«إيلاف» من القاهرة: كشف رئيس ائتلاف الصحب والآل، وليد إسماعيل أن إيران استطاعت اختراق دول أفريقيا، ونشر التشيع بها، مشيرًا إلى أنها أنشأت مليشيا جديدة في نيجيريا تحت اسم « جيش الحسين«، على غرار مليشيات حزب الله في لبنان وأنصار الله أو الحوثيين في اليمن.

وأضاف إسماعيل في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة لـ« إيلاف» أن إيران تراهن على ما سماه «الحصان الأسود» أو «الجيش الأسود» في أفريقيا لحصار السعودية ومصر، وعمل كماشة على الدول السنية، بالاتفاق مع أميركا ودول أوروبا.

ولفت إلى أن إيران تعتمد على العناصر العربية في حربها ضد الدول السنية، وتحافظ على العنصر الفارسي.

وقال إسماعيل إن الأزهر يرفض مواجهة عمليات التشيع الإيرانية، حقنًا للدماء، مشيرًا إلى أن من يتصدون للفكر الإيراني في مصر يتعرضون لمضايقات من الجهات الأمنية. وذكر أنه في الوقت الذي يتم بث 212 قناة شيعية على القمر نايل سات، يتم إغلاق قناته التي تتصدى لها.

وانتقد الدعوات المطالبة بـ"التقريب بين السنة والشيعة"، وقال إن إيران الأولى بتطبيق عملية التقريب، متهمًا إياها بالتعامل بقسوة مع السنة وإعدام الكثير منهم وحرمانهم من إقامة المساجد، رغم أنهم يمثلون 25% من السكان.

وفي ما يلي نص الحوار:

١- ماذا عن دور إيران في المنطقة العربية؟

المنطقة العربية تتعرض إلى مثلث هجومي، والجميع يقوم بالدور المطلوب منه من أجل تفتيتها. هناك مناوشات خارجية من قبل أميركا والدول الأوروبية ضد السعودية، وسعوا إلى التعاون مع إيران لإتمام هذا المخطط، وما يحدث من خلافات ظاهرية بين إيران والدول الغربية ما هي إلا خدعة، بل هم يؤيدون ما تقوم به إيران في المنطقة العربية، والدليل على ذلك أن إيران رفعت شعار «الموت لأميركا»، ولم نرَها في مرة قامت بضرب إسرائيل، بل على العكس هناك تعاون معها، وتسعى إلى احتلال العراق واليمن وسوريا. إيران ما هي الا أداة لتنفيذ مخططات الغرب وتفتيت العالم السني، وهذا ما حذرنا منه سابقًا، ولكن لم يستمع إلينا أحد. ونحن نحذر في الفترة القادمة الدول العربية من «الحصان الأسود»، أو «الجيش الأسود» القادم من نيجيريا وجنوب وشمال السودان ومالي وأوغندا، وهذا الجيش يحصل على تمويلات إيرانية، بل أنه أصبحت مراكز القوى الخارجية لدى إيران في التوغل داخل أفريقيا من أجل السيطرة على الدول العربية وعمل "كماشة" عليها.

٢- كيف تمكنت إيران من التوغل داخل أفريقيا؟

إيران سعت بكل قوة إلى أن يكون لها دور داخل أفريقيا، فإستغلت التوترات التي تحدث في بعض البلدان مثل دولة نيجيريا، وتمكنت من السيطرة عليها، واتخذت منها مركزًا لنشر أفكارها، والتوغل في باقي الدول الأفريقية، وإستطاعت إيران تشكيل مليشيات جديدة تحمل اسم «جيش الحسين» على غرار «حزب الله» في لبنان و«أنصار الله» أو الحوثيين في اليمن، وتمده بكل المال والسلاح، بل أن تستخدم هذا الجيش في حربها ضد السعودية، وذلك عن طريق استخدام بعض الأفارقة في الدول التي تحكم السيطرة عليها لإحداث القلاقل والمشاكل لضرب المملكة، وخير دليل على ذلك حادث التدافع الذي وقع في موسم الحج العام قبل الماضي، والذي كان كله من تخطيط إيران، وشارك فيه أفارقة. المشكلة الأخطر أن أعداد الشيعة في نيجيريا كبير جدًا ولا يستهان بهم، بل أصبحت للشيعة أعداد أكبر في دول أفريقيا، إيران لديها مخطط في الفترة الحالية، لفرض سيطرتها على المنطقة العربية، وبعض الدول الأفريقية. إيران لا تعتمد على العنصر الفارسي في الحرب ضد الدول العربية، بل إنها تسعى بكل قوة إلى المحافظة على السلالة الفارسية، وتترك من يتبنى الفكر الشيعي من العرب هم من يدخلون في صراعات مع ذويهم من أهل السنة ويواجهون الموت دون المساس بالعرق الفارسي.

