حسن العلوي: عد عبد الاله ابن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، ورئيس الحكومة المغربية، نتائج انتخابات يوم الجمعة بأنها لم تكن سارة فقط بل مذهلة.

وقال ابن كيران في مؤتمر صحافي عقده الليلة الماضية "فيما يخص المدن النتائج لم تكن سارة فقط بل مذهلة،& ففي فاس حصلنا على 74 مقعدا من اصل 97 في نتيجة فاقت كل التوقعات وفي الدارالبيضاء فزنا بالاغلبية المطلقة وفزنا بالمراتب الاولى في خمس مقاطعات".

وتحدث ابن كيران عن مدينة فاس معقل غريمه السياسي حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال، وقال "ان ترويج شباط& للاكاذيب والبهتان وطريقة تسييره لمدينة فاس جعلته يخسر الانتخابات في عقر داره، وفاس تتنفس اليوم الصعداء".

وكشف ابن كيران أن ادريس الازمي الادريسي الوزير المكلف الموازنة الذي خاض المنافسة ضد شباط، هو الذي سيشغل منصب عمدة فاس فيما سيصبح عبد العزيز العماري الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني،عمدة الدار البيضاء.

وقال ابن كيران ان احزاب المعارضة "انهزمت هزيمة نكراء" في اقتراع الجمعة، وكان على قادتها الثلاثة& تقديم استقالتهم (حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال ومصطفى بكوري الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة وادريس لشكر الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية). واضاف انه لو كان مكانهم "كنت ساقدم استقالتي اسوة بما يحدث في الغرب الذي علمنا الديمقراطية".

ووصف ابن كيران انتخابات الجمعة بانها من اجود الانتخابات نظرا لاشراف الحكومة عليها، وعدم تدخل الادارة فيها باي شكل من الاشكال، مشيرا الى ان الحوادث فيها كانت محدودة"، مضيفا ان الانتخابات كانت حماسية والناس مرتاحون لهذه النتائج.

وقارنها بما حدث عام 2011 عندما احتل حزب العدالة والتنمية المرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية، ابان موجة الاحتجاجات التي عرفتها البلاد، والتي توقفت، كما قال، بعد وصول حزبه الى رئاسة الحكومة، مشيرا الى ان المظاهرات المخدومة التي خرجت الى الشارع فيما بعد لم تنجح "لان الاسلوب الشباطي في السياسة (نسبة الى حميد شباط)، والمتمثل في البلطجة والمظاهرات المفبركة وتحريك الاموال، انتهى".

وقال ابن كيران ان الناس اقتنعوا بطريقة تسيير الحزب للشان المحلي وكذا طريقته الخاصة في تسيير الحكومة مع حلفائه، في حين ان المعارضة "بالغت في استهدافي كشخص حتى في الامور التي كانت تعرف اني على صواب فيها مثل اصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الاساسية)"، مشيرا الى ان المغاربة تخلوا عنهم بينما شعروا ان حكومته "لديها هاجس اجتماعي وتتميز بالشجاعة ونظافة اليد فتجاوبوا معها".

وذكر ابن كيران " ان الترتيب فيما يخص الفوز بعدد المقاعد والجهات لا يفيد شيئا امام عدد المصوتين. بل يجب ان نرجع الى عدد المصوتين حيث فاز حزبنا بالمركز الاول".

وقال ابن كيران إن مليون و500 الف شخص صوتوا لصالح حزبه مقابل مليون و333 الف لحزب الاصالة والمعاصرة الفائز الاول بعدد المقاعد في هذه الانتخابات ومليون و70 الف صوت لحزب الاستقلال الفائز بالمرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد.

واضاف ان هذه "النتائج طبيعية بالنسبة لعمل الحزب الجاد".

وأظهرت نتائج الانتخابات حصول حزب العدالة والتنمية على 5021 مقعدا بفارق ضئيل وراء حزب الاصالة والمعاصرة الذي حصل على 6655 مقعدا وحزب الاستقلال الذي حصل على 5106 مقاعد.

وبشأن التحالفات المحتملة، قال ابن كيران ان قادة الغالبية اتفقوا على احترام منطق الاغلبية في هذه التحالفات، الا في بعض الحالات التي ستدرس على حدة، معبرا عن انفتاحه على المعارضة خلافا لما اعلن عنه قادة المعارضة بان التحالف مع العدالة والتنمية "خط احمر".

وذكر بن كيران ان الإصلاح ليس سهلا. الديمقراطية تتطلب اناسا جديين، مشيرا الى ان الحكومة وجدت صعوبات جمة في اصلاح بعض القطاعات كصندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الاساسية).

واضاف ابن كيران أنه في عام 2012 انفقت الدولة 21 مليار درهم (1ر2 مليار دولار) لدعم البنزين وحده "بينما لا ندفع شيئا اليوم"، موضحا ان موازنة& المغرب تعيش اريحية اليوم "حيث بلغت نسبة النمو 5 في المائة وانتقل العجز الى 3ر4 في المائة من 7ر5 في المائة بينما ننتظر ان تتقلص هذه النسبة الى5ر3 في المائة العام المقبل".