لمّحت تقارير إلى وجود صفقة سياسية في سوريا وتؤدي في النهاية إلى تنحي الرئيس السوري الحالي بشار الأسد عن السلطة وإفساح المجال أمام تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. ويأتي الحديث عن الصفقة، غداة قمة مجموعة السبع الصناعية الكبار في ألمانيا التي لم تشارك فيها روسيا، حيث عبّر قادة المجموعة عن اعتقادهم في الكواليس بوجود فرصة لتحقيق عقد مثل هذه الصفقة.&

تحدث تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية، الأربعاء، &عن سيناريو يقول إنه تطور في الموقف الغربي من الأزمة السورية منذ اندلاعها، فيقول إن "الغرب كان يتوقع في البداية أن يهزم نظام الأسد، كغيره من الأنظمة التي اندلعت في بلدان الربيع العربي".
وأضاف التقرير أن "هناك حديثًا عن تطابق مصالح الغرب مع مصالح إيران وروسيا، والتي قد تؤدي إلى دعم إقصاء الأسد وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا".
&
مصلحة إيران وروسيا&
وتقول ديلي تلغراف إن "لإيران مصلحة في ذلك وكذلك لروسيا" موضحًا "بالنسبة لروسيا فهي تريد نظامًا يضمن مصالحها في المنطقة، وليست معنية بشخص دون غيره، أما إيران فهي بدورها تريد نظامًا يضمن وصول إمداداتها إلى حليفها حزب الله في لبنان".
وتشير إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تتخلى إيران وروسيا فعلاً عن الأسد وتتفقان مع الغرب على تسوية سياسية في سوريا تضمن مصالحهما؟
&
ويذكر تقرير (ديلي تلغراف) بطلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من البرلمان التصويت على "تدخل عسكري بريطاني ضد نظام الأسد، وهو ما لم يحصل عليه، إذ رفض البرلمان تفويضه بذلك".
وقالت إن من المآزق التي واجهت الغرب في تعامله مع الأزمة السورية هو من سيتسلم السلطة في حال الإطاحة بالأسد.
وخلصت الصحيفة إلى القول: "بما أن التطورات الأخيرة تشير إلى غلبة القوى الإسلامية، وبما أن قوة النظام بدأت تتراجع أمامها، فقد بدأ الغرب بالتفكير في حل يحول دون سيطرتها على سوريا".&
&
ليس وشيكاً&
وإلى ذلك، قال تقرير لـ(رويترز) إن المسؤولين الغربيين نبهوا إلى أن تحقيق أي انفراجة في هذه الأزمة السورية ليس وشيكًا، كما سيتعين على روسيا المشاركة في هذه العملية. وأشاروا إلى أن الأسد يبدو في حالة دفاع بشكل متزايد بعد الانتكاسات التي لحقت بجيشه.
وقال أحد المصادر "ربما تكون هذه هي فرصة التوصل إلى صفقة سياسية. ونحتاج إلى روسيا في هذا الأمر"، مضيفًا أن الطريقة الوحيدة لتحقيق انتقال سياسي للسلطة ستكون عبر مغادرة الأسد للبلاد.
وقال مصدر آخر في محادثات القمة إنه كان هناك شعور خلال الاجتماعات بأن الوضع في سوريا قد يكون على وشك التغيير من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
&
قيادة جديدة&
وأضاف المصدر: "قد يكون هناك المزيد مما يمكننا فعله مع النظام للعمل على الانتقال إلى قيادة جديدة في سوريا.. (علينا) أن نعمل من أجل كسر هذا الجمود السياسي".
ولم تقل المصادر متى وكيف ستدفع هذه الدول بمثل هذا التغيير إلى الواجهة من دون وجود بديل واضح للأسد في النظام الحالي.
ويقول تقرير (رويترز) إن مثل هذا الرأي يتعارض أيضًا مع تقييم مصادر قريبة من دمشق ترى أن المعركة لا تزال طويلة وأن الأزمة مرتبطة بقضايا أوسع بينها التطورات في العراق ونتيجة الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى.
وتعتبر إيران لاعبًا رئيسًا في الدفع قدمًا بأي تسوية للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات.
&