ليس رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ومعه الأحزاب اليمنية المحافظة الذي حذر من أسلمة أوروبا بسبب تدفق اللاجئين، بل إن إسلاميين متشددين لم يقصروا في هذا الاتجاه والتلميح إلى (الأسلمة).

نصر المجالي: على هامش أزمة اللاجئين التي هزت أوروبا التي بادرت إلى مواجهة تدفق مئات الآف الهاربين من بلدانهم بسبب العنف والقتل والحروب الأهلية، حفلت مواقع تواصل بـ(تغريدات) لداعة إسلاميين متشددين تتوقع بأن يكون تدفق اللاجئين وغالبيتهم من جذور إسلامية بداية (أسلمة أوروبا) وإقامة النظام الإسلامي هناك.

وكان رئيس الحكومة المجرية أوربان حذر من أن تدفق اللاجئين الى اوروبا "ومعظمهم من المسلمين" يهدد الهوية المسيحية للقارة وهو كلام جوبه بموجة من الاعتراضات، في مقدمها اعتراض من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وفي إشارة مبطنة لمقالة أوربان في صحيفة (فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ) التي قال فيها "يجب ألا ننسى ان الذين يصلون (...) هم ممثلو ثقافة مختلفة في العمق"، قالت المستشارة الالمانية: "بما اننا نحتفظ بالقيم المسيحية، اعتقد ان من المهم ان تتم حماية كرامة كل شخص في اي مكان يواجه فيه خطرا".

وحول مسألة اللاجئين قالت ميركل "ان المانيا تقوم بما هو مطلوب اخلاقيا وقانونيا، لا اكثر ولا اقل". كما رد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك على المقال، قائلا:"بالنسبة لي ان يكون المرء مسيحيا في الحياة العامة والحياة الاجتماعية يعني ان يقوم بواجبه حيال اخوته المحتاجين".

وأضاف "ان يكون المرء مسيحيا يعني انه مستعد للتضامن (...) وبالنسبة للمسيحي يجب الا يكون الامر متعلقا بالعرق او الديانة".

سؤال الاستفتاء

وحول هذا الموضوع طرحت "إيلاف" سؤال الاستفتاء للأسبوع الماضي: هل تتفق مع ما يقوله البعض بأن اللجوء السوري سيكون بداية لأسلمة أوروبا؟، وكانت الإجابة بـ(لا) من جانب 6920 ممن شاركوا في الاستفتاء ما نسبته (88 %) معبرين عن عدم اتفاقهم مع ما يقال إن اللجوء السوري سيكون بداية لأسلمة أوروبا.

بالمقابل، فإن 938 من أصل ألـ 7858 الذي شاركوا بالاستفتاء (ما نسبته 12 %) وافقوا بـ(نعم) مع القول إن اللجوء سيكون بداية الأسلمة لأوروبا.

مخاوف أوروبية

يشار هنا إلى أن مخاوف أوروبية تزايدت في الأوان الأخير بعد تقارير عن دفع تنظيم (داعش) لآلاف من عناصره نحو أوروبا.

ومع خشية تسلل مقاتلين من التنظيم مع المهاجرين، أفادت صحيفة (صنداي اكسبريس) البريطانية في الأسبوع الماضي نقلا عن مصدر في هذا التنظيم الإرهابي بأن عملية انتقال هؤلاء إلى أوروبا تمت بنجاح.

وقال المصدر إن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" انضموا إلى جموع اللاجئين المتزاحمة في ميناءي مدينتي أزمير ومرسين من حيث ينطلقون عبر المتوسط إلى إيطاليا، مضيفا أن هؤلاء بعد ذلك يتوجهون إلى دول أخرى وبخاصة إلى السويد والمانيا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه المعلومات أكدها اثنان من المهربين المحليين، حيث نقلت عن أحدهما قوله إنه: " ساعد في دخول أكثر من 10 إرهابيين إلى أوروبا. بعضهم قال إنه يريد زيارة أسرته، وآخرون كي يكونوا على استعداد!".

وقال المصدر في تنظيم (داعش) للصحيفة البريطانية إن تسلل المقاتلين هو بداية الانتقام من الضربات الجوية التي يقوم بها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مضيفا "نحن نريد إقامة الخلافة ليس فقط في سوريا بل في كل العالم".