رام الله: دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد بشدة اقتحام الشرطة الاسرائيلية للمسجد الاقصى صباح الاحد، بعد اشتباكات عنيفة في باحة الحرم القدسي مع شبان فلسطينيين قبل ساعات من بدء الاحتفالات براس السنة العبرية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الاقصى المبارك والاعتداء على المصلين" مشددا على ان "القدس الشرقية والمقدسات الاسلامية والمسيحية خط احمر، لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الاعتداءات على مقدساتنا".

ودعا ابو ردينة "العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي الى التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الاقصى". اضاف ان عباس "أجرى اتصالات مكثفة مع الاشقاء في الاردن والمغرب والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لمواجهة هجمة التهويد التي يتعرض لها المسجد الاقصى".

واندلعت الاشتباكات العنيفة قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية. ودخلت عناصر من الشرطة الاسرائيلية الى داخل المسجد الاقصى والحقت اضرارا فيه، بحسب شهود عيان.

وجرت صدامات مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر اتخذت السلطات الاسرائيلية على اثرها قرارا نادرا باغلاق باحة المسجد الاقصى مما تسبب بازمة دبلوماسية مع الاردن. يشار الى ان الاردن يشرف على المقدسات الاسلامية في القدس بموجب معاهدة السلام الموقعة مع اسرائيل في 1994.

بدورها دانت الحكومة الاردنية الاحد قيام قوات اسرائيلية باقتحام المسجد الاقصى، داعية الحكومة الاسرائيلية الى "التوقف عن استفزازاتها" و"منع الاعتداءات على الاماكن المقدسة". وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان "الحكومة الاردنية تدين اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الاسرائيلي باحات المسجد الاقصى المبارك ومحاصرة المصلين (...) وتعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال".

وحذر المومني، في تصريحاته التي اوردتها وكالة الانباء الرسمية، من "محاولات استمرار تغيير الأمر الواقع من قبل اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال خلافا للقانون الدولي والانساني"، مطالبا الحكومة الاسرائيلية بـ"التوقف عن استفزازاتها واقتحام الحرم القدسي الشريف ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة". واكد ضرورة "الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس. وشدد المومني على أن "استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي (...) هو الشرارة التي ستؤجج الصراع والتطرف وتغلق الامال امام اي تسوية سياسية".

وكانت&الشرطة الاسرائيلية وشهود عيان فلسطينيون ان صدامات اندلعت صباح اليوم الاحد في باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة اليهودية.

وقال الشهود العيان ان عناصر الشرطة الاسرائيلية دخلوا الى المسجد الاقصى وتسببوا باضرار فيه. وردا على سؤال لكالة فرانس برس، نفت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري هذه المعلومات، موضحة ان قوات الامن الاسرائيلية اكتفت باغلاق بابه.

جاءت هذه المواجهات ممع تصاعد التوتر على اثر اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاربعاء حظر جماعة "المرابطون"، التي تضم نساء ورجالا، وتتصدى للزوار اليهود في المسجد الاقصى في القدس المحتلة.

واعتبر يعالون ان هذه المجموعة "عامل رئيس في خلق التوتر والعنف"، وتسعى الى "تقويض سيادة اسرائيل على جبل الهيكل".& وقال بيان للشرطة ان متظاهرين فلسطينيين شبابا تركزوا ليل السبت الاحد في المسجد "للاخلال" بزيارات اليهود، قبل ان تبدء مساء الاحد الاحتفالات برأس السنة اليهودية.

واضافت الشرطة ان "متظاهرين ملثمين كانوا في المسجد رشق رجال الشرطة بالحجارة والمفرقعات"، موضحة ان "انابيب مشبوهة يمكن ان تملأ بمتفجرات يدوية الصنع عثر عليها عند مدخل المسجد".

وذكر شاهد عيان ردا على سؤال لفرانس برس ان رجال الشرطة دخلوا الى المسجد حتى المنبر. واضاف ان "سجادات للصلاة احرقت جزئيا". وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس ان المواجهات تواصلت صباح اليوم خارج باحة الاقصى. وقد استخدمت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع واخرى صوتية ضد المحتجين.