دعت منظمة أوروبية تعنى بشؤون العراق الى حل "الميليشيات" العراقية المرتبطة بإيران إثر تزايد جرائمها الطائفية.. فيما أكد السفير السعودي الجديد في بغداد أن بلاده تتطلع إلى بداية جديدة من العلاقات مع العراق بما يسهم في استقراره وعلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية.

لندن: قالت المنظمة الأوروبية لحرية العراق التي يترأسها البرلماني الأوروبي إسترون إستيفنسون في تصريح صحافي أرسل الى "إيلاف" عبر البريد الالكتروني إن الحصار وأعمال القمع ضد أهالي محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) لا سيما في قضاء المقدادية من قبل الميليشيات المرتبطة بإيران في حين لم تفعل قوات الجيش والأمن التي دخلت القضاء شيئا لحماية المواطنين حيث تشير المعلومات المحدودة من هناك الى إحراق المساجد السنية والمنازل فضلا عن قتل العديد من الشبان في البلدة.

وأوضحت أنه في تبرير لجرائم الميليشيات العراقية المسلحة المرتبطة بإيران قال جاسم السعدي قائد شرطة ديالى وبشكل يدعو للاستغراب للصحافيين ان هذه الحوادث هي "روتينية ويمكن ان تحصل في اي مكان في العالم".

وقال إنه في الخامس عشر من الشهر الحالي فقد أدان ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني بشدة العدوان على المساجد وبيوت الناس في المقدادية محملا قوات الأمن مسؤولية تكرار هذه الحوادث ودعا الى حظر الجماعات المسلحة خارج سيطرة الحكومة فيما قال سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي ان "أولئك الذين وضعوا حصارا على المقدادية وقتلوا الناس هناك وفجروا مساجدهم هم أطراف معلومون لدى السلطات وليسوا مجهولين وأسماؤهم موجودة لدى القيادات الأمنية والعسكرية وعلى الحكومة أن تحاسبهم ولايزال وجود هذه الميليشيات المنفلتة يهدد المقدادية والمجرمون يريدون بث فتنة طائفية جديدة في البلد".

ومن جهتها، قالت ناهدة الدايني النائبة عن محافظة ديالى ان "أكثر من 50 بالمئة من الأجهزة الأمنية مخترقة من قبل هذه الميليشيات والتي تعمل تحت غطاء الحكومة الرسمية وتحت سيطرة الأجهزة الأمنية وبسيارات الأجهزة الأمنية وبباجات الأجهزة الأمنية وعمليات القتل والخطف والاعتقال".

واضافت المنظمة قائلة "الواقع أن النظام الإيراني ولمصلحته الخاصة يخطط لتغيير التكوين السكاني لمحافظة ديالى التي لها حدود 240 كيلومترا مع إيران ويقع منفذان حدوديان المنذرية ومندلي في محافظة ديالى وهما& أقرب طريق من إيران الى بغداد. واشارت الى ان هذه الأعمال "الوحشية" لا تقتصر على المحافظات السنية وهناك 9 محافظات غير صالحة للعيش البشري والجرائم التي ترتكب ضد الأبرياء في محافظة البصرة الجنوبية أيضا هي انتهاكات بحق الدم العراقي.&

وقالت المنظمة الأوروبية إن كبار قادة الحشد الشعبي للميليشيات المسلحة هم فالح الفياض وهادي العامري وأبو مهدي المهندس& وقيس الخزعلي وكلهم منتسبون الى فيلق القدس الإيراني ويوم الاثنين الماضي أشاد فالح الفياض في لقائه في طهران بوزير الدفاع الإيراني ومستشار الأمن القومي بدور إيران في العراق&ودعا إلى مزيد من التدخل من قبل النظام الإيراني في العراق.

واوضحت المنظمة انه بموازاة هذه التطورات تم اختطاف ثلاثة مواطنين أميركيين جنوب بغداد وقبلهم الصيادين القطريين في الأيام الأخيرة على أيدي الميليشيات التي يمسك& النظام الإيراني بخيوط تحركاتها.
واضافت ان الحوادث الجارية في العراق تشير الى أنه طالما لم يتم حل الميليشيات والحشد الشعبي الذي يوفر الغطاء القانوني لها فان انعدام الأمن والإرهاب وقتل الأبرياء في العراق سيستمر لان جرائم هذه الميليشيات تغذي تنظيم "داعش" سياسيا واجتماعيا وثقافيا ليبقى الأمن في المنطقة والعالم معرضا للخطر.

