height=360

أعلن وزير الداخلية البلجيكي، يان جامبون، الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام

استيقظت العاصمة البلجيكية، بروكسل، الثلاثاء 22 مارس/ آذار، على صوت انفجارين هزا مطار العاصمة، وثالث استهدف محطة لقطارات الأنفاق. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى ما لا يقل عن 30 قتيلا ومائتي جريح.

وضرب الانفار الأول مطار "زافنتيم" حوالي الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وبعد نحو ساعة دوى انفجار آخر استهدف محطة "مالبيك" لقطارات الأنفاق الواقعة بالقرب من مقرات الاتحاد الأوروبي.

وعلى الفور علقت سلطات بروكسل حركة النقل الجوي في المطار كما توقف النقل البري وعبر السكك الحديدية داخل المدينة، ورفعت حالة الاستنفار الأمني إلى الدرجة القصوى. كما أعلن وزير الداخلية البلجيكي، يان جامبون، الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام.

ويأتي هذا الهجوم، وهو الأول من نوعه الذي تتعرض له بروكسل، بعد أربعة أيام من إلقاء السلطات البلجيكية القبض على، صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، والتي راح ضحيتها نحو 130 شخصا.

وكانت سلطات التحقيق البلجيكية قد صرحت عقب إجراء تحقيقات أولية مع المشتبه به أنه كان يحضر لعملية تستهدف العاصمة "بروكسل". وفي يوم الاثنين 12 مارس/ آذار حذر وزير الداخلية البلجيكي من وجود " تهديد بشن هجمات انتقامية ردا على القبض على المشتبه به صلاح عبد السلام".

وبعد وقوع التفجيرات بساعات خرجت وكالة أعماق المقربة من تنظيم "الدولة الإسلامية" لتعلن في بيان لها مسؤوليته عن الهجوم. وجاء في البيان: "نفذ مقاتلو الدولة الإسلامية اليوم الثلاثاء سلسلة تفجيرات بأحزمة وعبوات ناسفة استهدفت مطارا ومحطة قطار رئيسية وسط مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا المشاركة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية".

وبدت العواصم الغربية في حالة قلق بالغ نتيجة حجم هجمات بروكسل واتخذت كلها إجراءات أمنية احترازية ونددت حكوماتها بالعملية وتعهدت بالاستمرار في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية حتى القضاء عليه. وقال مسؤول أمريكي في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس إن "التفجيرات التي ضربت بروكسل تبدو متطورة، وسيجرى دراستها من قبل المحققين للتعرف عما إذا كانت تحمل نفس خصائص تفجيرات باريس".

كيف استطاع تنظيم "الدولة الإسلامية" تنفيذ هجمات بروكسل؟

في حديث مع بي بي سي عربي، يقول حسن أبو هنية، الكاتب والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن "ما حدث يشير إلى وجود خلل أمني وهو ليس بالجديد". ويضيف أبو هنية شارحا "غالبية منفذي هجمات باريس كانوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية وسافروا إلى سوريا والعراق حيث تلقوا تدريبات ثم تمكنوا من العودة لتنفيذ ما تدربوا عليه".

ويرى أبو هنية أن "تلك العملية ربما تم الإعداد لها في وقت سابق، ولكن القبض على صلاح عبد السلام ربما عجل بموعد التنفيذ خشية انكشاف المخطط أو إلقاء القبض على أعضائه".

ويردف أبو هنية بالقول: "الهجوم يهدف إلى إشاعة الذعر في الدول التي يستهدفها بغية خلق رأي عام ضاغط يجبر حكومات تلك الدول على الانسحاب من التحالف الذي يستهدف التنظيم في سوريا والعراق".

وفي ذات السياق، وفي حديث آخر مع بي بي سي عربي، يقول جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبار في ألمانيا، إن ما حدث "يشير إلى خطأ استخباراتي بلجيكي وليس أوروبي. الهجمات استهدفت مطارا ومحطة رئيسية للقطارات وبكميات كبيرة من المتفجرات وهي أهداف حيوية ومن المتوقع استهدافها".

ويضيف محمد "ينبغي أن يكون الأداء الأمني البلجيكي أفضل من ذلك، خاصة بعد إلقاء القبض على المشتبه به في تفجيرات باريس، صلاح عبد السلام، وما قد ينتج عنه من هجمات انتقامية".

وفيما يتعلق بمواجهة التطرف في أوروبا، يرى محمد أنه "يتعين على الحكومات الأوروبية مواجهة تلك الظاهرة بحزمة من الإجراءات تأتي في إطار حفاظ تلك الدول على ثرواتها الاقتصادية والبشرية من خلال معالجة التطرف وزيادة إدماج أبناء المهاجرين خاصة من الجيلين الثاني والثالث". ويرى مراقبون أن هزيمة تلك الجماعات الإرهابية لن يتأتى دون مواجهة ودحض أفكارها المتطرفة.

ونفذ تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات التي انضوت تحت رايته منذ الإعلان عن قيامه هجمات دامية شملت 26 دولة في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية مرورا بأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وحتى شرق آسيا.

برأيكم،

  • هل تنم هجمات بروكسل عن فشل استخباراتي أوروبي؟
  • هل يعتبر الحل الأمني سلاحا ناجعا في مواجهة التنظيمات المتطرفة؟
  • هل يمكن التحاور مع تلك التنظيمات المتشددة؟كيف يمكن إيقاف تلك التنظيمات؟