وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى طهران بينما يستعد رئيس الوزراء حيدر العبادي للسفر إلى موسكو. ويطير رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى البحرين، وتأتي هذه الجولات الخارجية للمسؤولين العراقيين لحشد الدعم للحكومة في مواجهة تنظيم "داعش".
&
أسامة مهدي: يبذل العراق جهودًا للحصول على دعم دولي في &مواجهة تنظيم "داعش" ، حيث يغادر اليوم الثلاثاء الرئيس فؤاد معصوم إلى طهران لإجراء مباحثات مع القادة الايرانيين لتنسيق التعاون الامني وعلاقة المليشيات مع الحكومة، فضلا عن بحث حول التطورات في المنطقة خاصة في سوريا واليمن.
&
&ويصطحب معصوم معه وفدا يضم وزراء البيئة قتيبة الجبوري والتجارة ملاس محمد عبد الكريم والسياحة والآثار عادل فهد الشرشاب إلى جانب عدد من المستشارين ووفدًا إعلاميًا ، حيث ستجرى مباحثات مع كبار المسؤولين الايرانيين ابتداء من يوم غد الاربعاء على ان يعود الى بلده الخميس.&
&
وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي اليوم اطلعت "إيلاف" على نصه، ان معصوم سيسعى خلال هذه الزيارة الى تحقيق مكاسب جديدة للعراق في المجالات الاقتصادية والسياحية والاكاديمية الى جانب المجالات السياسية والأمنية، ضمن منظور صريح وبناء يمنح أولوية لتعزيز علاقات الصداقة العريقة والثقافة المشتركة بين الشعبين العراقي والايراني وتطوير مساراتها وفق منظور استراتيجي يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويمنح أولوية لضمان المصالح الوطنية المتعادلة والمتقابلة للبلدين الجارين بما فيها المصلحة المشتركة في مواجهة الاخطار الخارجية وفي مقدمها عصابات تنظيم داعش الارهابي الذي يشكل خطرا على دول المنطقة والعالم كافة".&
&
الحصول على مساعدات
&
واضافت الرئاسة ان معصوم يطمح ايضا الى الحصول على اكبر ما يمكن من المساعدات الايرانية الكفيلة، ضمن حملة مساعدات دولية واسعة بتمكين العراق من تنفيذ مشاريع وخطط اعادة اعمار المناطق المحررة من سيطرة الارهابيين تمهيدا لعودة سكانها الاصليين اليها وللتخفيف من معاناة النازحين عموما.&
&
قضايا ثنائية
&
واوضحت ان وزراء البيئة والتجارة والسياحة والآثار المشاركين ضمن الوفد الرسمي العراقي يسعون إلى اجراء مباحثات معمقة حول عدد من المشاريع المتخصصة من بينها إمكانية الاستفادة من مساعدة إيران في معالجة ظاهرة التصحر في مناطق مختلفة من العراق &الجنوبية والغربية، &وكذلك مشاكل التلوث والملاحة في شط العرب ومشكلة المياه بين البلدين بشكل عام، فيما سيتم بحث سبل تطوير وتنظيم السياحة الدينية والسياحة عموما نظرا لاهميتها الاقتصادية المتزايدة واتساعها نظرا الى امتلاك العراق منافذ حدودية برية وبحرية عديدة مع ايران في محافظات ديالى وواسط وميسان والبصرة فضلا عن اقليم كردستان، كما أن مئات الآلاف من الإيرانيين يعبرون الحدود العراقية بشكل يومي لزيارة العتبات المقدسة.
&
واشارت الى ان وزیر التجارة سيبحث مع نظيره الايراني سبل تسهیل عملیة التبادل التجاري وتنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة اخيرا بين الجانبين ومنها انشاء مركز تجاري عراقي في ايران. وكان الجانبان وقعا في بغداد مطلع هذا العام جملة من الاتفاقات التجارية والاقتصادية والمصرفية وتسهيل تجارة السلع والخدمات وبمشاركة عدد من الوزارات العراقية.&
&
ملفات المنطقة
&
واضافت الرئاسة العراقية ان القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك تحتل اهمية خاصة في محادثات الرئيس معصوم مع كبار القادة الايرانيين وهو ما اكده بقوله ان العراق وايران "دولتان مهمتان في المنطقة في اشارة الى منظور العراق الاستراتيجي القائم على ان التفاهم بین دول المنطقة سیکون &لصالح شعوب المنطقة وان التوافق بين&ایران والعراق وترکیا والسعودیة يمتلك اهمیة کبری لضمان امن المنطقة" .
