نصر المجالي: توقع زعيم حزبي يساري تركي أن يتوجه الرئيس رجب طيب إردوغان لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد خطوات التطبيع مع روسيا.
وفي تصريحات صحافية لـ(روسيا اليوم) وتناقلتها وسائل الإعلام التركية ومن بينها موقع (أنقرة زمان)، قال رئيس حزب (الوطن) التركي اليساري المتطرف دوغو برينتشيك إنه هو من قام بإصلاح علاقة إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد تدهورها بسبب إسقاط الطائرة الروسية.
وقال الزعيم اليساري المتطرف، الذي سبق أن سجن بعد الحكم عليه في إطار قضية (أرجينيكون) أو الدولة العميقة في تركيا، ثم خرج من السجن بفضل تعديلات قانونية أجراها إردوغان بعد تحقيقات الفساد الشهيرة عام 2013، إنه توسط في إجراء رجال إردوغان مفاوضات مع رجال بوتين، ثم أثمرت هذه المفاوضات إزالة البرودة وترطيب العلاقات بين الطرفين.
يشار إلى أن خطوات التطبيع بين أنقرة وموسكو بدأت بعد رسالة تهنئة من إردوغان لبوتين بمناسبة (اليوم الوطني الروسي)، وتضمنت اعتذارا إسقاط طائرة روسية مقاتلة من طراز "سو24" في نوفمبر 2015، كما كان الرئيس الروسي قد بادر بالإتصال بإردوغان منددا بالتفجيرات الارهابية التي طالت مطار (أتاتورك) الدولي.
إردوغان والاسد
وإلى ذلك، قال برينتشيك في الحوار إن الدور أتى على إصلاح العلاقات بين إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن تحسين العلاقات بين تركيا وروسيا سيمهّد الطريق للتعاون مع سوريا أيضاً، بحسب زعمه.
وساطة جزائرية
وأعاد برينتشيك إلى الأذهان الأنباء التي ترددت حول إجراء السلطات التركية والسورية محادثات في الجزائر، وقال: "هناك أنباء تفيد بإجراء مفاوضات في الجزائر بين تركيا وسوريا، وهذا يعني استعداد تركيا للاتفاق مع سوريا أيضاً بوساطة جزائرية، كما أن النظام السوري مستعد لذلك؛ لأن الأسد يريد وحدة بلاده. لكنها، أي سوريا، تأثرت سلباً بالإرهاب الذي صدرته إليها تركيا. والآن من الممكن أن نسلك الطريق السلمي لنذهب ونصلي في المسجد الأموي".
وصدرت تلميحات من أنقرة عن التحرك نحو دمشق، ففي الأول من يوليو الحالي، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن بلاده قامت بتطبيع علاقاتها مع دول اختلفت معها خلال الفترة الماضية (في إشارة إلى روسيا وإسرائيل)، معربًا عن أمله في انتهاء الحرب في سوريا وعودة الحياة إلى طبيعتها في العراق ومصر.
صرخة بوجه الاعلاميين
يشار إلى أن برينتشيك، صرخ في وجه الإعلاميين عند خروجه من السجن عام 2013 بعد أن اتفق إردوغان معه للخروج من أزمة تحقيقات الفساد بقوله: "خرجنا من السجن كالسيوف المستلة من أغمادها، وسنقضي على كل الجماعات والحركات والطرق الإسلامية في تركيا وسنجتثها من جذورها. كما سنهدم الحكومة التي تريد تقسيم تركيا، وسنمزق سلطة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وسلطة الرئيس عبد الله غول وفتح الله كولن".
وأعلن أنه يقف إلى جانب إردوغان في جهوده الرامية إلى اجتثاث حركة الخدمة من جذورها.
ويعتبر حزب برينتشيك واحدا من القوى الوطنية وأنصار التيار القومي العلماني المتشدد الذين ينتمون إلى حزب الوطن (حزب العمال القديم) بصورة أساسية، والذين يعتبرون أنفسهم ورثة مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة.
التعليقات