إيلاف من بيروت: "انتظرناها سنتين ونصف السنة "، هكذا افتتح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وبالفعل انتظر اللبنانيون طويلاً حتى في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، فبعد الدورة الأولى التي حاز فيها عون على 84 صوتًا بفارق صوتين لنيله الرئاسة، اضطر اللبنانيون أن ينتظروا طويلاً في الدورة الثانية بعدما تبين أن عدد الظروف التي وزعت فاقت الـ127 وكانت 128 ظرفًا، وهكذا بعد أكثر من عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي أصبح للبنان رئيس للجمهورية بعد فوز النائب ميشال عون بعد عملية اقتراع ثالثة من الدورة الثانية وإعادة الإقتراع بسبب وجود 128 ظرفًا مرتين، وحصل عون على 83 صوتًا و7 أصوات ملغاة و36 ورقة بيضاء وصوت واحد للنائب ستريدا جعجع.
وقد جاءت نتائج الدورة الأولى بـ84 صوتًا لعون و36 صوتًا للورقة البيضاء و6 اوراق ملغاة حملت 5 منها اسم ثورة الأرز في خدمة لبنان وواحدة اسم ميريام كلينك، بالإضافة إلى اسم النائب جيلبيرت زوين.
وهكذا بعد طول انتظار، يكون لبنان قد طوى صفحة مؤلمة من فراغ رئاسي ليدخل مرحلة جديدة مع عهد جديد، فكيف يتوقع اللبنانيون أن يكون عهد عون المقبل؟
يعتبر النائب السابق اسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن شخصية الجنرال عون تتمتع بإرادة ومحاولة انهاض مشروع دولة، ومواجهة الفساد بأكبر قدر ممكن، اما ما مدى نجاحه في تحقيق ذلك، فالأمر مرهون بالظروف. عن الفساد المستشري ودور عون في محاربته، يعتبر سكرية أن كل الفرقاء يجب أن يتعاونوا جميعهم للقضاء على الفساد في لبنان، لأن شخصًا بمفرده لا يستطيع القضاء عليه، ويعود سكرية الى تجربة فؤاد شهاب السابقة عندما سمى الفاسدين بآكلة الجبنة، فلم يسمحوا له النجاح في خطته الإصلاحية للقضاء على الفساد في لبنان.
عن المتوقع من عهد عون، يرى سكرية أن المتوقع ان يصطدم بالفاسدين ويجب كبح جماحهم، باتجاه واقع أكثر صحي، ومن المفروض أن ينتعش الوضع الإقتصادي في عهده، ولكن "لننتظر ونرَ، لأن تراكم الفساد معقد ومتمدد وأصبح ثقافة لدى اللبنانيين."
التغيير والإصلاح
الإعلامية سعاد قاروط العشي أكدت في حديثها لـ"إيلاف" أن عون حلم كثيرًا للوصول إلى هذا الموقع، وناضل كثيرًا وبحسب طريقته، وهو على رأس تكتل يحمل اسم التغيير والإصلاح، والمفروض أن عون بعد هذا النضال والحلم الكبير، أن يقوم فعلاً بتحقيق العنوان الأساسي أي التغيير والإصلاح في كل لبنان، وبقدر ما ينفذ الأمر بقدر ما يكون الفريق الذي يسانده يحقق الأمر، بقدر ما يصل لبنان إلى بر الأمان، والوطن مهشم إلى آخر درجات التهشيم، ونحن بحاجة إلى الإصلاح والتغيير.
وهنا تلعب الظروف الداخلية والإقليمية والدولية دورها في هذا الخصوص، ونحن بانتظار تحقيق عون لكل مشاريعه المستقبلية، لأن لبنان لم يعد يحتمل المزيد من المآسي.
بروفايل وتحديات
يتوقع المواطن إميل فاخوري أن يكون بروفايل عون الرئاسي مليئًا بالتحدّيات، لأن مشاكل البلاد كبيرة، والجميع ينتظر معجزات، بدءًا بانهاء ملف النفايات وصولاً إلى القضاء على الفساد في لبنان.
ويأمل فاخوري أن يكون عون على قدر آمال اللبنانيين في تحقيق كل أمانيهم الوطنية والحياتية والإجتماعية، وأن يمشي الجميع بالتعاون معه من أجل تنظيم أمور البلد.
ولا يرى فاخوري أن موجة الإغتيالات ستعود مجددًا، كما كان يحصل في الماضي، لأن الدول الإقليميّة يبدو أنها جادة في تحييد لبنان عن كل صراعات المنطقة.
وعن القول إن انتخاب عون كان انتخابًا وطنيًا بعيدًا عن التدخلات الخارجية، يأمل فاخوري أن تبقى الأمور داخلية في لبنان وأن يتم حلها من قبل "أهل البيت" الذين يستطيعون وحدهم ومن دون مساندة أحد حل معظم أمورهم الداخلية.
عون ..والفساد
"أهم ملف على عون أن يقوم بحله هو المحسوبية والفساد المستشري في لبنان"، هكذا بادرت المواطنة إنطوانيت جمّال بالقول، واعتبرت أن كل عهد جديد يحمل في طياته آمالاً جديدة بحل المواضيع العالقة في لبنان، لكن معظم العهود خيبت آمال اللبنانيين، رغم ذلك تبقى الآمال منعقدة على تضافر جهود كل القوى السياسية التي تؤازر عون بدءًا من القوات اللبنانية وانتهاء بتيار المستقبل، للعمل جميعًا في تنظيم أمور لبنان الحياتية والإقتصادية والسياسية والأمنية.
هل من خوف مستقبلي على أمن لبنان؟ تجيب جمّال لطالما عاش لبنان هاجس التفجيرات الأمنيّة، لكن رغم ذلك كان ينهض كطائر الفينيق ويتابع حياته رغم الآلام والقتلى.
عن المرحلة المقبلة التي ينتظرها لبنان في عهد عون، تقول جمال إن المتوقع اليوم بعد انتخاب عون إجراء استشارات نيابية وتسمية رئيس للحكومة في لبنان على الأرجح سيكون سعد الحريري ومن ثم تشكيل حكومة في لبنان تتوافق مع كل طموحات الشعب اللبناني وتقوم بتسيير ملفاتهم المعقدة.
يوم مختلف
يشير المواطن جهاد بيطار أن يوم 31 اكتوبر كان مختلفًا هذا العام، ويحمل في طياته بشائر عهد جديد، نأمل أن يحمل الحلول لكل الملفات العالقة بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي، وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، يتوقع بيطار أن يكون عهد عون عهدًا اقتصاديًا بامتياز، وأن تعود الإستثمارات إلى ربوع لبنان، وهناك تحالفات إنتخابية مقبلة سوف تتغيّر في المستقبل، بعد تحالف عون مع تيار المستقبل وقبله تحالفه مع القوات اللبنانية، من هنا لن يكون هناك بعد اليوم 14 و8 آذار بل تحالفات أخرى ثنائية ثلاثية وربما رباعية.
ويعتبر بيطار أن انتخاب عون يعني أنه مهيّأ للقيام بمهامه بحسب آمال اللبنانيين الكثيرة، ونأمل ألا يخفق في المستقبل في تحقيق كل تلك الآمال.
التعليقات