٣- هناك اتهامات للسلفيين في مصر وائتلاف الصحب والآل بتلقي تمويلات من دول الخليج للتصدي لإيران؟

اتهامات باطلة، وعارية تمامًا من الصحة. أنا لم أتلق أي مبالغ نهائيًا من أية دولة خليجية، ولم أحصل على أي دعم من أحد، وكل ما أقوم به هو الدفاع عن العقيدة الصحيحة ضد الفكر الفاسد، وكل هذه الاتهامات يروجها الشيعة من أجل تشويه سمعتي، لإجهاض أي تصدى أقوم به ضد أفكارهم. وإذا كان هذا صحيحًا ما كانت قناة «الصحب والآل» تعرضت للإغلاق. وبيعت سيارتي من أجل استمرار القناة في التصدي للفكر الشيعي والرد على إدعاءاتهم، ورغم ذلك ظلت القناة مغلقة لمدة 4 اشهر، فعدد القنوات الشيعية التي تبث على النيل سات وصلت إلى أكثر من 212 قناة شيعية وكلها ناطقة باللغة العربية، وموجهة لأهل السنة وتضرب في عقيدتهم، وفى المقابل يواجه هذا العدد الكبير من القنوات أربع قنوات فقط.

٤-وهل هناك أي تدعيم من قبل الدعوة السلفية لك حتى الآن؟

التدعيم من قبل الدعوة السلفية تلاشى تمامًا وأصبح ضعيفًا، نظرًا لتخوف البعض من الممارسات الأمنية، ومن يدعمني فقط أفراد من الدعوة، والكثير من السلفيين التزم الصمت من التحركات الشيعية في مصر خوفًا من تعرضه للسجن أو البطش به، بعد أن كان لديهم دور كبير في إجهاض هذا الفكر في السابق. الدعوة السلفية تركت ملف الشيعة نهائيًا، والتزمت الصمت، ولا تسعى إلى عقد أية مؤتمرات أو ندوات، وهناك شيخ أو اثنان فقط من يدعمنا من الدعوة.

٥- كيف ترى دور شيخ الأزهر والمؤسسة في مواجهة الفكر الإيراني؟

للأسف الشديد، الأزهر بعيد عن المسائل الدينية الحتمية، بمعنى أنه لم يشكل مواجهة حقيقية مع الفكر الشيعي، فكان من الممكن أن يخرج شيخ الأزهر ويدلي بتصريحات يقول فيها إن التشيع الإيراني دين آخر غير الإسلام، وينافي لتعاليم الدين الصحيحة، وأن هؤلاء يهاجمون الصحابة، ولكن هذا لم يحدث نهائيًا، فالأزهر يمارس الدور السياسي في ما يتعلق بالشيعة، فكل أحاديثه تأتي من منطلق سياسي أكثر منه منطلق ديني. فالأزهر يرفض المواجهة الصريحة مع الشيعة معتقدًا أن ما يفعله حقنًا للدماء، على الرغم من الدماء مباحة دائمًا وتسال طوال الوقت من قبل الطرف الآخر في العراق وسوريا واليمن. وعلى الرغم من أن شيخ الأزهر طلب كثيرا من إيران أن تصدر فتوى تحرم فيه سب الصحابة، ولكن هذا لم يحدث نهائيًا حتى الآن، وكل ما صدر من فتوى من قبل قيادات الشيعة في إيران إنه لا يجوز سب رموز السنة، وهذا يعنى أن هؤلاء يعتبرون الصحابة ليس رموزًا وبذلك هم يفرقون الإسلام.

