هاجم التحالف الشيعي العراقي استقبال واشنطن قياديين سنيين، معتبرا أن هذا الأمر جرى بصورة فردية ودون علم الحكومة، لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت إنها كانت على علم بزيارة المسؤولين العراقيين رافع العيساوي واثيل النجيفي الحالية الى واشنطن بدعوة من مركز للدراسات، وأكدت أن الزيارة جرت بدون تنظيم الحكومة الأميركية.
&
لندن: بينما هاجم التحالف الشيعي العراقي زيارة قياديين سنيين الى الولايات المتحدة واجرائهما مباحثات مع المسؤولين هناك، هونت الخارجية الاميركية من زيارتهما، وقالت انها لم تنظمها لكن مشرعين اميركيين سيلتقون العيساوي والنجيفي اللذين دعيا الى اقليم للمكون السني وتسليح ابنائه لتحرير مناطقهم من تنظيم "داعش".
&
&مواقف حاسمة
&
ودعا النائب علي الاديب رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون احد قوى التحالف الشيعي بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الى اتخاذ مواقف حاسمة تجاه الذين يتباحثون مع دول اخرى دون علم الحكومة، وأكد "ان الذين كانوا سببا في خراب العراق لا يمكن لهم ان يكونوا اداة لبناءه".&&&
&
وشدد الاديب في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه على ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة تجاه السياسيين العراقيين الذين يزورون دول اخرى ويتباحثون معها بالشأن العراقي دون علم الحكومة او اذن منها وطالبهم باحترام السيادة العراقية.
&
واوضح "ان ائتلاف دولة القانون يؤكد &على ان العراق دولة ذات سيادة وان سلوك بعض السياسيين بتوجههم الى مختلف الدول بصورة فردية دون علم الحكومة او باذن منها هو تصرف مرفوض وينم عن تجاهل لدور الحكومة المسؤولة دستوريا عن السياسة الخارجية للبلد".
&
&وشدد على ان الحكومة العراقية هي حكومة شراكة تمثل جميع الاطراف التي اشتركت في تشكيلها "ولا معنى ولا مبرر لهذه الزيارات والمباحثات التي تتم دون اذن الحكومة".&واكد الاديب على ان "الذين يقومون بهذه الزيارات يضعفون الحكومة ولا يساهمون في تقوية مركزها امام الاخرين ويعمقون الانقسام الداخلي بل يسعون لتقسيم العراق".
&
الخارجية الاميركية تعلم بالزيارة &
&
ومن جهتها، &اوضحت وزارة الخارجية الأميركية انها كانت على علم بزيارة نائب رئيس الوزراء وزير المالية سابقا رافع العيساوي ومحافظ نينوى اثيل النجيفي الى واشنطن بدعوة، لكنها نفت ان تكون الحكومة الاميركية قد نظمتها.&
&
وقال مدير العلاقات الصحافية في الخارجية الأميركية جيف راثكي خلال الموجز الصحفي من واشنطن "نحن على علمٍ أن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ومحافظ نينوى يزوران واشنطن هذا الأسبوع في زيارة غير رسمية لم تنظمها الحكومة الأميركية". &واضاف ان" كلاً من رافع العيساوي ومحافظ نينوى أثيل النجيفي المتواجدين بواشنطن حاليا طلبا إجراء محادثات مع مسؤولين في الخارجية الأميركية" ، متوقعا أن "يقوم مسؤولون رفيعو المستوى في الوزارة مختصون بقضايا تتعلق بالعراق وداعش بلقائهما خلال فترة تواجدهما".
&
تسليح السنة
&
يذكر ان العيساوي والنجيفي يزوران واشنطن منذ مطلع الاسبوع الحالي بدعوة من معهد بروكغنز للدراسات الاستراتيجية، وشدد النجيفي في كلمة له بالمعهد الاثنين على ضرورة الذهاب الى تقاسم الصلاحيات في العراق من خلال انشاء اقاليم جغرافية وتسليح السنة لتحرير مناطقهم.&
&
وأشار الى ان انشاء اقليم نينوى سيعطي الفرصة للمكونات لتضمين حقوقهم ضمن الدستور المحلي للإقليم، مؤكدا حاجة المحافظة بعد عملية التحرير من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الى انتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها القوى العراقية كافة في رؤية لابد ان توضع لمرحلة ما بعد التحرير.&
&
وخلال اجتماعه مع السناتور رون جونسون، اكد النجيفي قائلا "نرغب في الحصول على السلاح ولكننا لانريد ان نقع في دوامة مشاكل إضافية وأننا نفضل ان يكون العمل من خلال الحكومة المركزية ولكن وفق اليات عمل تضمن إيصال الأسلحة بسرعة وانسيابية الى المقاتلين من أهالي نينوى".