ودعت المنظمة الى اعتقال ومحاكمة مسؤولي الجرائم في المقدادية ولفتت الى انه على رئيس الوزراء حيدر العبادي وحكومة الولايات المتحدة الى حقيقة انهما إذا أرادوا السلام والأمن في العراق وإذا كانوا يرغبون في هزيمة "داعش" فلا بد من حل جميع الميليشيات المسلحة وحصر السلاح بيد القوات الحكومية في العراق.

&يذكر أن استرون إستيفنسون إسترون إستيفنسون كان شغل عضوية البرلمان الأوروبي بين عامي 1999 و2014 كما شغل بين عامي 2009 و 2014 رئاسة لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي وهو حاليا رئيس المنظمة الأوروبية لحرية العراق.

وامس قال مصدران في المخابرات العراقية ومصدران في الحكومة الأميركية إن الأميركيين الثلاثة الذين اختفوا في بغداد قبل أيام قد خطفوا وإنهم محتجزون لدى فصيل شيعي مدعوم من إيران. وأضاف أن الثلاثة خطفوا لأنهم أميركيون وليس لأسباب شخصية أو مالية. وأبلغ المصدر وكالة رويترز أن الثلاثة يعملون في شركة صغيرة تعمل لحساب جنرال ديناميكس كورب بموجب عقد كبير مع الجيش الأميركي.

&وقالت وزارة الخارجية الأميركية الأحد الماضي إنها تتعاون مع السلطات العراقية لتحديد موقع الثلاثة المفقودين لكن دون تأكيد تعرضهم للاختطاف. وبسؤاله عن الاختطاف في إفادة يومية في وزارة الخارجية الأميركية امس قال المتحدث جون كيربي "باتت الصورة أوضح قليلا في ما يتعلق بما قد يكون حدث." ورفض كيربي قول ما إذا كان وزير الخارجية جون كيري اتصل بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لمناقشة المسألة.

وقد فرضت الولايات المتحدة الاحد الماضي عقوبات على 11 شركة وشخصية إيرانية على صلة ببرنامج طهران للصواريخ الباليستية.

سفير السعودية: نتطلع لبداية علاقات جديدة مع العراق

هذا وأكد السفير السعودي الجديد في العراق أن بلاده تتطلع الى بداية جديدة من العلاقات مع العراق بما يسهم في استقراره وعلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان في بغداد اليوم مع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الذي عبر عن أمله ان يمهد افتتاح السفارة السعودية في العراق لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين مبديا بإعادة افتتاح السفارة السعودية في العراق".

وأعرب الجبوري عن أمله في "ان يمهد ذلك لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين الشقيقين خصوصاً في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة والتي تتطلب مزيداً من التنسيق بكافة المجالات" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقته "إيلاف".. مضيفا "نتطلع الى دور عربي اكبر ومزيد من التعاون وبذل الجهود من اجل مواجهة الارهاب الذي بات يهدد امن المنطقة واستقرارها".

ومن جهته اكد السبهان ان "السعودية تتطلع الى بداية جديدة من العلاقات مع العراق بما يسهم في استقراره وعلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية".

والاثنين الماضي اكد الرئيس العراقي معصوم رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع السعودية خدمة للسلام والازدهار في المنطقة وذلك ايذانا&بمباشرة السفير لمهامه الرسمية في العراق بعد قطيعة دبلوماسية استمرت ربع قرن من الزمان. واكد معصوم خلال تسلمه في قصر السلام في بغداد اليوم الاثنين أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد لدى العراق ثامر السبهان أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين وضرورة توسيع اطر التعاون في المجالات الإقتصادية والثقافية والامنية كافة مرحّبا بمباشرة السفير السعودي الجديد لمهامه في بغداد.

من جانبه نقل السبهان إلى الرئيس معصوم تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مؤكدا&عزمه على بذل كل جهد ممكن من أجل تطوير العلاقات بين البلدين. وكان السبهان وصل الى بغداد اواخر الشهر الماضي بعد انقطاع على المستوى الدبلوماسي بين البلدين منذ عام 1990.

وعينت السلطات السعودية في حزيران (يونيو) الماضي& ثامر السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 بعد مفاوضات استمرت اكثر من عام منذ تشكيل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حكومته الحالية في أيلول (سبتمبر) عام 2014 بعد ان كانت المملكة عينت مطلع عام 2012 سفيراً لها غير مقيم في العراق قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد في العام نفسه الا أنها تراجعت عن قرارها لاحقاً بسبب الخلافات مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.