إيلاف من نيويورك: شكل تعيين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستيف بانون، في منصب كبير المخططين الاستراتيجيين، مادة إنقسام جديدة داخل أروقة الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية.
بانون سبق له وأن اشرف على موقع "بريتبارت" الإخباري قبل أن يعيّنه ترامب في شهر أغسطس الماضي على رأس حملته الإنتخابية، بعدما أجرى يومها مناقلات عديدة شملت تغيير عدد من القائمين على الحملة.
وبين تعيين بانون كبير المخططين الإستراتيجيين، ورينس بريبوس في منصب كبير موظفي البيت الابيض، إنقسم مسلمو البلاد بعدما أصدرت منظمة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بيانًا انتقدت فيه تعيين بانون، بالتزامن مع خروج اصوات مؤيدة لخطوة ترامب صدرت عن حركة (مسلمون مؤيدون لترامب).
بيان كير
البداية من مجلس العلاقات الأميركية-الاسلامية الذي قال رئيسه نهاد عوض في بيان له "إن تعيين بانون في إدارة ترمب يبعث برسالة مقلقة بأن نظريات المؤامرة المتعلقة بمعاداة المسلمين وعقيدة القوميين البيض ستكون مرحبًا بها في البيت الأبيض".
وحث عوض، في بيان نشره "كير" على موقعه الإلكتروني، "الرئيس المنتخب ترامب على إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأميركيين"، كما أعلن في خطاب إعلان فوزه بالرئاسة.
مسلمون مؤيدون لترامب: فتشوا عن الاخوان
في المقابل، رد مصدر في منظمة (مسلمون مؤيدون لترامب) على بيان عوض قائلاً "ينبغي التمييز بين مسلمي الولايات المتحدة الأميركية، وبين منظمة كبير التي تمثل فقط تنظيم الإخوان المسلمين في البلاد لا الجالية المسلمة، وهذا ما ظهر جليًا في الانتخابات الاخيرة خصوصًا في ولاية ميتشيغن".
وأضاف المصدر في تصريح لـ"إيلاف" "الهجمة اليوم على بانون من قبل كير وقبلها على مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية وليد فارس، تأتي لكون المعين حديثًا في منصب كبير المخططين الاستراتيجيين لاعبًا رئيسيًا في موضوع وضع الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، واليوم بعد تعيينه في منصبه، فإن هذه القضية (وضع الإخوان على لائحة الارهاب) ستسلك مسارها الصحيح".&
وتابع "الأمر الثاني يتمثل في ان بانون يعتبر من ابرز الداعين الى تفكيك الاتفاق النووي مع ايران، وان وجوده في منصبه الجديد يعني بكل بساطة ان سياسة ادارة ترامب ستكون مختلفة جذريًا عن السياسة التي اتبعتها ادارة أوباما".
تحفظ أسامة جمال
وبحسب المصدر، "فإن تعيين بانون وبريبوس سيؤمن ومن دون ادنى شك وحدة الصف الجمهوري في سبيل اتباع سياسة جديدة لمكافحة الإرهاب".
من جهته، قال أسامة جمال، أمين عام المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة "إن كير لا تمثل الاخوان الذين بإمكانهم الدفاع عن انفسهم، وموقفنا بالنسبة لبانون لا يختلف عن مواقف كثير من المنظمات والشخصيات الأميركية البيضاء وعن موقف اليهود الذين يعتبرونها معادية للسامية، وقد صدر بيان من (ADL) بهذا الخصوص، إذا موقفنا فيه الكثير من التحفظ على اختيار بانون لأن خلفية الرجل يمكن ان توضح سياسة ترامب المستقبلية بحال التزم بآرائه".
وأضاف في تعليقه على كلام حركة "مسلمون مؤيدون لترامب"،" نحن في بلد ديمقراطي منفتح يحق للجميع اعطاء رأيه، ونحن بالتالي نحترم آراءهم ولكننا نختلف معهم حول القضايا الاساسية الانسانية"، متابعًا "لا مشكلة ان نختلف مع احد في البرامج السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، اما في القضايا المتعلقة بالعنصرية القائمة على اختلاف الدين او اللون فتلك قصة أخرى".
مؤامرة ممولة
وعن أن هجمة كير على تعيين بانون تأتي بسبب دور بانون في امكانية وضع الاخوان على لوائح الارهاب،&تساءل جمال "هل المنظمات التي استنكرت تعيين بانون تنتمي الى الاخوان؟&
وأضاف ردًا على سؤال حول موقفهم بحال اتجه بانون الى الدفع باتجاه وضع الاخوان على لوائح الارهاب،" هذا بلد محكوم بالنظام والقوانين، ولكن قدراته لا تعطي قانونية لقرارات"، ولكن ماذا اذا وافق الكونغرس على هذا الإقتراح، يرد امين عام المنظمات قائلاً،" عليه تقديم ادلة امام الناس والمحكمة العليا أن هذه الجماعة تقوم باعمال ارهابية"، مضيفًا،" لا يعقل ان يكون هناك ثلاثة أو اربعة اشخاص مدفوعين من قبل جهات تمولهم لنشر ظاهرة الاسلاموفوبيا، أن يروا ما لا يراه العالم اجمع".
وتابع،" حملة وضع الاخوان على لوائح الارهاب ممولة وزاد تمويلها بعد الربيع العربي بعدما تأكد الجميع أن هذه الجماعة ملتزمة بالديمقراطية. يخافون الناس الملتزمون بخيارات الديمقراطية واسهل شيء وصم الناس بالارهاب دون دليل، وهذه بريطانيا التي تصدر سياساتها للعالم الغربي قام برلمانها باجراء تفتيش واستقصاء عن الاخوان، ووصل الى قناعة ان تقرير وزيارة الخارجية حول الاخوان كان مزيفًا ويهدف الى مراعاة دولة خليجية".
السعي لتسمية أشخاص في الادارة
هل تطالب المنظمات بتسمية موظفين في ادارة ترامب الجديدة، قال: "نحن رحبنا بخيار الشعب الأميركي، ونحن نؤمن بأميركا اكثر من ايمان ترامب بها، فهو هدد بعدم قبول نتائج الانتخابات بحال أتت مخالفة لتوقعاته بينما نحن اقرينا بنتائجها"، مشيرًا،" الى اننا نسعى الى المساهمة في تسمية شخصيات مسلمة او شرق اوسطية لشغل مراكز في الادارة الجديدة، واذا تجاوب ترامب فإنه يبعث برسائل مطمئنة، وسيؤكد ان كلامه السابق هو دعائي انتخابي، وانه حريص على لم شمل الشعب الأميركي، ويسمع لكل شرائحه، واذا استمع الى نصائحنا في موضوع التعيين فهذا شيء جيد، لأن الكثير من هؤلاء الذين يدعون انهم مع ترامب الآن وقفوا الى جانب أوباما".
التعليقات