فيما تعوق الأحوال الجوية السيئة تقدم القوات العراقية في معركة تحرير الموصل، فقد تباحثت وزارة الدفاع العراقية مع الملحقين العسكريين لدول التحالف العاملين في بغداد التنسيق لتصعيد الضربات الجوية ضد داعش... بينما دعا ائتلاف علاوي إلى لجنة لإنقاذ العراق موجّهًا خطابًا إلى العبادي حول متطلبات الإصلاح.
بغداد: ترأس المؤتمر الموسع للملحقين العسكريين لدول التحالف العاملة في العراق، الذي عقد في مقر قيادة الدفاع الجوي في بغداد، قائد الدفاع الجوي الفريق دفاع جوي الركن جبار عبيد كاظم، الذي اشار الى ضرورة التحاور حول العمل المشترك لقيادات القوات الجوية في مواجهة "الارهاب"، وطرح المعضلات التي تواجهه، موضحاً أن قسمًا منها يستدعي عملاً مشتركًا بين العراق ودول التحالف.&
واضاف ان قيادة الدفاع الجوي تتحمل مسؤولية السيطرة على الأجواء العراقية وتمثل الحلقة الأولى لتأمين السيادة، مؤكدًا ان المعارك لا تحسم من دون السيطرة على الأجواء. وقال إن العراق يسعى إلى تكامل المنظومات الرادارية ومنظومات الأسلحة الجوية لرفع مستوى الجاهزية للقيادة.. واشار الى ان دول التحالف تساعد العراق على حربه ضد "الإرهاب"، الذي أصبح يهدد جميع الدول، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية، اطلعت على نصه "إيلاف" الثلاثاء.&
وبحث القائد العسكري العراقي مع الملحقين العسكريين لدول التحالف تنسيق حركة الطائرات ومرورها في الأجواء وهبوطها في المطارات العراقية وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال وعلى اعلى المستويات لحل جميع المعضلات التي تواجه حركة الطائرات العسكرية في الأجواء العراقية، خاصةً بعد تفعيل مشاركة طيران التحالف الدولي في العمليات العسكرية لإسناد القوات الأمنية العراقية في حربها ضد "الإرهاب".
وتم خلال المؤتمر طرح العديد من المقترحات والآراء حول نشاط طائرات دول التحالف في الاجواء العراقية وملاحقتها لمواقع تنظيم داعش وتجمعاته واستهدافها والمشاكل التي تواجه هذا النشاط، وإيجاد الحلول المناسبة لها.&
وقدم الملحقون العسكريون بدورهم مقترحات وحلولاً للمشاكل التي تواجه حركة الطيران لدول التحالف في الاجواء العراقية، مؤكدين على ضرورة استمرار الحوار لتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات العسكرية بين العراق ودول التحالف.&
جاء انعقاد المؤتمر في وقت تم تعليق عملية الهجوم لاستعادة الموصل بسبب سوء الأحوال الجوية، وذلك بعدما سيطر الجيش العراقي على ثلاث قرى من مسلحي داعش في منطقة مخمور. وانطلقت الخميس 24 من الشهر الحالي عملية "الفتح" لتحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم داعش بهدف استعادة المناطق الواقعة في جنوب الموصل من التنظيم، قبل شن هجوم أوسع لاستعادة المدينة، التي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) عام 2014.
بالتزامن مع انعقاد هذا المؤتمر، فقد اعلن قائد عمليات الجزيرة اللواء علي إبراهيم دبعون اليوم عن بدء قصف عنيف لطيران التحالف على مواقع تنظيم داعش في قضاء هيت بمحافظة الانبار الغربية التي يسيطر عليها التنظيم، وذلك تمهيدًا لاقتحامها من قبل القوات الأمنية.
وقال دبعون إن الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع الفرقة السابعة وعمليات الجزيرة بدأ اليوم، بقصف عنيف على اهداف لتنظيم داعش في مدينة هيت (70كم غرب الرمادي). وأضاف في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" أن "القصف أسفر عن تدمير تلك الأهداف وقتل جميع عناصر التنظيم فيها".. لافتاً الى أن القصف هو تمهيد لاقتحام هيت من قبل القوات الأمنية وبمشاركة مقاتلي العشائر لاستعادة السيطرة عليها.
