الحلة: تبنى تنظيم داعش الهجوم الانتحاري الدامي على حاجز تفتيش شمال مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل الذي اسفر عن مقتل 47 شخصا واصابة العشرات، وكان الحاجز استهدف قبل نحو عام بتفجير مماثل.

وادى التفجير الضخم الى تدمير حاجز التفتيش الشمالي المؤدي الى مدينة الحلة التي شهدت مؤخرا استقرارا امنيا نسبيا. وقال فلاح الراضي رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل ان "التفجير الانتحاري اسفر عن مقتل 47 شخصا واصابة اكثر من 70 بجروح".

واشار الى ان "الانتحاري نفذ الهجوم بواسطة شاحنة مفخخة محملة بمواد متفجرة وسط الحاجز الذي كان مكتظا بسيارات العابرين الخاضعة للتفتيش". واكد طبيب في مستشفى الحلة حصيلة الحضايا مشيرا الى "مقتل حوالى عشرين من عناصر الامن جراء الهجوم".

ونشر التنظيم المتشدد بيانا من خلال حسابات على "تويتر" يؤكد ان العملية انتحارية نفذت بواسطة شاحنة مفخخة واوقعت اكثر من "تسعين قتيلا وجريحا من الروافض". كما هدد التنظيم الذي مني بهزام متتالية في العراق بان "المعركة لتوها قد بدات والقادم ادهى"

وكان هذا الحاجز الذي لايزال عناصره يستخدمون اجهزة للكشف عن المتفجرات ثبتت عدم فعاليتها، تعرض قبل عام بالضبط الى تفجير دام مماثل. بدوره، ذكر ضابط برتبة ملازم في شرطة الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، ان الجرحى نقلواالى مستشفيي الحلة الجراحي ومرجان.

وادى الانفجار الى احتراق وتدمير اكثر من ثلاثين سيارة، وفقا للمصدر. واظهرت صورا تناقلتها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جثث الضحايا ملقاة على الارض والدماء في كل مكان، وسط حطام السيارات المحترقة.

من جهته، قال ضابط في قيادة العمليات المشتركة ان التفجير تم بواسطة صهريج مفخخ كان يحاول العبور الى داخل المدينة، مؤكدا ان "قوات الامن تمكنت من اكتشافه اثناء توقفه الى جانب الحاجز، لكن الوقت كان قد فات ففجر الانتحاري نفسه".

وقد تعرض حاجز التفتيش ذاته، في اذار/مارس 2014 الى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ادى الى سقوط نحو 200 بين قتيل وجريح.

فوضى في مكان التفجير

وقع الانفجار في بداية حاجز التفتيش وادى الى تدمير مبان واحتراق عشرات السيارات العسكرية والمدنية بشكل كامل، وفقا لاحد مراسلي فرانس برس. وتبعثرت الوثائق الخاصة بقوات الامن بين الحطام واشلاء الضحايا.

يشار الى ان عائلات كاملة قضت داخل سياراتها اثناء الانتظار في الطوابير. وقال احد سكان منطقة زراعية تبعد مئات الامتار عن موقع الانفجار، "سمعنا دويا هائلا عند الحاجز اعقبه تصاعد سحابة دخان".

واشاف ان "سيارات الاسعاف هرعت الى المكان". وفيما تعالت صرخات الموجودين في موقع الانفجار، قال احد الشهود "رأيت جثة احد الاطفال وقد ذابت تحت احدى السيارات التي اصيبت بفعل قوة الانفجار".

بدوره، قال كريم ساهي (35 عاما) سائق سيارة اجرة، كان قرب المكان، "رايت جثثا متناثرة والناس يركضون في كل الاتجاهات بعيدا وسط صراخ وهلع كبيرين". وشارك سعدون كاظم (25 عاما) في مساعدة الجرحى الذين علقوا تحت سقوف الحاجز الامني الذي انهار.

وبادر عدد كبير من المدنيين الى مساعدة الجرحى للوصول الى سيارات الاسعاف. وغالبا ما تتجمع عشرات السيارات المدنية عند هذا الحاجز، خصوصا لدى بداية ونهاية الدوام الرسمي، بهدف الدخول او الخروج من مدينة الحلة.

ووقع الحادث في وقت ينقسم فيه الحاجز الى عدة مسارات نظرا للازدحام الشديد، بحسب مصادر امنية. وتشهد مدينة الحلة استقرارا امنيا منذ استعادة منطقة جرف الصخر الواقعة شمال المحافظة، حيث كانت تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم داعش جنوب بغداد.

والتفجير الانتحاري اليوم هو الاول من نوعه بعد استعادة السيطرة على منطقة جرف الصخر.

&

&