«نيكسون»... كتاب يقدم درسا للجمهوريين في السياسة

يستهل دوغلاس شون، مستشار الحزب الديمقراطي الاميركي والمخطط الاستراتيجي لحملات الحزب الانتخابية، نقاشه التركة السياسية للرئيس الاميركي الراحل ريتشارد نيكسون وعمق هذه التركة، برثاء المرشح الجمهوري السابق بوب دول لنيكسون في مراسم تشييعه، حين قال: "أعتقد أن النصف الثاني من القرن العشرين سيُعرف بأنه عصر نيكسون".&

&

&

كما يشير شون في كتابه «تأثير نيكسون» فإن ريتشارد نيكسون تفهم استياء الستينيات والسبعينيات الكبيرة حين كان الشغيلة الاميركيون يشعرون بالاغتراب عن الحزب الديمقراطي، وتحرك سياسيًا على هذا الأساس بعد ما كان الحزب الديمقراطي بيتهم منذ أيام السياسة الجديدة التي أعلنها روزفلت في الثلاثينات. وبلغ هذا الاستياء درجة الغليان في عام 1972 حين قاطعت الانتخابات للمرة الاولى&منظمات كبيرة مثل اتحاد العمل الاميركي - مؤتمر المنظمات الصناعية، أقوى الاتحادات النقابية في الولايات المتحدة.&

&

وعلى امتداد ولاية نيكسون الأولى ثم خلال حملته الانتخابية في عام 1972، سعى الى كسب هذه الشريحة المنسية من الاميركيين الذين يشكلون "الأغلبية الصامتة". وأُعيد انتخاب نيكسون بفوز ساحق في عام 1972.&

&

ويكتب شون: "ربما كانت الأغلبية صامتة، لكنها كانت هائلة"، وباعطائها صوتًا احدث نيكسون إعادة اصطفاف جذرية في السياسة الاميركية.&

&

يقاوم شون في تعاطيه مع تركة ريتشارد نيكسون الاغراء المتمثل بتطبيق التحليل النفسي الشعبي ويتعامل مع فضيحة ووترغيت وتداعياتها بطريقة صائبة. ولكن كتابه يركز على انجازات نيكسون.

&

&

يكتب شون: "كانت رئاسة نيكسون من أهم الرئاسات الاميركية وحتى من أغناها ثمارًا في القرن العشرين، وتأثير نيكسون بالغ بحيث لا أتردد في اعلانه أهم سياسي اميركي في فترة ما بعد الحرب - للحزبين الرئيسيين على السواء"، كما ينقل عنه جون كويني في مراجعته لكتاب شون في صحيفة واشنطن تايمز.&

&

وفي فصل بعنوان "رؤيوي السياسة الخارجية"، يحلل شون نجاحات سياسة نيكسون الخارجية التي اقام بها "ذلك الصرح الدائم للسلام"، كما كان يصفه في خطاباته.&

وإلى جانب إنجازات نيكسون بإنهاء الحزب الفيتنامية التي تصاعدت في ظل ادارتين ديمقراطيتين، وتعديل ميزان القوى الدولية بزيارته التاريخية للصين، وبذلك اطلاق تحولات جيوسياسية ادت في نهاية المطاف الى انهيار الاتحاد السوفياتي، وانقاذ اسرائيل من خطر الهزيمة العسكرية مع تحجيم المخططات السوفيتية للتوسع في الشرق الأوسط، كما يقول شون.&

&

&

يكتب شون: "إن ما اظهرته أعمال نيكسون الجريئة نيابة عن اسرائيل انه رجل دولة يستطيع التكيّف مع اوضاع مختلفة. ومنذ ادارة نيكسون لم تعرف الولايات المتحدة إلا قلة من الرؤساء الناجحين في السياسة الخارجية، ودفعت البلاد ثمن ذلك". ويصح هذا بصفة خاصة اليوم على سياسة اوباما التي يقول شون انها سياسة ساذجة وأسيرة أيديولوجيا تعكس "رفضًا قاطعًا لثقل الولايات المتحدة بوصفها قائدة في الشؤون الدولية". يتابع شون أن صرح السلام الدائم الذي اقامه نيكسون بجهود كبيرة وحافظ عليه خلفاؤه في الغالب ينهار نتيجة سياسة أوباما.&

&

ويتخيل شون نصيحة نيكسون للمرشحين الجمهوريين المتنافسين في السباق الرئاسي هذا العام، بأنه سيقول لهم "إن هناك الآن الكثير من الغضب في البلد وعليكم انتم الجمهوريين أن تجدوا طريقة لتوجيهه ايجابيًا، وهذا ما تريده الأغلبية الصامتة. وعليكم أن تستعيدوا شيئًا من رؤية ريغان وجاذبيته. وعليكم أن تثبتوا كونكم محافظين وفي الوقت نفسه التواصل مع المعتدلين ـ باختصار عليكم أن توحدوا حزبكم ثم تنطلقون من ذلك لتوحيد البلد". ويكتب شون: "المهمة شاقة لكنها ليست مستحيلة كما أثبت نيكسون".&

&

&

​