إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد ساعات من مهاجمته وموكبه بالحجارة والزجاجات الفارغة خلال تفقده لتفجير منطقة الكرادة بوسط بغداد فجر اليوم "اؤكد لأبناء شعبنا العزيز ان من واجبي الوطني والاخلاقي ومن موقعي كقائد عام للقوات المسلحة ورئيس للوزراء تفقد احوال المواطنين في جميع الظروف وبالأخص زيارة مواقع التفجيرات الارهابية التي تستهدف المواطنين والتواجد في الخطوط الأمامية وميدان المعركة مع المقاتلين المضحين الابطال وأجد من الخطأ الفادح عدم تواجد المسؤولين في هذه مثل هذه المواقف والاحداث والتي لاينبغي ان يتنصل فيها المسؤول عن مسؤوليته وواجبه مهما كانت النتائج وإني لم اتردد لحظة في الحضور الميداني و في مواقع الاعتداءات الارهابية اسوة بالعراقيين الذين يدافعون عن وطنهم ويضحون بحياتهم، ولست الا أحدهم وأقدم حياتي فداءً للعراق وشعبه".

تفهم مشاعرالانفعال

وشدد العبادي بالقول في بيان صحافي اطلعت على نصه إيلاف "إني اتفهم مشاعرالانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض ابنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة فجر اليوم من اجل الوقوف ميدانيا على الجريمة الارهابية والتحقيق فيها ومواساة ابنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات ابنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة" في أشارة إلى رشق موكبه بالحجارة والقناني الفارغه مصحوبة بالسب والشتم.

واضاف العبادي في الختام قائلا اسال الباري عز وجل ان يمكنا على درء خطر الارهاب عن شعبنا ويمن على شهدائنا بالرحمة والجرحى بالشفاء العاجل، وان يوحد ارادة العراقيين ويكلل تضحياتهم بالنصر المؤزر". 

ارتفاع عدد الضحايا وداعش يعلن مسؤوليته

وقد ارتفع عدد ضحايا تفجير في منطقة الكرادة بوسط بغداد التي تسكنها غالبية شيعية إلى مقتل واصابة 348 شخصا مدنيا جراء تفجير سيارة ملغمة يقودها انتحاري. وقال رئيس اللجنة الامنية بمجلس محافظة بغداد محمد الربيعي ان حصيلة التفجير في الكرادة ارتفعت إلى 168 قتيلا و180 جريحاً وهي قابلة للزيادة لأن حالة الكثير من الجرحى خطرة.

واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير وقال في بيان ان احد مقاتليه نفذه بسيارة مفخخة مستهدفا تجمعا للشيعة في أشارة إلى منطقة الكرادة التي كانت تحتشد بالمواطنين المتبضعين في اخر ايام شهر رمضان ما ادى ايضا بالاضافة إلى العدد الكبير من الجرحى والمصابين إلى الحاق اضرار بالعشرات من متاجرالمواطنين وسياراتهم وشققهم السكنية. 

 

مجموعة من الشباب من ضحايا تفجير الكرادة وسط بغداد

 

وفي وقت سابق اليوم هاجم مواطنون العبادي لدى تفقده منطقة الانفجار ما ارغمه على المغادرة سريعا بعد ان توعد بالقصاص من منفذي التفجير الذي اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.

وانتشر شريط فيديو مدته اربع دقائق على موقع التواصل الاجتماعي وتابعته "إيلاف" وهو يوضح جموعا غاضبة من ابناء منطقة الكرادة بوسط بغداد وهم يقذفون موكب رئيس الوزراء بالحجارة تفقده منطقة الانفجار ويهتفون ضده ما اضطره إلى مغادرة المكان بسرعة حيث ان منطقتهم تتعرض بين فترة واخرى لمثل هذه التفجيرات.

وقد أثار التفجير غضبا عراقيا وامميا واسعا دفع العبادي إلى اجراء تغييرات في قيادة امن العاصمة وسط اتهامات للقوات الامنية بالتقصير وضرورة محاسبة قياداتها وتفعيل الجهد الاستخباري للكشف عن الخلايا النائمة. 

العبادي يدعو العراقيين وقواهم لافشال فتنة الارهاب

وناشد العبادي في بيان رسمي تلاه المتحدث بأسمه سعد الحديثي وتابعته "إيلاف" "كل الاطراف السياسية والفعاليات الاجتماعية والدينية إلى تفويت الفرصة على الارهاب وافشال مخططاته بعد السماح له باحداث شرخ في العلاقة بين الكتل السياسية والحكومة او بين المواطن والاجهزة الامنية وحيث ان الرد المناسب على جرائم الارهاب ليس في كيل الاتهامات لبعضنا البعض فهذا تماما مايسعى له الارهابيون من وراء جرائمهم الوحشية وهو مايمدهم باسباب البقاء ويطيل عمر الارهاب".

وقال ان الحكومة العراقية تشدد على ضرورة تعاون مختلف دول العالم ودول المنطقة على وجه الخصوص مع جهود العراق في الحرب ضد الارهاب ومساندة ماتقوم به الحكومة العراقية والقوات المسلحة التي تتصدى لخطر يستهدف الامن الدولي والاقليمي. 

وأشار إلى أنّ "ماننتظره من هذه الدول ومن وسائلها الاعلامية هو الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية وتجنب التحريض الطائفي واعتماد المصداقية والموضوعية في تغطية مايحدث في العراق وتقدير التضحيات التي يقدمها العراقيون في هذه الحرب وان الانتصارات التي يحققها المقاتلون العراقيون تصب بالنتيجة في تحقيق الامن والاستقرار الاقليمي وتدفع مخاطر الارهاب عن دول وشعوب المنطقة كما تفعل بالنسبة للعراق".

ومن جهتها أعلنت قيادة عمليات بغداد عن سحب اليد وإيقاف الخلية الاستخبارية المسؤولة عن قاطع أمن منطقة الكرادة وقال الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في تصريح متلفز ان "قراراً صدر بسحب يد الخلية الاستخبارية لمنطقة الكرادة وايقافها".

واكد انه لا سبيل امام العراق كي يوفر الامن لمواطنيه ويحقق الاستقرار الدائم الا بالانتصار النهائي في الحرب على الارهاب وهذا مايستدعي توجيه كل الجهود لانجاز هذا النصر وعدم تقديم اي امر اخر عليه ونبذ الخلافات السياسية وعدم الوقوع في الفخ الذي يحاول الارهاب ان يوقع فيه العراقيين بدفعهم للتصادم والتصارع والتشكيك ببعضهم البعض.