لا تزال قصيدة الكوميدي الالماني يان بومرمان، التي سخر فيها من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، تتفاعل بقوة، وقد أثارت ردود أفعال غاضبة في غير مكان. &
برلين: قال الكاتب والممثل والمخرج المسرحي الالماني ذو الأصل التركي سردار سومونجو، إنه منذ ايام يتلقى وابلًا من رسائل الكراهية لأنه ظهر في ندوة تلفزيونية دافع خلالها عن كاتب القصيدة الذي يهجو فيها اردوغان، الأمر الذي دفع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى الموافقة على السماح بمقاضاته لتهدئة اردوغان، خوفًا على مصير الاتفاقية التي توصل إليها الاتحاد الاوروبي مع تركيا بشأن اللاجئين. &
وكتب سومونجو في مجلة شبيغل الالمانية ان وجهة نظره لم تكن معادية لتركيا بالمرة، وأنّه ابدى بوضوح تحفظه عن الطريقة التي تجاوزت بها القصيدة الحدود المقبولة. ولكنّه مع ذلك تعرّض لاتّهامات غالبيتها من اتراك، بتبرير الإهانات التي تضمنتها القصيدة، على ما يُفترض. وقيل له بإنه "خان وطنه وباع شرف تركيا للشيطان الالماني، وباع نفسه من أجل مهنته".&
غضب شديد
وأكد سومونجو أن ردود الافعال هذه ليست جديدة عليه، بل يعرفها من أعماله المسرحية السابقة، ولكن ما أثار استغرابه هو "حجم الغضب الجديد الذي انبثق من النقاش حول الهجاء والفن الذي جرى مرات لا تُحصى في السابق"، وتساءل: "هل إن ردود الافعل القوية نفسها كانت ستحدث لو كان موضوع القصيدة رئيس دولة اخرى؟".&
وعزا سومونجو شدة الغضب الى ظروف معيشة الاتراك في المانيا، حيث قال "إنهم يشعرون منذ زمن طويل بأنهم ضحايا مهانات الالمان واستعلائهم، ويشعرون بالمذلة والخيانة ولا يصدقون حسن نيات السياسيين الالمان عندما يتحدثون عن الاندماج والثقافة".&
ولاحظ سومونجو أنّ "ميل الاتراك - الالمان الى عزل انفسهم اصبح أقوى منذ هجمات التسعينات، ثم جاءت اعمال القتل التي ارتكبها النازيون الجدد بين 2000 و2006 وراح ضحيتها ثمانية اشخاص ذوي اصول تركية، ونتيجة للفترة المديدة من انعدام الحزم السياسي الذي اعقب ذلك، وكذلك الاجراءات المترددة للنظام القضائي الالماني، أصبحت شكوك الاتراك في امكانية الشعور بأنهم في بلدهم أقرب الى اليقين". واضاف: "ان الالمان والاتراك لن يكون اشقاء ابدًا".&
نزعة ثأرية
وأشار الكاتب والمسرحي سومونجو إلى أنّ اردوغان يستلهم الامبراطورية العثمانية في مشروعه لبناء "الدولة التركية الكبرى"، وقال: "إنّ اردوغان مدفوع داخليًا بنزعة ثأرية يبدو أنّها نشأت خلال الأشهر التي قضاها في السجن ويستهدف بها الآن الأشخاص الذين يعتقد أنّهم شركاء في سياسة تركيا الكمالية الثابتة. ونتيجة لذلك، يرى خصومه أنّه دكتاتور، في حين أنّه لا يزال يعتبر نفسه معارضًا". &
وتابع سومونجو، الذي ولد في اسطنبول ونشأ في المانيا، أن الالمان ينظرون الى تركيا اردوغان بعين الريبة، متسائلًا: "هل ان الاتراك - الالمان أقاموا وسط المجتمع الالماني، أو أنّهم ذئاب فئوية منفردة يستغلون الضيافة الألمانية من أجل مصالحهم الخاصة".&
واختتم سومونجو مقالته في مجلة شبيغل بالقول: "الاتراك فقدوا الثقة بألمانيا، والألمان فقدوا ثقتهم بتركيا، والاتراك - الالمان يوازنون بين هويتيهما كمن يمشي على حبل مشدود، ولن يزداد الاتراك استعدادًا لاتخاذ قرار بجانب هذا الطرف أو ذاك إلا عندما تفهم المانيا أن الأتراك جزء من مجتمعها، ولن يزداد استعداد الأتراك - الألمان لقطع الحبل واتخاذ قرار بالوقوف مع الطرف الذي يعمل اكثر من أجلهم إلا حين تتوقف الأسئلة عن الشروط التي لا يزال يتعين على تركيا أن تنفذّها للاعتراف بها جزءًا كاملًا من أوروبا".&
&
التعليقات