برلين: تستعد ألمانيا التي تربطها علاقات شراكة استراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 2004 لزيارة مهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتحادث خلالها مع المستشارة أنجيلا ميركل.
ويرى مراقبون أن زيارة الشيخ محمد بن زايد المنتظرة في الخامس من أيار (مايو) المقبل ستسهم في مواصلة تعزيز وتقوية العلاقات الإماراتية ـ الألمانية، وترسيخ التعاون الثنائي القائم بينهما في مختلف المجالات.
وستكون على أجندة قمة محمد بن زايد ـ ميركل العديد من الملفات المهمة، حيث سيعرض الجانبان تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأزمة السورية ومكافحة التطرّف والارهاب.
السفير الجديد
وتمهيداً للزيارة ينتظر أن يقدم السفير الإماراتي علي عبدالله الأحمد الذي كان تم تعيينه في شباط (فبراير) الماضي أوراق اعتماده رسمياً لوزارة الخارجية والمستشارة ميركل.
كما كان الشيخ محمد بن زايد تحادث في أبوظبي في السابع من آذار (مارس) الماضي، مع فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا الاتحادية، حيث عرض معه العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة.
كما استعرض الجانبان خلال اللقاء مجالات التعاون المتعددة بين البلدين في مختلف القطاعات، وأهمية تعزيزها وتنميتها بما يحقق المزيد من مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
زيارة 2014
يشار إلى أن ولي عهد أبوظبي كان زار المانيا في حزيران (يونيو) العام 2014 حيث أكد خلال محادثاته مع القادة الألمان والمستشارة ميركل بصفة خاصة على أهمية بذل المزيد من الجهود في سبيل تعزيز مستوى الشراكات القائمة بين الإمارات وألمانيا، خاصة في ما يتعلق بالشراكات الاقتصادية والاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا والعلوم والمعرفة والتعليم والطاقة المتجددة، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية والثقافية والتنموية.
كما أكد ولي عهد أبوظبي على ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والعمل على تعزيز قيم التعايش والتفاهم والتسامح والسلام في المنطقة، بما يعزز فرص التنمية الشاملة لدول وشعوب المنطقة.
وخلال تلك الزيارة، دعا الشيخ محمد بن زايد إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تعزيز مستوى الشراكات القائمة، خصوصاً في ما يتعلق بالشراكات الاقتصادية والاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا والعلوم والمعرفة والتعليم والطاقة المتجددة، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية والثقافية والتنموية.
شراكة استراتيجية
يذكر أن جمهورية ألمانيا الإتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين أقامتا علاقات دبلوماسية منذ العام 1972، كانتا دشنتا شراكة استراتيجية في نيسان (ابريل) العام 2004، حيث أبدت الحكومتان رغبتهما في تعميق العلاقات الاقتصادية من خلال التجارة المكثفة القائمة والتعاون في قضايا سياسية مختلفة.
ومنذ توقيع اتفاقية الشراكة، أصبحت العلاقات الاقتصادية الثنائية الإماراتية ـ الألمانية مبنية على شبكة مقدمي الخدمة والندوات الاقتصادية وغيرها، كما تُدعم باستمرار عبر زيارات سياسية رفيعة الشأن.
زيارات متبادلة
وشهدت السنوات القليلة الماضية زيارات هامة بين الطرفين لتعزيز التعاون، ومن بينها الزيارات التي قامت بها المستشارة أنجيلا ميركل إلى دولة الإمارات في عامي 2007 و2010، وزيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى ألمانيا في العام 2008، وكذلك زيارتا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في عامي 2009 و2014.
وهناك أيضاً الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، إلى الإمارات، بالإضافة إلى زيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلى العاصمة الألمانية برلين وتوقيعه مع نظيره الألماني مؤخراً على اتفاقية منع الازدواج الضريبي. تضاف إلى ذلك زيارة عشرات الوفود الألمانية إلى دولة الإمارات سنوياً، وقيام الحكومة الألمانية بدعوة أصحاب القرار في دولة الإمارات إلى ألمانيا بصفة منتظمة لدراسة وبحث آخر التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية.
وبحكم هذه العلاقات المتينة، التي تعد التجارة والاستثمار المتبادل والتعاون التقني من أهم عناصرها، فقد ازدادت الصادرات والاستثمارات المشتركة حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2009 إلى 6.6 مليارات يورو، مع العلم أن قيمة الصادرات الألمانية وحدها وصلت إلى 6.1 مليارات يورو، فالإمارات تُعتبر من أهم أسواق التصدير الحيوية لألمانيا في العالم العربي.
كما بلغ حجم الاستثمار الألماني في العام نفسه 371 مليون يورو، بينما كانت هناك استثمارات كبيرة لدولة الإمارات في السوق الألمانية، حيث استثمرت خزينة الإمارات بشكل ملحوظ في ألمانيا، كالاستثمارات في شركة "دايملر كرايسلر" ومصرف "دويتشه بنك".
التعليقات