد تلقوا تدريبات في احد معسكرات الجيش الالماني العام الماضي &فيما ارسلت برلين شحنات من الاسلحة الالمانية إلى اقليم كردستان &في ايلول الماضي في اطار المساعدات العسكرية الالمانية إلى قوات البيشمركة لمواجهة مسلحي "داعش".&
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تدعم الأكراد في العراق في مواجهة تنظيم "داعش"، حيث قام الجيش الألماني بإمداد القوات الكردية بأسلحة تبلغ قيمتها 70 مليون يورو. ومن المقرر أن يتم إرسال نحو مئة مدرب عسكري من الجيش الألماني إلى أربيل قريبا وبعد موافقة البرلمان الألماني (بوندستاغ) على هذا الامر في اجتماع له هذا الشهر.
&
&
&