سيكتفي حزب الله بالرد الأخير في عملية شبعا بعد اغتيال سمير القنطار، ولن يفتح الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، لأنه أصلًا غارق في ما يجري في سوريا والعراق واليمن.


ريما زهار من بيروت: هل من المتوقع أن يستكمل حزب الله عملية شبعا بأخرى، وهل تبقى عملية شبعا التي ردّ بها حزب الله على اغتيال سمير القنطار بداية لعمليات أخرى، قد تؤدي إلى حرب بين لبنان وإسرائيل؟.
&
يعتبر النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" في قراءة أولية لما جرى في شبعا، أن "حزب الله غارق في الوحول السورية وفي العراق واليمن، ويفتح العديد من الجبهات، من هنا سيقتصر الرد على ما جرى أخيرًا في شبعا، والأمور لن تكون أبعد من ذلك، لأن حزب الله أغرق نفسه في الكثير من الجبهات والوحول في المنطقة، وأصبحت من الصعوبة لديه أن يواجه كل الجبهات، وكلنا نعرف أن حجم الرد قد تكون له تداعياته، ويكون مدروسًا بشكل لا يفتح الجبهة الجنوبية، لأنه إذا حصل ذلك سيكون وضع حزب الله صعبًا جدًا".
&
هل يعني ذلك أن فرضية احتمال نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل تبقى مستبعدة؟، يجيب زهرمان أن "إسرائيل لا مصلحة لها اليوم بحرب في لبنان، كما إن حزب الله أكثر حرصًا على ضبط الجبهة الجنوبية، كي لا ينشغل عن معركته الأساسيّة في سوريا، ومقاومة إسرائيل أصبحت بالنسبة إلى حزب الله من الأمور الثانوية، ومعركته الأساسيّة أصبحت في سوريا والعراق واليمن، إلى جانب النظام السوري بأمر إيراني طبعًا".

فرضية الحرب
في حال صحّت فرضية الحرب بين لبنان وإسرائيل، أي تداعيات ستتركها في لبنان في ظل الوضع الحالي؟، يلفت زهرمان إلى "التداعيات المدمرة التي قد تنشأ من حرب كهذه، لأننا نحن بكل الأحوال في هذه الظروف نعاني أصلًا، ولا يمكن مقارنة وضعنا الحالي بما كنا عليه في العام 2006، حيث كان هناك تضامن لبناني أكبر حول ما يسمّى بالمقاومة، والتضامن السابق ليس موجودًا حاليًا، إضافة إلى التحذيرات الإسرائيلية المتكررة بأن الرد قد يكون أكثر تدميرًا من الرد الذي جرى في العام 2006".
&
حزب الله والصمود
وردًا على سؤال بأن حزب الله هو اليوم مقسوم بين التدخل في سوريا وبين ما جرى من عملية في شبعا، فهل يستطيع الصمود في كل الجبهات؟.
&
يعتقد زهرمان أن حزب الله لا يدرس حاليًا مصلحته من الوجهة اللبنانية، حزب الله ينفذ أجندته الإيرانية، وتستعمل إيران الشيعة غير الإيرانيين، خاصة الشيعة العرب، وقودًا في مشروعها، وإذ يتدخل حزب الله في سوريا فهو يدفع أثمانًا كبيرة جدًا، ولكن قرار حزب الله ليس بيده، بل بيد القيادة الإيرانية، وبيد الولي الفقيه.
&
ويرى زهرمان أن حزب الله سابقًا عندما كان فاتحًا جبهته ضد إسرائيل، كان هناك تضامن لبناني كبير بجانبه، وكانت لديه قدرة أكبر على الصمود، أما اليوم فتدخل حزب الله ببحر من المعارك في سوريا والعراق واليمن، سوف يدفعه أثمانًا كبيرة في المستقبل إذ لا قدرة له على المواجهة في هذه المعارك، إضافة إلى أن عنوان المعارك التي يقودها خارج لبنان تتناقض كليًا مع الشعارات التي كان يرفعها في السابق، في موضوع تحرير الأرض والحفاظ على الكرامة ومقاومة المحتل، وهو يمارس خارج لبنان ما كانت تمارسه إسرائيل في الداخل اللبناني، ويكفي أن نرى حصار النظام السوري وحزب الله لأهالي مضايا، والكلام عن مدى معاناة أهالي مضايا الذين يموتون جوعًا، وهذا ينسف كليًا كل الشعارات التي كان ينادي بها حزب الله، من موضوع مقاومة إسرائيل ونصرة المظلوم وما إلى ذلك.
&
قرار الحرب
هل قرار الحرب والسلم في لبنان لا يزال بيد حزب الله حاليًا؟، يجيب زهرمان أن حزب الله، الذي يملك السلاح، يتحكم متى يفتح معركة ومتى ينهيها، وكفريق 14 آذار نواجهه سياسيًا، وما حصل في الـ2006 هو أن حزب الله أخذ بنفسه قرار الحرب وفتح معركة، وكل اللبنانيين دفعوا ثمن تلك المعركة، ولا شك أن قرار الحرب لا يزال بيد حزب الله، وهذا ما نرفضه، لأننا نقول دائمًا إن قرار السلم والحرب يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية، وبيد الشرعية، وأي سلاح خارج الشرعية اللبنانية هو مسيء ومدمر للوضع اللبناني.
&
&