&
من جانبه، أكد السناتور جونسون متابعته لموضوع التسليح مع الادارة الاميركية وحرصه على وصول الأسلحة بأسرع وقت وأنه سيضغط بشدة لتحقيق ذلك .
&
&لقاءات سياسية
&
وقد اجتمع النجيفي مع رئيس لجنة التسليح في الكونغرس الاميركي جون مكين ورئيس لجنة العلاقات في الكونغرس إد رويس، حيث وجه مكين مساعديه بمتابعة وعود الادارة الاميركية بتسليح معسكرات تحرير نينوى، وقال مكتب النجيفي اليوم إن "محافظ نينوى اثيل النجيفي التقى السناتور إد رويس رئيس لجنة العلاقات في الكونغرس الاميركي، وقد أبدى تأييده الكامل لدعم وتسليح أهالي المحافظات السنية لتحرير مناطقهم وأمر بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة من الكونغرس لتسليح معسكرات تحرير الموصل"، وأضاف أن "النجيفي التقى السناتور جون مكين رئيس لجنة التسليح في الكونغرس الاميركي وقد أبدى قناعته بان على الولايات المتحدة بذل المزيد لدعم السنة لمحاربة داعش كما وجه مساعديه بمتابعة وعود الادارة الاميركية بتسليح معسكرات تحرير نينوى". &

العيساوي يحذر من هيمنة المليشيات&
&
&وبدوره، أعرب رافع العيساوي عن مخاوفه بان تهيمن ما وصفها بالميليشيات الشيعية غير القانونية على العملية السياسية في العراق بعد الانتخابات المقبلة، وقال في كلمته امام معهد بروكنغز، انه اذا بقيت الميليشيات الشيعية غير القانونية فإنها سترسم الخارطة السياسية بعد الانتخابات المقبلة.
&
واشار الى انه بدون قوات امن مؤسساتية سيكون لدينا أمراء حرب من كل الطوائف، واكد ان فصائل الحشد الشعبي من المليشيات وتنظيم داعش يرتكبان ذات الممارسات الاجرامية، لكنه استدرك بالقول انه " ليس كل الحشد الشعبي غير وطني والوطنيون منهم يجب ان يكونوا جزءا من الجيش العراقي"،&واوضح ان الشيعة يهيمنون على الجهاز الامني في البلاد مشيراً الى ان &قادة 16 جهازاً أمنياً في ديالى هم من الشيعة في محافظة ذات غالبية سنية.
&
الحاجة إلى خطوات ملموسة
&
وطالب العيساوي بتفكيك الميليشيات وتشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن الحكومتين العراقية والاميركية والمقاتلين المحليين . واكد حاجة السنة الى خطوات ملموسة لبناء الثقة بعد خطوات حكومية غير دستورية الأعوام الماضية، وقال ان الدستور يمنح العراقيين حق تشكيل أقاليم وتوزيع الثروة ونفط العراق لكل العراقيين، ووصف العيساوي رئيس الحكومة حيدر العبادي "بالرجل الجيد ويجب دعمه من الجميع ولكنه ورث وضعا سياسيا سيئا"، مشيراً الى ان العبادي يحاول تحسين واقع البلاد لكن الاوضاع الاقتصادية صعبة .
&
قرار الكونغرس
&
وتعتبر مصادر عراقية ان قرار الكونغرس الاخير بالتعامل مع السنة والاكراد باعتبارهما كدولتين قد اعطى زخما كبيرا لهاذين المكونين وجعلهما يتحركان بمعزل عن بغداد والبحث عن دعم خارجي لم يستطع العبادي تقديمه لهما نتيجة عدم الثقة والشكوك بقيادات المكونين وتحت ذرائع امكانية وصول هذه الاسلحة الى داعش. لكنه يبدو ان كل هذه الامور هي التي دفعت بالكونغرس الى اصدار قانونه هذا لايصال رسالة الى بغداد بضرورة التعامل مع السنة والاكراد بأعتبارهما شريكين في البلاد وعمليتها السياسية وليسا مكونين مهمشين.