يذكر ان القوات الأمنية تمكنت من تحرير ناحية كبيسة في جنوب مدينة هيت من تنظيم داعش الاحد الماضي، فيما تواصل تلك القوات عملياتها لتحرير المدينة واستعادة السيطرة عليها.
ائتلاف علاوي يدعو الى لجنة انقاذ للعراق
دعا ائتلاف الوطنية بقيادة إياد علاوي اثر إجتماع طارئ في بغداد الى تشكيل لجنة لانقاذ العراق، كما بحث آخر المستجدات على الصعيد السياسي. واشار الائتلاف الى أنه استجابة لزيارة وفد التحالف الوطني الشيعي للتفاوض مع الائتلاف امس، فقد قرر الاجتماع توجيه خطاب الى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حول الخطوات المطلوبة &للإصلاح السياسي والتشكيلة الحكومية الجديدة، كما قال في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" اليوم.
واشار الائتلاف الى أن الخطاب سيعكس موقفه في رفض المحاصصة الطائفية والجهوية ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين الى القضاء وتحقيق المصالحة الوطنية والتأكيد على ضرورة تشكيل لجنة لإنقاذ العراق من إنهيار العملية السياسية.
وجاء قرار ارسال خطاب الى العبادي بعد ساعات من اجتماع اللجنة الثلاثية للتحالف الشيعي، والتي شكلها لتقديم المشورة للعبادي في اختيار التشكيلة الوزارية الجديدة وتضم هادي العامري زعيم منظمة بدر وفالح الفياض مستشار الامن الوطني القيادي في ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، وحميد معلة القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة عمار الحكيم مع علاوي، الذي اعلن عقب الاجتماع التوافق على ترشيح الكتل السياسية لمستقلين لمجلس الوزراء والهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والدرجات الخاصة والمديريات.
وقال المكتب الاعلامي لائتلاف الوطنية إن علاوي قد توافق مع اعضاء اللجنة الشيعية على حزمة من القضايا المرتبطة بالوضع السياسي منها ترشيح مستقلين لمجلس الوزراء من قبل الكتل السياسية، وكذلك للهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والدرجات الخاصة،&والمديريات العامة وفق معايير مهنية عالية على أن تكون هناك مجموعة سياسية لمراقبة هذه الإجراءات من دون ان تكون لها سلطات تنفيذية.
واشار الى انه تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة الحفاظ على العملية السياسية، وإصلاحها وتدعيمها وتنظيمها واعتماد الدستور وآلياته ومؤسساته إلى حين اعادة النظر ببعض فقراته مع وضع خارطة طريق لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية في عملية الاصلاح تكون مرشدًا للحكومة، وتتضمن حزمة من الاجراءات وتشريع القوانين ذات الاولوية من دون توضيح هذه القوانين.
وامس الاثنين، امهل مجلس النواب العبادي حتى الخميس المقبل لاعلان تشكيلته الحكومية الجديدة كحد اقصى، فيما تعصف الخلافات بالقوى السياسية التي تتهمه باختيار الوزراء الجدد من دون استشارتها وبتهميش الاحزاب الدينية.
وتصر الكتل السياسية، سواء كانت المنضوية في التحالف الشيعي أو خارجه، مثل تحالف القوى السنية والتحالف الكردستاني، ان يكون اختيار الوزراء الجدد من قبل اللجنة المشكلة من قبل العبادي برئاسة وزير التخطيط السابق النائب مهدي الحافظ، عازية السبب الى عدم معرفة اعضاء اللجنة بالشخصيات التي تختار الوزراء ضمن التعديل الوزاري، وتطالبه بأن تكون الكتل السياسية هي التي تحدد الشخصيات المهنية والتكنوقراط.
وقد انطلقت في بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية أخرى امس تظاهرات عامة دعمًا لموقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وللمطالبة بتحقيق اصلاح شامل، واعلان حكومة التكنوقراط المنتظرة.
التعليقات