&فرضت السلطات المصرية قيودا جديدة على سفر الشابات إلى تركيا وليبيا، خشية انضمام بعضهن إلى تنظيم داعش المتطرف، وبموجب هذه القيود يتوجب على المصريات اللواتي يرغبن بالسفر الحصول على موافقة أمنية مسبقة وتقديم أسباب السفر، ورفض السفر بمفردهن.


صبري عبد الحفيظ: قررت السلطات المصرية منع المصريات في الفئة العمرية بين 18-40 عاما، من السفر إلى دولتي تركيا وليبيا، خشية إنضمام بعضهن إلى تنظيم "داعش" المتطرف، بينما اعتبرت دار الإفتاء أن سفر النساء وانضمامهن إلى داعش والزواج بالداعشيين "مخالفة للشريعة"، ووقوع في دائرة التشدد والإرهاب.
&
ثماني سيدات
&
ومنعت السلطات الأمنية المصرية ثماني سيدات من السفر إلى إلى تركيا، خشية انضمامهن إلى تنظيم داعش الإرهابي، وقالت مصدر أمني بمطار القاهرة لـ"إيلاف" إن السيدات الثماني لم يكن ضمن مجموعة، ولكن تم منع كل واحدة على حدة، لعدم الحصول على موافقة مسبقة من الجهات الأمنية.&
&
تعميم على الوزارات
&
وعلمت "إيلاف" أن وزارة الداخلية أصدرت تعميماً، وأرسلته إلى وزارتي السياحة والنقل. وأبلغت وزارة السياحة شركات السياحة والسفر، فيما عممته وزارة النقل إلى المنافذ البرية والموانيء البحرية، ويفرض التعميم قيوداً جديدة على سفر المصريات في السن التي تتراوح بين 18 -40 عاما إلى دول عدة دول، لاسيما تركيا وليبيا.&
&
إجراءات
&
ويشترط التعميم حصول المصريات اللاتي يرغبن بالسفر إلى هذه الدول على موافقة ضابط الإتصال بمصلحة الجوازات والهجرة مسبقاً.
ويشترط للحصول على موافقة ضابط الإتصال، تقديم أسباب السفر إلى هاتين الدولتين، وأن يكون السفر مع الزوج أو الأب، ولا يسمح للنساء في هذه الفئة العمرية بالسفر بمفردهن، لأغراض السياحة أو التعليم أو العمل أو تلقي العلاج أو أية أسباب أخرى، دون حصولهن مسبقاً على تصريح من الجهات الأمنية.
&
معلومات استخبارية
&
وقال اللواء أحمد رفعت، الخبير الأمني، لـ"إيلاف" إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى وجود وكلاء للتنظيمات الإرهابية يحاولن تجنيد الفتيات لصالح تنظيم داعش الإرهابي، بحجة المشاركة في الجهاد بسوريا أو العراق أو ليبيا،&وأضاف أن الإجراءات تهدف إلى حماية المصريات من الوقوع في فخ الإنضمام إلى التنظيمات الإرهابية، ولاسيما داعش، منوهاً بأن الدولة مطالبة بحماية مواطنيها وفقاً للدستور.&
&
لن يعقد الأمور
&
ولفت رفعت إلى أن هذا الإجراء لا يمثل أية تعقيدات أو عوائق أمام سفر المصريات، لكن الأجهزة الأمنية سوف تدقق بشكل شديد في أسباب السفر إلى تركيا وليبيا وسوريا والدول الأخرى التي يمثل السفر إليها خطورة على حياة المصريين، مثل اليمن أو أفغانستان.&
& وقال إنه سيكون مطلوباً من الراغبات بالسفر تقديم مستندات تؤكد حاجتهن القصوى للسفر، متوقعاً ألا يتم استثناء الصحافيات أو الإعلاميات من الإجراءات الجديدة.
&
&مخالفة للشريعة
&
ويستقطب تنظيم داعش الإرهابي الفتيات والنساء من مختلف بلدان العالم للإنضمام إليه، ما دعا دار الإفتاء المصرية إلى إصدار تحذير للفتيات من الإستجابة إلى تلك الدعوات أو السقوط في فخ الزواج من الداعشيين عبر الفيديو كونفرانس، وقالت في تقرير أصدرته بداية شعر آذار( مارس)، إن إنضمام الفتيات إلى داعش "مخالفة للشريعة، وتدخلهن في دائرة التطرف والإرهاب".
&
دعوات الكترونية
&
وأضافت في تقرير لها، إنها "رصدت دعوات أطلقها داعش عبر مواقعه الإلكترونية للفتيات للزواج من عناصر متشددة بالتنظيم عن طريق محادثات الفيديو تمهيدا لسفرهم إلى مناطق تواجدهم". وتابعت: "لا ينعقد الزواج عبر محادثات الفيديو لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب تتصل بمبدإ الرضا على وجه الرجل الحقيقي، فضلا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد".
وأفتت الدار بأن "الاستجابة لتلك الدعوات "المخالفة للشريعة"، والتي "ستجر عليهم الكثير من الويلات"، تدخل الفتيات والنساء في دائرة "التشدد والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ولا رسوله".
&
زواج بالإكراه
&
وتصدت دار الإفتاء لظاهرة تزويج الفتيات الصغيرات من عناصر داعش في ليبيا، وقالت في تقرير آخر صدر أمس الأول، إن مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء "كشفت عن قيام مسلحي تنظيم منشقي القاعدة الذي يُطلق على نفسه اسم "داعش" بإجبار فتيات صغيرات بمدينة درنة الليبية- بعضهن في الثانية عشرة- على الزواج مقابل توفير الحماية لأسرهن، بما يمثل جريمة حقوقية وإنسانية وكبيرة دينية، لا يقدم عليها إلا تجار البشر والرقيق".
&
عقد لاغ
&
وأشار المرصد إلى أن "الفقهاء أكدوا أن إكراه الفتاة على الزواج يبطل العقد، ويلغي أثره، وأكدوا أن الإكراه بالإضافة إلى أنه محرم فهو جريمة جديدة تضاف إلى التنظيم الإرهابي؛ لأنه ينبئ بقلة اكتراث هؤلاء المتطرفين بالدين".
وأوضح مرصد الإفتاء أن "إجبار الفتيات الصغار على الزواج من الظلم الذي نهى الله عنه، فعقد الزواج يشترط فيه القبول والإيجاب".
ولفت إلى أن "الفتاة المجبَرة على الزواج ليس عليها إثم، إنما الإثم على من أجبرها من أفراد التنظيم التكفيري المتطرف، الذي عاث في الأرض فسادًا وانتهاكًا لحرمات الله، متسترًا بشعارات ومصطلحات إسلامية لا تنطلي إلا على ضعاف النفوس من الناس".
وأشار المرصد أن تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات التكفيرية لا ترى في المرأة سوى أداة لجذب وتجنيد المقاتلين، وكما فعل بفتيات العراق وسوريا، سواء من المسلمات أو من غير المسلمات.
&