&
لقاء روحاني
&
وسيجري معصوم خلال زيارته الى طهران وهي الاولى منذ توليه الرئاسة في ايلول (سبتمبر) الماضي مباحثات مع الرئيس الايراني حسن روحاني تتناول جهود مواجهة تنظيم "داعش" والدعم الذي تقدمه طهران لبغداد في هذا المجال اضافة الى تطوير علاقات البلدين، وسيعقد الرئيسان العراقي والايراني لقاءً مغلقا يوم غد الاربعاء قبل ان ينضم اليهما بقية المسؤولين العراقيين والايرانيين ثم يعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد الاجتماع.
&
ويتضمن جدول مباحثات معصوم في طهران بالاضافة الى لقائه نظيره روحاني عقد اجتماعات مع المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وامين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني . ومن المتوقع ان تتناول مباحثات معصوم في طهران قضايا تطوير العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على الساحة العراقية والعلاقات المتوترة بين المليشيات وحكومة العبادي نظرا لهيمنة طهران على هذه المليشيات التي تدعمها تسليحيا وسياسيا وماليا.&
&
العبادي الى موسكو
&
وسيتوجه رئيس الوزراء حيدر العبادي الى موسكو خلال الايام القليلة المقبلة في زيارة رسمية يتصدرها ملف التسليح والدعم الروسي للعراق في المجالات الامنية.&
&
واعتبر إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي في تصريح صحافي بعث به مكتبه الى "إيلاف" ان زيارة &العبادي إلى روسيا تأتي في إطار تعزيز العلاقات العراقية - الروسية، معبراً عن أمله في أن تمضي باتجاه تحقيق حضُور نوعي متميز يتمدد في جغرافية التعامل السياسي والدبلوماسي من دون أن يتعثر بهذه الدولة أو تلك وينأى بنفسه عن التقاطعات الدوليّة والإقليميّة"، مضيفاً "أتمنى لهذه السفرة أن تكون موفقة وتحرك الملفات المطروحة للبحث".
&
واشار الجعفري الى ان العالم اليوم يتطلع إلى العراق من خلال التحديات التي يتعرض لها في مواجَهة عصابات داعش الإرهابية معللا الاهتمام الدولي بما يجري في العراق لانه يخوض الحرب على عصابات داعش الإرهابيّة أصالة ًعن نفسه، ونيابة عن العالم أجمع.
&
شراء أسلحة
&
ومن جهتها، كشفت مصادر اعلامية روسية ان مباحثات العبادي في موسكو سوف تشمل التسليح وشراء مروحيات في صفقة تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، واوضحت ان الصفقة التي سيعرضها العبادي على المسؤولين الروس خلال زيارته لموسكو هي صفقة قديمة تعرقل التعاقد عليها مع الجانب الروسي بسبب اتهامات بالفساد لعدد من المسؤولين العراقيين في حكومة نوري المالكي السابقة.
&
ومن المفترض ان تتضمن الصفقة الأسلحة الروسية التي يرغب العراق في&الحصول عليها وتشمل عدداً من الطائرات المروحية والدبابات والمدرعات وأسلحة قنص وتقنيات الرؤية الليلة والمتوسطة، وإلى جانب ذلك سيبحث العبادي في موسكو التعاون في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية.
&
وكانت بغداد وموسكو وقعتا على صفقة سلاح في عام 2012& لتزويد العراق بأسلحة روسية مختلفة بقيمة 4.3 مليارات دولار. &
&
والجبوري الى المنامة
&
ومن جانبه، سيتوجه رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الى المنامة الاسبوع المقبل على رأس وفد نيابي تلبية لدعوة من مملكة البحرين لتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين وخاصة في مجالاتها البرلمانية والتشريعية.
&
وقال رئيس مجلس النواب البحريني أحمد الملا إن وفداً برلمانياً عراقياً سيزور البحرين الشهر الحالي برئاسة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، حيث سيتم عقد لقاءات برلمانية مشتركة وبحث سبل تعزيز التعاون بين المجلسين ودعم المشاريع الاقتصادية التي تصب في صالح البلدين والشعبين.&
&
وأعرب أحمد الملا عن عمق العلاقات البحرينية العراقية وتأكيد موقف البحرين الثابت والراسخ على أهمية أمن ووحدة واستقرار جمهورية العراق وضرورة توطيد التعاون البرلماني بين الجانبين.&يذكر ان الحكومة البحرينية أكدت في وقت سابق دعمها للعراق في حربه ضد تنظيم "داعش" في حين تشارك &حاليا في الحملة الجوية ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم بطائرات اف- 16.