٦-  البعض تحدث عن مسألة التقريب بين السنة والشيعية، هل تعتقد نجاح ذلك؟

مسألة التقريب بين السنة والشيعية معقدة، ولماذا يتم الحديث عن هذا التقريب في بلاد أهل السنة؟ فلماذا لم يتم هذا التقريب داخل إيران نفسها؟ أهل السنة في إيران لم يحصلوا على حقوقهم الكاملة، بل يتم إعدام الكثير منهم، على الرغم من أنهم يمثلون 25 % من عدد سكان إيران، ولماذا لم نسمع عن التقريب في العراق و نسمع عنه في مصر فقط، على الرغم من أن الشيعة في مصر يتمتعون بحقوقهم الكاملة دون أن يتم التعرض لهم، على عكس إيران التي يتم التعامل مع السنة فيها بقسوة، فيتم حرمانهم من بناء مساجد خاصة بهم، كما أن أحد سفراء الأردن حكي أحد المواقف التي حدثت معه أثناء تواجده داخل إيران، عندما تجمعوا لصلاة الجمعة بالسفارة السعودية لعدم وجود مساجد خاصة بأهل السنة، تم منعهم من الصلاة داخل السفارة من قبل أفراد الشرطة الإيرانية، بحجة أن التجمع مرفوض. إيران دائما هي من تسعى إلى نشر الفوضى والفتنة في المنطقة، ومصر ليست في حاجة إلى التقريب بين أهل السنة والشيعة، وإيران هي من تحتاج إلى أن تسلك هذه الخطوة لاضطهادها لأهل السنة.

٧-  هل تتوقع أن الفترة القادمة ستشهد حربًا سنية شيعية في المنطقة العربية؟

المنطقة العربية على صفيح ساخن، بسبب الأطماع الإيرانية، وأخاف أن نصل إلى ذلك، ولكنى أدعو كل العقلاء للتدخل لوقف ما يحدث في سوريا واليمن والعراق، وكفانا دماء بين السنة والشيعة، لأن الدم كله حرام، وأن يعرض كل منا أفكاره بكل احترام دون أن يهاجم الطرف الآخر. وكل ما أخشاه أن تستمر إيران في سياستها ضد الدول العربية، وتخرج لسانها للعرب، وكل هذا سينذر بكوارث وخيمة لا تحمد عقباها، وأدعو إيران بدلا من أن تسلط نشر أفكارها على بلاد المسلمين، توجه أفكارها إلى بلاد أوروبا، وتنشئ مواقع وقنوات لنشر التشيع في دول أوروبا، بدلا من تسليط جميع قنواتها ومواقعها ضد أهل السنة، وكل هذا يدعو للتساؤل لماذا لم توجه إيران قناة واحدة لدول الغرب لنشر التشيع بدلا من بلاد المسلمين؟!

٨- نشرتم تسجيلات خاصة لبعض القيادات الشيعية في مصر أثناء التواصل مع إيران، كيف حصلتم عليها؟

تسجيل أحمد راسم النفيس، قام به أحد عناصر الائتلاف، لمعرفة من يمول الشيعة في مصر، وفي ما يتعلق بتسجيلات طاهر الهاشمي المتعلقة بزواج المتعة حصلنا عليها من الفتاة التي طلب منها الزواج، أعطتنا التسجيلات من أجل فضحه ونشر أفكاره المخالفة للدين.

٩- لكن هناك من يقول إنكم حصلتم عليها من الجهات الأمنية؟

هذا غير صحيح، فالأمن لم يتدخل في هذه التسجيلات، والجهات الأمنية لا تتعاون معنا ولا تربطنا بها أية علاقة.

١٠- ما الدافع الحقيقي وراء نشر هذه التسجيلات؟

الهدف الحقيقي هو كشف هؤلاء عملاء إيران للشعب المصري، وأردنا أن نثبت للمصريين أنهم يحصلون على الدعم المادي من طهران، من أجل نشر الفكر الشيعي، وأردنا أيضا أن نكشف عن الوجه الحقيقي لهؤلاء الأشخاص الذين يتحركون في الخفاء من أجل نشر الفوضى في المنطقة وفي مصر خصوصًا.

للإطلاع على الجزء الأول من المقابلة الرجاء الضغط هنا