أكدت الأمم المتحدة أن العراقيين يتطلعون إلى قادة يتحركون للتصدي&للسياسات الطائفية والتطرف وتعزيز التسامح، ودعت إلى إلغاء التشريعات التمييزية والعمل على تبني القوانين التي تجرّم بوضوح خطاب الكراهية والحملات التي تحرض على العنف.
لندن: قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس البعثة الأممية لمساعدة العراق "يونامي" يان كوبيش، في كلمة لدى اختتام الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان في العراق اليوم، "لقد أرسل شعب العراق إلى حكومته وإلى الزعماء السياسيين والدينيين رسالة جلية مفادها انهم يريدون منهم التصدي للتطرف والسياسات الطائفية وتعزيز التسامح، وشدد على دعم الأمم المتحدة المتواصل لهذه الجهود.
وأضاف الممثل الاممي في حفل اقيم في بغداد، "لقد سمعنا طوال هذا الأسبوع قصصاً تناولت التأثير المدمر للعنف الطائفي والديني والعرقي على العديد من المجتمعات في العراق.. ليس هناك دين أو طائفة أو قومية أو جماعة عرقية في مأمن من خطر هذا المرض والتهديد.. ان الفكر المتطرف والسياسات الطائفية والتطرف العنيف والإرهاب والتي تتجسد في شكلها الاكثر تطرفاً هذا اليوم بتنظيم داعش، تشكل تهديدًا خطيرًا ليس للسلام والأمن فحسب ولكنها إن لم ُتكبح فسوف تشكل تهديداً لوحدة العراق وشعبه".&
وقال "لا يمكننا أن ندعَ المحرضين على العنف الطائفي يجرون أبناء المكونات إلى دائرة العنف والانتقام ويدقون أسافين الفرقة بين مكونات المجتمع العراقي المتنوعة.. إنهم في نهاية المطاف يخدمون مصالح الإرهاب".
وأشار المسؤول الاممي إلى أنّ الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان الذي يحتفى به في كل ارجاء المعمورة في الاسبوع الاول من شهر شباط يعزز ثقافة السلام ونبذ العنف والتفاهم الديني والثقافي ويؤكد الحاجة إلى الحوار بين مختلف المعتقدات لتعزيز التعاون والوئام.
وخلال مؤتمرات عقدت في النجف وبغداد واربيل بهذه المناسبة، فقد التقى القادة الدينيون والسياسيون والاكاديميون ومجاميع المجتمع المدني تحت مظلة الحوار بين الاديان والوئام كونه الاساس لضمان السلام والاستقرار.
دعوة لإلغاء التشريعات التمييزية
وفي الجلسة الختامية التي عقدت في جامع الكيلاني في بغداد تحت شعار "لنلم الشمل: خطة عمل لتعزيز وحماية الوئام الديني"، قال كوبيش "لقد شجعتنا تلك المؤتمرات جميعا للتفكير في ايجاد السبل الكفيلة& بتعزيز مبادئ التسامح والمساواة والعدالة والتعايش".
واضاف ان المشاركين فيها طالبوا بالتحرك وحثوا المشرعين من اعضاء مجلس النواب على إلغاء التشريعات التمييزية وتنفيذ السياسات الجامعة بالاضافة إلى تبني القوانين التي تجرّم بوضوح خطاب الكراهية والحملات التي تحرض على التطرف العنيف.
&كما طالبوا الحكومة بخلق الظروف المناسبة للعودة الآمنة والمستدامة للمجتمعات النازحة، وكذلك ضمان اعادة سلطة الدولة إلى المناطق المحررة بأسرع وقت ممكن لمنع العنف. وحث المشاركون ايضًا القادة السياسيين والدينيين على تعزيز التسامح والتفاهم والتعايش السلمي لمجابهة عقائد العنف والطائفية، حيث أشاروا إلى أنّ المجتمع المدني وبخاصة النساء والشباب الذين يشكلون الاعراف العائلية والاجتماعية وكذلك وسائل الاعلام تلعب دوراً رئيسياً في هذا الامر.
وحث المشاركون الدولة للعمل بقوة لإدخال اصلاحات حقيقية وعميقة لضمان الادارة السليمة والقضاء على الفساد وضمان فرص عمل شاملة ومتساوية للجميع وإتاحة التعليم والخدمات الصحية والخدمات الاخرى وخلق اقتصاد يعمل بفاعلية وتوفير العدالة الاجتماعية. وحذروا من أنه في ظل غياب مثل تلك الاصلاحات، فإن من شأن الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية وتدابير التقشف أن لا يتمخض عنها سوى المزيد من دفع العديد إلى النفور والتطرف وخاصة فئة الشباب.
وقال المبعوث الأممي كوبيش "أطلق المشاركون في الاسبوع العالمي للوئام بين الأديان مناشدة قوية للدولة بتنفيذ تدابير لبناء الثقة، والتي من شأنها أن تعزز التسامح والمساواة والعدالة واحترام التنوع وبالتالي العمل أيضا من أجل المصالحة الوطنية للتوصل إلى تسوية تاريخية من شأنها أن تحفظ وحدة العراق وشعبه. وشدد بالقول "يتعين على القوى السياسية ان تتجاوز الانقسامات السياسية، والتي حالت لغاية الان دون تحقيق تقدم في هذا المجال، معرباً عن استعداد الأمم المتحدة للمساهمة في تنفيذ توصيات المشاركين في الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان.
يذكر ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" هي بعثة سياسية تأسست عام 2003 بموجب القرار رقم 1500 لمجلس الأمن الدولي وبناءً على طلب من الحكومة العراقية. وتشمل ولاية البعثة تقديم المشورة إلى حكومة وشعب العراق ومساعدتهما في عدد من المجالات من اجل احراز تقدم في الحوار السياسي الشامل للجميع، وفي المصالحة الوطنية والمساعدة في العملية الانتخابية.. وكذلك في التخطيط لإجراء تعداد وطني للسكان وتسهيل الحوار الإقليمي بين العراق والدول المجاورة وتعزيز حماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي والقانوني.
وكانت المرجعيات الدينية المسيحية والايزيدية قاطعت الاحد الماضي المؤتمر الوطني للتعايش السلمي وحظر الكراهية الذي نظمه مجلس النواب العراقي احتجاجًا على الغبن والاجحاف ضد المسيحيين في العراق.
وتساءل البطريرك لويس رفائيل ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم قائلاً: "ما جدوى من المشاركة في مؤتمرات تخصص للكلمات والشعارات دون أن تجد افعالاً على الواقع؟.. موضحًا أن المقاطعة جاءت بسبب الحيف الذي يمارس ضد المسيحيين وآخره الاجحاف بحقهم في قانون البطاقة الوطنية والتجاوز على الممتلكات الخاصة. وأضاف أن المسيحيين يطالبون بأن تنفذ الحكومة مطالبهم السابقة بإنصافهم بعيداً عن الشعارات".
وشارك في المؤتمر أكثر من 500 شخصية حكومية وبرلمانية وسياسية ودينية لاطلاق وثيقة التعايش السلمي.
التعليقات