نفى وزير الداخلية البلجيكي وصمه المجتمع المسلم بكامله، وذلك اثر اتهامه البعض بالاحتفال والرقص بعد الاعتداءات الأخيرة التي طاولت العاصمة بروكسل، فيما اتهمته المعارضة بتعزيز الانقسامات، وطالبته بتقديم الأدلة والوقائع.
بروكسل: أدلى وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون بتصريحات نهاية الأسبوع الفائت، تحدث فيها عن أن "جزءًا كبيرًا" من المجتمع المسلم في بلجيكا "احتفل ورقص" بعد اعتداءات 22 آذار (مارس) في بروكسل.
وقال جومبون، الذي ينتمي لحزب التحالف الفلمنكي الجديد، أمام لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب، بعدما وجهت إليه المعارضة سيلاً من الأسئلة: "الجميع يعلم بأن أمورًا كهذه حدثت. فهل يجب أن ننتظر تقريرًا رسميًا من الشرطة لتأكيد وجود مثل هذه الحقائق؟"، فيما نفى اتهامه بتأجيج التوترات مع المجتمع البلجيكي المسلم، والتي يصل عدد أفراده إلى حوالى 600 ألف من أصل 11 مليون نسمة، عدد سكان بلجيكا.
وأوضح جامبون أن "أجهزة عدة أكدت لي بأن الأمر لا يتعلق بشائعات، وبأن هؤلاء فعلوا ذلك على الأرض"، من دون أن يدلي بتفاصيل اضافية، وقال: "لن أخبئ وجهي، أو أعتمد سياسة النعامة. واجبي هو تحديد المشكلات وتسمية الأمور بأسمائها واتخاذ الإجراءات اللازمة".
كسب العاطفة
وتابع: "لا يمكننا وصم مجتمع بكامله. لقد قلت ذلك مئات المرات، علينا أن نعمل مع المجتمع المسلم، يجب كسب عاطفة الناس الذين ينقلب بعضهم ضد مجتمعنا، حتى لو كان الأمر متعلقًا بثلاثة أشخاص فقط".
إلى ذلك، فقد توافقت تصريحات جامبون مع تصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية دونالد ترامب، والذي ادّعى فيها أن المسلمين احتفلوا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وكان وزير الداخلية البلجيكي قال في مقابلة مع صحيفة "دو ستاندارد" البلجيكية، نشرت يوم السبت، إن عددًا كبيرًا من أبناء الجالية المسلمة رقصوا من الفرحة بعد الهجمات التي راح ضحيتها 32 شخصًا، وجرح المئات في المطار وداخل مترو بروكسل، في أعقاب التفجيرات الانتحارية يوم 22 (مارس) آذار، وأوضح أن حكومات سابقة غضت الطرف عن إشارات تحذيرية لسنوات، وأن الإجراءات الحالية لن تحقق نجاحًا فوريًا.
كما اتهم السكان المسلمين المهاجرين في حي مولينبيك بروكسل بمهاجمة الشرطة خلال عملية في (مارس) آذار، وذلك خلال محاولة اعتقال أحد المشتبه بضلوعهم في هجمات باريس، وقد تعرض جومبون لانتقادات من وزراء المعارضة، إذ طلب منه البعض دعم تصريحاته بالأدلة، كما طالبه آخرون بالاعتذار فورًا.
أين الوقائع؟
واتهم نواب في المعارضة الأربعاء، الوزير القومي بإثارة انقسامات بين السكان المسلمين، الذين يقدر عددهم بأكثر من 600 ألف شخص في بلجيكا، وغير المسلمين. وقال النائب الاشتراكي أمير كير: "نريد وقائع، أنت الوزير المسؤول عن الأمن وليس عن الاستفزاز".
وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل قد أيّد تصريحات وزير الداخلية التي قال فيها إن عددًا كبيرًا من المسلمين فرحوا بتفجيرات بروكسل، وإن مؤيدي الإرهاب سرطان يجب استئصاله. وقدم ميشيل الدعم لجومبون قائلًا: "إن مجلس الأمن القومي أُبلغ عن وجود تأييد لمهاجميّ بروكسل"، وأضاف في بيان: "يمكنني تأكيد أنه كانت هناك تأييدات للهجمات"، لكنها صدرت عن أقلية صغيرة. وتابع: "يجب ألا نعمم هذا الأمر أو نبالغ في إلقاء الضوء عليه"، مؤكدًا بأن جومبون لم يعمم.
وتعرضت حكومة ميشيل لانتقادات بسبب إدارتها للأمن قبل التفجيرات، وكان جومبون ووزير العدل كوين جينز عرضا الاستقالة في أواخر (مارس) آذار بسبب الإخفاقات، لكن ميشيل طلب منهما البقاء، فيما استقالت وزيرة النقل البلجيكية عقب اتهامها بالكذب بشأن تقرير للاتحاد الأوروبي انتقد الأمن في مطار بروكسل.
التعليقات