باتت اللقطات المروّعة لقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" حاضرة بوضوح في أذهان الطيارين، الذين يحلّقون فوق أراض يسيطر عليها التنظيم المتطرف، كما إنها تزيد الضغوط على واشنطن لتحسين عمليات الإنقاذ.


إيلاف - متابعة: يعيد مصير الكساسبة، الذي أسقطت طائرته فوق سوريا، التأكيد على ضرورة إنقاذ واستعادة الطيارين في أسرع وقت ممكن، وقبل وقوعهم في الأسر. ونشر التنظيم المتطرف يوم الثلاثاء شريط فيديو يظهر إعدام الكساسبة حرقًا.

ضربة للمعنويات

في هذا الصدد يقول الرئيس السابق لأحد أجهزة الاستخبارات الفرنسية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس، إن "صورًا كهذه تؤثر بالطبع&في المعنويات". ويضيف أن "الطيارين بشر مثل غيرهم، وليسوا رجالًا آليين. يعلمون أنهم يخاطرون حين يحلقون فوق مناطق معادية. ولكن من الطبيعي بعد ذلك أن يعيدوا النظر في الأمر مرتين".

ويوضح رجل الاستخبارات السابق أنه منذ مدة لم تعد الحرب خاضعة للقواعد المتعارف عليها، "في السابق كان يتم أسر الطيار الذي يسقط ووضعه قيد الاعتقال. ولكن هذا كله انتهى. اليوم، نشهد الوحشية، وخصوصًا في الحروب غير المتوازية. يدرك الطيارون اليوم أنه في حال تعثروا في قلب المعركة سيواجهون ظروفًا صعبة. ونكون بذلك دخلنا في مرحلة جديدة من الوحشية لم نعرفها من قبل".

إشارات رصد
قاد الجنرال غي ديسكلو حتى العام 2011 قوات الدفاع الجوية الفرنسية. وهو يقول إن إعدام الكساسبة سيؤثر من دون شك&في معنويات الطيارين، ولكنهم "جاهزون نفسيًا".
ويستعيد الجنرال أيام الحرب الباردة، مشيرًا إلى "المهمات النووية"، التي كان يجهل الطيارون خلالها إن كانوا سيتلقون أوامر بإطلاق القنبلة الذرية. ويروي "كنا نحمل القنابل الذرية إلى الاتحاد السوفياتي من دون أي أمل بالعودة".

ومنذ حرب فيتنام وضع الجيش الاميركي اجراءات لانقاذ الطيارين استلهمتها كل الجيوش المتقدمة. وتحمل الطائرات المقاتلة اليوم جهازي إشارة يطلقان فور سقوط الطيار تلتقطهما اجهزة الرصد في الطائرات الاخرى، التي تحلق بشكل دائم فوق ارض المعركة. وتطلق تلك الطائرات، بحسب ديسلكو، النيران باتجاه كل ما يقترب من الطيار لحمايته.

تدريب على التخفي
وفور تحديد مكان الطيار تبدأ عمليات الانقاذ، اذ تنقل طوافات فرق كومندوس خاصة، ترافقها طائرات مقاتلة لحمايتها، الى مكان الطيار لاستعادته. وفي احسن الاحوال، تستمر العملية ساعات عدة. تستخدم الولايات المتحدة عادة طائرات عامودية من طراز "في - 22"، وهي الطائرات التي طالبت الامارات بنشرها في شمال العراق لتسريع عمليات الانقاذ.

ووفق مسؤول الاستخبارات السابق فان "الطيارين مدربون على الاختباء. يختبئون خلال النهار، وان كانوا بحاجة الى التنقل، يفعلون ذلك ليلا". ويشرح "قبل ان نبدأ عملية جوية، الامر الاول الذي نفكر به هو ما يطلق عليه عملية البحث والانقاذ. وهذه عملية صعبة جدا في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش (الاسم المستخدم للدلالة على تنظيم الدولة الاسلامية). ومن الممكن ان ترفض اي دولة مشاركة في التحالف ان تضع طياريها في خطر، ان لم تكن واثقة من نجاح عملية البحث والانقاذ".
&