تناولت صحف عربية عدة الأزمة الرئاسية في لبنان وذلك تزامنا مع انعقاد البرلمان اللبناني لانتخاب الزعيم المسيحي ميشال عون رئيساً للجمهورية إضافة إلى المعارك الدائرة في حلب مع محاولة المعارضة كسر الحصار المفروض عليها في الجزء الشرقي من المدينة. ونبدأ مع الشأن اللبناني، ومن صحيفة الديار اللبنانية إذ يرى غالب قنديل أن "المبادرة لتبني ترشيح العماد عون هي ثمرة الصمود السوري ونتيجة لثبات حزب الله". ويضيف الكاتب: "ظهر المحور الأمريكي - السعودي إلى الواجهة خلال الأيام القليلة الماضية ليرعى رضوخ حليفه الشيخ سعد الحريري للتوازن الجديد بإعلان قراره انتخاب العماد ميشال عون، مكرسا اعترافه غير المعلن بمحورية دور حزب الله في المعادلة الوطنية اللبنانية". وفي النهار اللبنانية، يقول إبراهيم بيرم "لا يمكن لأحد أن ينكر أن الصفقة الرئاسية ما كانت لتمر بهذه السلاسة من دون أن يكون وراءها تفاهم إيراني-أمريكي تم بتشجيع فرنسي، وهو ما ينطوي ضمناً على اعتراف غربي غير مباشر بدور مميز لـ "حزب الله" في ساحة المعادلات السياسية اللبنانية". وتقول صحيفة السبيل الأردنية إن الخطوة "ستنهي شللاً انعكس في كافة المؤسسات اللبنانية، لكنه لن يكون كافياً لوضع حد للانقسام السياسي العميق بين الفرقاء" على خلفية نزاع دام مستمر في سوريا المجاورة. وفي الرأي الكويتية يشبه خيرالله خيرالله زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بـ"مرشد إيران"، قائلا إن "الجميع رضخوا لقرار الحريري بأن لا رئيس آخر للجمهورية غير عون". ويقول الكاتب: "كان لبنان يستحقّ رئيسا للجمهورية أفضل بكثير من عون. ولكن ما العمل عندما يقبل قسم من مسيحيي البلد الدخول في لعبة حزب الله القاضية بالامتناع عن النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس بشكل طبيعي". ويضيف الكاتب بأنه "ليس في تاريخ عون ما يشجّع على التفاؤل، لكنّه كان مخاطرة لا مفرّ منها" بعدما اعتبر حزب الله عون الخيار الوحيد لسدّ الفراغ الرئاسي. من جانبه قال حبيب الصايغ في الخليج الإماراتية: "السؤال المحوري، ولبنان يتجه إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية بمباركة ما يسمى حزب الله، وبالتالي نظام الولي الفقيه في إيران، فيتصل، لا محالة، بمستقبل لبنان والمسافة التي يتيحها الوضع الجديد لتدخلات إيرانية جديدة في لبنان ومقدراته". ويحمل الكاتب على حزب الله قائلا: "إن حلم اللبنانيين في وطن حر مستقل وعيش كريم يتبخر مع استمرار ما يسمى حزب الله المصنف إرهابياً على مستويات عربية ودولية في لعب أدواره المريبة المشبوهة، وأخشى ما يخشاه المراقبون تكريس وجود حزب الله كدولة مسلحة داخل الدولة". وإلى الشأن السوري، فقد اهتمت بعض الصحف بتطورات الهجوم الذي بدأته قوات المعارضة السورية يوم الجمعة الماضي بهدف كسر الحصار الذي تفرضه الحكومة على الجزء الشرقي من مدينة حلب. وفي ذلك كتب صهيب عنجريني في صحيفة الأخبار اللبنانية يقول: "الجيش السوري وحلفاؤه في موقع الدفاع من جديد على جبهات حلب... المعارك التي أطلقها جيش الفتح في الساعات الأولى من صباح الجمعة كانت متوقّعةً بعدما تحوّلت إلى ضرورة وجوديّة للمجموعات المسلّحة في ظلّ الانكفاءات المتتالية التي مُنيت بها". من جانبه يقول فراس عزيز ديب في صحيفة الوطن السورية: "زخم الهجوم والاستماتة في حلب يجعلنا نفترض أن المحور الآخر (أي قوات المعارضة) وضعَ بيضهُ في سلةٍ واحدة، وهجومٍ واحد في محاولةٍ لقلب المعطيات في حلب. هم يدركون أن معركةَ حلب ستفشل وأن أي خرقٍ قد يتحقق هنا أو هناك سيتم استعادته، لكن هل من هدفٍ آخر لهذه المعركة في هذا التوقيت؟!". من جانبها توقعت صحيفة السفير اللبنانية أن تستمر المعركة في حلب لفترة طويلة، وقالت في ذلك: "رغم انكسار زخم الهجوم، وتمكُّن الجيش السوري من إيقاف زحف المسلحين... ستستمر هذه المعارك فترة طويلة نسبة لكمية السلاح الكبيرة التي تلقتها الفصائل المسلحة، والتي زجّت فيها بأكثر من 20 دبابة و15 مدرعة في الهجوم".معركة حلب
- آخر تحديث :
التعليقات